فبراير.. قوة الإرادة الكويتية

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُجسّد المناسبات الوطنية الفخر والانتماء لدى المواطنين ويبرز فيها الحب الكبير للوطن، ولكن فرحة الكويتيين في فبراير فرحة مختلفة وعميقة، مزيج من الفخر الوطني والتحدي وذكريات في تاريخ يوم الكويت الوطني وكذلك يوم التحرير من الغزو العراقي الغاشم، فهذه المناسبات الوطنية تعكس الفخر والكرامة وفرصة للاحتفاء بوحدة الوطن وحرية شعب لاستعادة الكويت سيادتها وحريتها وبداية لبناء الكويت من جديد، لتجسّد هذه الملحمة قوة الإرادة الوطنية وتعكس الوحدة والتضامن بين الشعب وقيادته في مواجهة الظلم والعدوان.

ربما يحمل يوم التحرير في 26 من فبراير في طياته ذكريات مؤلمة للكويتيين ودول الخليج، ولكن يمثّل هذا اليوم الفخر والاعتزاز والشجاعة، ويعطي مثالاً جميلاً للتضحية بالنفس والنفيس في سبيل الوطن، فالانتهاكات التي تعرّضت لها الكويت وشعبها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ولسيادة دولة، راح ضحيتها الكثيرون من شهداء وأسرى ومفقودين وإهدار لمكتسبات الدولة، فالحرب في الكويت لم تكن حرباً تقليدية بين دولتين، بل كانت احتلالاً عسكرياً مازالت آثارها عميقة كلما تذكرها من عاصر هذه الحرب غير السوية، لذلك كان رد الفعل الدولي جازماً لتحرير الكويت من الاحتلال.

يوم التحرير في تاريخ الكويت وفي ذاكرة كل من شهد الاحتلال العسكري للكويت قابع نتذكره، حتى تبرز هذه الأيام القاسية كيف واجهت الكويت التحديات وكيف أصبحت اليوم قادرة على إعادة بناء البلاد واستطاعت أن تستعيد هويتها الوطنية، فالكويت استطاعت بجهود المخلصين من شعبها، إعادة تنشيط الاقتصاد، واستطاعت في فترة زمنية بسيطة بعد التحرير، تنفيذ مشاريع كبرى لإعادة بناء البنية التحتية من مبانٍ وطرق ومرافق عامة وتعزيز الديمقراطية والمشاركة في صنع القرار.

هي ذكريات مؤلمة، لكنها لاشك أنها تساهم في تعزيز الوعي الجماعي حول أهمية الوحدة والتضامن والحفاظ على الهوية والوحدة الوطنية وغرس روح المواطنة والانتماء للأجيال القادمة، حتى يكونوا بيد واحدة وصوت واحد في حب الكويت تماماً كما بدا ذلك الحب الكبير من الكويتيين الذين شهدوا الغزو الغاشم وفرحة ما بعد التحرير.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق