مارس 8, 2025 6:44 م
كاتب المقال : حازم عياد

حازم عياد
إسقاط طائرة مسيرة من طراز (ام كيو 9 ) تابعة للقوات الامريكية الناشطة في البحر الاحمر لم تكن الحادثة الاولى من نوعها التي تنجح فيها حركة انصار الله الحوثية في اسقاط طائرة من هذا الطراز منذ ان دخل وقف اطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في يناير/ كانون الثاني من العام الحالي.
غير ان اسقاط المسيرة الامريكية هذه المرة تزامن مع اعلان وزير الخارجية الامريكية ماركو روبيو فرض عقوبات على حركة أنصار الله الحوثية، واتهامه في الان ذاته الحركة ” تجنب استهداف السفن التي تحمل العلم الصيني أثناء استهداف السفن الأمريكية والحليفة” في محاولة لتبرير العقوبات بربطها بالاستراتيجية الامريكية الهادفة لمواجهة الصين ونفوذها العالمي المتعاظم.
موقف دفع حركة انصار الله الحوثية الى تصحيح مساره عبر التاكيد على الاسباب الكامة وراء التوتر في البحر الاحمرو اتهام الحركة بالارهاب و فرض العقوبات في الان ذاته ممثلة بالحرب الدائرة في قطاع غزة اذ اعلن يوم امس زعيم حركة انصار الله الحوثية عبد الملك الحوثي مهلة أربعة ايام لرفع الحصار عن قطاع غزة والامتناع عن انتهاج سياسة التجويع بحق الفلسطينيين، مهددا بالعودة لاستهداف السفن التابعة للكيان الاسرائيلي والدول الحليفة لها.
البحر الاحمر عاد الى واجهة المشهد وليس من الواضح الكيفية التي ستتعامل فيها إادارة الرئيس الامريكي دونالد ترمب مع هذا التصعيد الذي بات مرتقبا، فردود الفعل الامريكية تحوي سيناريوهات متعددة تقف بين الضغط على الكيان الاسرائيلي لادخال المساعدات الى القطاع والاكتفاء بالعقوبات المفروضة على حركة انصار الله في اليمن ، وبين الاشتباك المباشر مع حركة انصار الله مجددا في البحر الاحمر وهو السيناريو الذي لايفضله الرئيس الامريكي دونالد ترمب.
في المحصلة النهائية فإن سيناريو الاشتباك اقرب للواقع من سيناريو الاستجابة السريعة لادارة الرئيس الامريكي دونالد ترمب باضغط على الكيان الاسرائيلي وادخال المساعدات، ما سيتسبب بإحراج كبير لادارة الرئيس ترمب الذي يحاول الضغط على الحوثيين للتفاوض عبر العقوبات ليجد نفسه عالقا في ملفات متشابكة ومعقدة لايمكن الفصل بينها.
فالمسارعة بالانتقال لمفاوضات المرحلة الثانية في قطاع غزة و فتح قنوات اتصال مباشرة مع حركة انصار الله الحوثية تبدو مترابطة عضويا وهي مسألة لم يختبرها ترمب في رئاسة الاولى عندما نقل السفار ة الامريكية الى مدينة القدس المحتلة في العام 2018 بقرار اصدره في ديسمبر/ كانون اول من العام 2017.
ختاما .. التوتر في البحر اكد الحضور السياسي والامني لحركة انصار الله الحوثية مجددا من خلال توظيف عناصر القوة والضعف على نحو مثير للاهتمام، فهي لاعب سياسي متفاعل مع بيئته ، في حين ان المراوغة الاسرائيلية والامتناع عن تنفيذ بنود اتفاق و وقف اطلاق النار في غزة والتلكوء في الانتقال الى مفاوضات المرحلة الثانية كان سببا في رفع منسوب التوتر في المنطقة على نحو هدد استراتيجية الولايات المتحدة وادارتها الجديدة، فأمن المنطقة مترابط ويصعب الفصل بين اجزائه وزواياه، الامر الذي لايستطيع دونالد ترمب ان يتجاهلةهذه المرة كما حدث في مايو / ايار العام 2018 .
0 تعليق