يرسمون الحدود في الشمال

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يوآف ليمور  12/3/2025

تنشغل إسرائيل في جهد موازٍ لتصميم الساحتين في الشمال– الأولى بالنار والثانية بخليط من الدبلوماسية والنار.اضافة اعلان
الساحة الأولى، السورية، وقفت في بؤرة سلسلة هجمات ليلة أول من أمس. يخيل أنه منذ نهاية الحرب في الشمال لم يسمع نشاط جوي يقظ كهذا، أفهمنا أيضا في مدى الأهداف التي استهدفت – أساسا منظومات الدفاع الجوي ومجالات عسكرية – بهدف منع تموضع قوات الحكم الجديد في المنطقة التي في جنوب دمشق.
يمكن الافتراض بان هجوما كهذا يستند الى جمع معلومات استخبارية، مع اشتباه ملموس بان النظام في دمشق معني بتعزيز قبضته في هذه المنطقة، التي لإسرائيل فيها مصالح مختلفة – من الدفاع عن حدودها في الجولان، عبر الدفاع عن الدروز. في خلفية الأمور توجد أيضا المذبحة في نهاية الأسبوع الأخير بأبناء الطائفة العلوية.
لهذه الأسباب من المتوقع لإسرائيل ليس فقط أن تواصل الاحتفاظ بالمناطق التي استولت عليها في الجولان السوري بل أن تعمق سيطرتها فيها. في الأسابيع الأخيرة تعاظمت وتيرة الاعمال المبادر اليها في المنطقة، سواء الهجمات (نحو مجالات عسكرية) أم هندسية (تثبيت مجال الفصل). قسم الجيش الإسرائيلي المنطقة التي بين الحدود ودمشق الى ثلاثة مجالات فرعية – مجال الفصل بعمق حتى 5 كيلو مترات عن الحدود، مجال الأمن حتى 15 كيلومترا عن الحدود، ومجال النفوذ الذي يتواصل حتى طريق دمشق السويداء والتي يعمله فيها جميعها بطرق وبكثافة متغيرة.
ينشغل الجولاني حاليا بتثبيت حكمه في سورية، وأمس وقع على اتفاق مهم مع الأقلية الكردية لضمها في الدولة. معقول أن في وقت ما سيتفرغ أيضا لجبهة الجنوب ويطالب بانسحاب إسرائيلي من المناطق التي استولت عليها.
على إسرائيل أن تصل إلى هذا الوقت جاهزة عسكريا وسياسيا. صحيح أن الجيش الإسرائيلي يعرف كيف ينسحب ليدافع عن إسرائيل من أراضيها، لكنه سيكون مطالبا بان يتأكد من أن الجيش السوري الجديد لن يتموضع في المناطق التي يخليها وأيضا ألا يتمتع الجيش التركي بقدرة وصول حرة للعمل في سورية وليخلق منها تهديدا مهما على إسرائيل.
سياسة العصا والجزرة
بالتوازي، في الساحة الثانية، اللبنانية، تعمل إسرائيل بسياسة متداخلة من العصي والجزر. العصي اليومية جاءت في شكل هجوم على مجال فيه رجال حزب الله وتصفية نشيط في المنظومة الجوية للمنظمة زعم أنه عني بترميم قدرات تضررت في الحرب. لهذه الهجمات المتواترة أهمية مزدوجة: فهي تنزع بؤر معرفة وقدرات من حزب الله، وهي تخلق "اعتيادا" على أعمال هجومية لإسرائيل– أي فهم بأنها لن توافق على العودة إلى فترة "المعادلات" وبناء تهديد متجدد في الأراضي اللبنانية.
أما الجزر فجاء في صورة تحرير خمسة لبنانيين اعتقلوا في أثناء الحرب. وتم التحرير في إطار المحادثات التي تجري في الناقورة، كجزء من آلية الحوار بين الطرفين. هذه آلية معروفة كانت لها ثلاثة اضلاع – الى جانب إسرائيل ولبنان شارك فيها أيضا ممثلو قوة اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة – واليوم أربعة اضلاع، بقيادة الجنرال الأميركي جاستر جيفرس الذي أقام آلية الرقابة على تنفيذ وقف النار.
علم أمس أن الآلية تعمل على حوار في بضع مسائل مركزية وعلى رأسها استمرار وجود الجيش الإسرائيلي في خمس نقاط في جنوب لبنان، الخلافات بين الدولتين حول ترسيم الحدود، وتحرير باقي اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل.
موضوع ترسيم الحدود مهم بشكل خاص لأنه إذا تحققت فيه توافقات، فستسحب من حزب الله حجة مركزية لعمله العسكري في المجال.
مجرد الحوار مشجع لأنه يبعد استئناف الحرب (التي حزب الله على أي حال غير معني بها)، ويسمح لإسرائيل بمهلة إضافية للعمل على نزع قدرات لم تعالج بعد في جنوب لبنان. المسيرة تسمح أيضا بخلق دينامية تمكن الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون وضمنا تضعف حزب الله. ينبغي ان يستكمل الجيش اللبناني انتشاره على طول الحدود، على أمل أن يعمل أيضا بنجاعة ضد محاولات متوقعة من حزب الله للعودة للتموضع في المجال.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق