
تتواصل على حسابات النشطاء الأمريكيين على منصات التواصل، وبشكل خاص على أكس (تويتر سابقا)، التسريبات التي تتناول غالبية الشخصيات السياسية والإعلامية والنتخب في الولايات لمتحدة، وجزء كبير منهم أعضاء في الكونغرس الأمريكي بشقيه الشيوخ والنواب، وأيضا أعضاء في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
غالبية هذه التسريبات تؤكد أن السبب وراء دعم غالبية النخب الأمريكية غير المشروط لدولة الاحتلال ومنعها أي صوت يكشف جرائم هذا الاحتلال ويعري حقيقة هذا الكيان الاستعمار التوسعي العنصري والفاشي الإسرائيلي، يعود إلى قيام جهاز الموساد (المخابرات الخارجية ) الإسرائيلي بتسجيل فيديو هات والتقاط صور وتسجيلات صوتية جنسية لهذه النخب التي تتلقى أيضا تمويلا ماليا من لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (تسمى اختصاراً أيباك) وابتزازها لخدمة أجندة الصهيونية العالمية وإقرار تشريعات وقوانين ومساعدات لصالح الكيان المارق والمنبوذ، كيان قتلة الأطفال والنساء.
وغالبية هذه التسجيلات تمت في ما يعرف بـ”جزيرة إبستين” حيث كان يتم إحضار فتيات قاصرات وشبان قصر وتجنيد أخريات لتوسيع الشبكة من أجل تقديم المتعة لبعض النخب من بينهم رؤوسا دول ونواب وإعلاميين بارزين ومشرعين.
ويضغط نشطاء من أجل كشف الإدارة الأمريكية عن “ملفات إبستين” الذي يعتقد بأنه كان عميلا لـ”الموساد”.
ورغم أن وزيرة العدل الأميركية بام بوندي، رفعت السرية عن وثائق عدة تتعلق بقضية رجل الأعمال الأميركي جيفري إبستين، المتهم بارتكاب جرائم جنسية واستغلال جنسي، لكنه انتحر في السجن قبل محاكمته.
لكن الوثائق المنشورة، ومنها قوائم اتصال وخطط سفر لشريكة حياته المتواطئة معه، اليهودية، غيلاين ماكسويل، ابنة قطب الأعمال البريطاني روبرت ماكسويل، التي تقضي عقوبة بالسجن لمدة 20 عاما في نيويورك منذ عام 2022، لم تبدُ للوهلة الأولى أنها تحتوي على أية معطيات مهمة.
وبرزت عدد من نظريات المؤامرة بعد وفاته رأت في انتحاره في عام 2019 داخل سجنه في نيويورك عملية اغتيال مقنّعة. لكن الطب الشرعي ومكتب التحقيقات الفيدرالي خلصا إلى أنه انتحر، وأن وفاته “لم تكن نتيجة لفعل إجرامي”، وهو ما أكدته وزارة العدل عام 2023.
ومع أن الوزيرة الأمريكية قالت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعهد بالشفافية وكشف النقاب عن “الأفعال المقززة” التي ارتكبها جيفري إبستين وشركاؤهغير أنها لم تتسلم من مكتب التحقيقات الفيدرالي كل عناصر ملف إبستين، وتلقت فقط نحو 200 صفحة من الوثائق، بقيت آلاف الصفحات التي تتكتم عليها الإدارات الأمريكية المتتابعة وترفض الإفراج عنها رسميا.
وتنشر بين فترة وأخرى أسماء لشخصيات ثقيلة يشكل وجودها في “جزيرة ابستين” مفاجأة صادمة، وحيز المقال لا يتسع لذكر بعضها.
أذن نحن أمام مجتمع نخبوي مخترق ويعاني من غياب أخلاقي واضح في تعامله مع الإبادة الجماعية التي ينفذها كيان العصابة في قطاع غزة وفي المنطقة العربية، ونخب هذا المجتمع أمام خيارين، نشر صوره وتسجيلاته وفيديوهاته وفضحه، أو البقاء لأخر يوم في حياته يلعق حذاء ” أيباك”. وجزء كبير من هذه النخب فضل لعق الحذاء.
0 تعليق