
السبيل – أعطت جماعة “أنصار الله – الحوثي” في اليمن الاحتلال الإسرائيلي مهلة 4 أيام، بدأت أمس السبت، لإعادة فتح باب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة وإلا استأنفت العمليات ضده على البحر الأحمر وبحر العرب، والتي كانت قد توقفت مع إعلان التوصل لاتفاق المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في القطاع.
وثمّنت حركة “حماس” قرار الحوثيين واصفة إياه بـ”القرار الشجاع”، ومطالبةً المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية بالتحرك العاجل لوقف جريمة التجويع التي تمارسها حكومة الاحتلال.
وتأتي تهديدات الحوثي بعد إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وقف المساعدات عن قطاع غزة مطلع آذار/مارس الحالي، مع انتهاء المرحلة الأولى لصفقة التبادل ومماطلة الاحتلال ببدء المرحلة الثانية بدعم أميركي.
يقول المحلل السياسي الأردني بسام بدارين إن “الرسالة الأهم من التهديدات الحوثية هو التأكيد على أن محور المقاومة لا يزال يملك قرارًا سياسيًا جريئًا وأدواتِ ضغط للتصدي للاحتلال الإسرائيلي والتحالف الأمريكي والتحرك لمساعدة أهالي قطاع غزة”.
ويضيف بدارين في حديث لـ “قدس برس” أن “تهديدات جماعة أنصار الله تعتبر خطوة يقول فيها محور المقاومة إنه رغم الضربات التي تلقاها في إيران والعراق ولبنان لا يزال يملك بعض الأوراق”، مشيرًا إلى أن “تطور الخطاب الحوثي يأتي بعد لقاء قبل أقل من شهر في طهران جمع منظمات أساسية في محور المقاومة -لبنان والعراق- وفي حركة حماس والجهاد الإسلامي”.
هل يمكن أن تسهم تهديدات “أنصار الله” في تحول المشهد؟
يرى الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في حديث لـ “قدس برس” أن “هذه التهديدات لن تشكل عاملًا حاسمًا في معادلة الصراع في قطاع غزة؛ إلا أنها ستشكل عاملًا مساعدًا يكبح جماح الاندفاعة الإسرائيلية بأن العودة إلى أي عمل عسكري على غزة سيترتب عليه فاتورة تكاليف عالية على الاحتلال”.
من جهته، يؤكد بدارين أن “الهدف من الحراك هو خدمة المقاومة الفلسطينية لإعادة إنتاج موقعها وموقفها في ظل الفارق الزمني الحاصل هذه الأيام بين المرحلتين الأولى والثانية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة”، لافتًا إلى أن “هذه الخطوة تأتي لخلق الأوراق مجددًا وتخفيف العبء على المقاومة الفلسطينية في القطاع”.
كيف يمكن أن تتعامل إدارة ترامب مع هذه التهديدات؟
ويعتقد بسام بدارين أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستتعامل مع التصريحات اليمنية بجدية، رغم إعلانها الأسبوع الماضي جماعة الحوثي بـ “الإرهابية”، ويستدرك “لكن ذلك لا يعني جهوزيتها للاشتباك عسكريًا؛ لكون ترامب يرفع لواء وقف التصعيد العسكري، ولا يريد دفع المزيد من المال لخدمة الحلفاء بما في ذلك الأوروبيين والإسرائيليين”.
ويرى بدارين أن “رسالة الحوثيين ستسهم في تحريك الدبلوماسية الأمريكية، وانتقالها من مستوى الدعم المطلق الدائم لكل ما يقترحه اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى نظرة منطقية تنسجم مع التزامات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعلنة بوقف الحرب بطريقة ما”.
مشيرًا إلى أن “العنصر اليمني سيكون مؤثرًا في دفع إدارة ترامب لمراجعة بعض الحسابات والعودة إلى المسار المتفق عليه مع مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف وهو الانتقال في الوقت المحدد نحو المرحلة الثانية ومنع سيناريو التصعيد العسكري بمعنى عودة الجيش الإسرائيلي لغزو قطاع غزة”.
من جانبه، يرى الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد أن “المستوى العسكري الإسرائيلي بات يدرك تمامًا عدم قدرته على القيام بمواجهة عسكرية أو عمليات جوية منفردة تجاه الحوثيين لخطورة معارك المسافات الطويلة -2000 كم جوي من فلسطين المحتلة لغاية الحدود اليمنية – ما يعني أن الاحتلال قد يذهب إلى محاولة إقناع الجانب الأمريكي بالمشاركة بعملية جوية أكبر وأشمل وأدق بمساعدة القدرات والإمكانيات العسكرية الأمريكية”.
وتشير اتجاهات أولويات الإدارة الأمريكية وفق أبو زيد، إلى أن “التهديد الحوثي لا يشكل أولوية للإدارة الأمريكية نتيجة الانشغال بملفات أوكرانيا وملفات اقتصادية أخرى، ما يجعل هذه التهديدات عامل ضغط على الاحتلال، لكنه غير مؤثر في المعادلة الاستراتيجية للصراع” على حد تقديره.
0 تعليق