يطل علينا شهر رمضان المبارك كل عام يحمل معه نفحات إيمانية تملأ الأجواء، حيث تختلط أنوار العبادة وقراءة القرآن الكريم مع جو الألفة والمحبة والتكافل بين الجميع لترسم لنا لوحة رائعة من عبق التراث المتأصل في ذاكرة المواطنين عن شعائر هذا الشهر، والممارسات التاريخية التي يحرص عليها المواطنون التي تعكس الموروث الثقافي، وملامح الحياة البحرينية الأصلية خلال أيام هذا الشهر المبارك حتى نهايته، فكما أمرنا الله ورسوله بالصيام وهو ركن من أركان الإسلام ليعلمنا قيم إنسانية نبيلة نستشعر من خلالها حاجة الآخرين، ومراعاتهم، والتسامح عن أخطائهم، ففيه أيضاً يُبذل العطاء دون تمييز من خلال الزكاة والصدقات، فتسد الحاجة ويعم الفرح كل منزل، فيكون رمضان شهر الخير من جهتين، جهة الآخرة حيث يكتسب المؤمن الحسنات من العبادة والصوم والزكاة والصدقات، وخير الدنيا بسد حاجة كل ذوي الحاجة وإدخال السرور عليهم، ولا شك أن هذه الأجواء الرمضانية تمثل تجسيداً للهوية الوطنية البحرينية وبخاصة المجالس الرمضانية العاملة على نشر المحبة والتآلف بين أفراد المجتمع البحريني، وتعزز التواصل الفعال بين القيادة والمواطنين ليكون هناك تواصل فعال ومشاركة واعية للقضايا والاهتمامات التي تشغل بال المواطن والتحديات التي تواجه الوطن، فيكون هناك وعي كامل وإدراك تام لمستجدات الأمور، لذا تحرص المملكة كل عام على إتاحة تسجيل المجالس الرمضانية على تطبيق إسلاميات، كما تعمل هيئة البحرين للسياحة والمعارض، ووزارة الإعلام على إبراز هذا التراث والهوية خلال الفعاليات التي تنظمها خلال هذا الشهر المبارك، مثل الأمسيات، والاحتفالات بالقرقاعون، ووجود الفريسة إلى جانب فعالية الوادع في ختام الشهر الفضيل، وكذلك الفعاليات التي تصور الحياة البحرينية خلال هذا الشهر في القرية التراثية، وما تقوم به وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف من جهود كبيرة في نشر الوعي الديني والتعاليم الإسلامية في المساجد وغيرها من المنابر ذات الصلة، حتى يكون المواطنون وبخاصة الشباب على علم تام بتعاليم الإسلام وقيمة السمحة فلا يقعون فريسة للأفكار المتطرفة، أو المغالطات والشائعات المزيفة، وكل عام والمملكة قيادة وشعباً بخير، وأعاده عليها وعلى العالم العربي والإسلامي باليمن والبركات.