Local

-OneArabia

القهوة العربية من أساسيات موائد رمضان في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية. وفي الباحة، اكتسبت قهوة "بن الشدوي" شهرة واسعة. تُزرع هذه القهوة في جبال شدا بمحافظة المخواة، ويُقدم معها التمر والسمن البلدي في رمضان. ورغم توفر مشروبات أخرى، إلا أن هذا المزيج يبقى تقليدًا عزيزًا.

يُبرز سعيد الغامدي جاذبية قهوة الشدوي، مُشيرًا إلى مذاقها الحلو الذي يُناسب مختلف الأذواق. ويقول: "تتميز قهوة الشدوي بحلاوتها، مما يجعلها مُناسبة لجميع الأذواق. تُعزز التواصل الاجتماعي، وتُقدم للضيوف مع التمر والسمن في التجمعات العائلية والأمسيات الرمضانية. كما يُفضل الكثيرون شربها بعد الإفطار كجزء من روتين رمضان".

يعزو علي الشدوي شعبية قهوة "بن الشدوي" إلى عدة عوامل، منها توفر إنتاج عالي الجودة في منطقتي شدا السفلى والعليا. كما أن التراث الثقافي الغني المرتبط بالهوية الزراعية للمنطقة يجعل هذه القهوة من أساسيات رمضان لدى العديد من العائلات.

تشير فاطمة العمري إلى أن إعداد وجبات الإفطار يتيح لربات البيوت فرصة تعليم بناتهن كيفية صنع قهوة الشدوي إلى جانب الأطباق التقليدية كالتمر والسمن. تُجسّد هذه الممارسة ثقافة المطبخ الجنوبي، وتُهيئ الفتيات لمسؤولياتهن المستقبلية.

يشرح عبد الله بن علي الغامدي، أحد مزارعي شدا، عملية زراعة هذا البن الفريد. تستغرق عملية الزراعة ثلاث سنوات، تبدأ في أواخر الصيف وتنتهي في أوائل صيف السنة الرابعة. بعد الحصاد، تُجفف الحبوب تحت أشعة الشمس لمدة ثلاثة أيام على أسطح المنازل.

تُخزَّن الحبوب بعد ذلك داخل المنزل بعيدًا عن أشعة الشمس لمدة يومين، قبل أن تُنشر مجددًا على الأسطح لمدة خمسة أيام أخرى. تُغيِّر هذه العملية لونها من الأحمر إلى الأسود. وأخيرًا، تُسحق لفصل القشور عن الحبوب النقية قبل بيعها.

الحفاظ على التراث من خلال القهوة

لا يزال سكان جبال شدا ملتزمين بزراعة هذه القهوة النادرة بطعمها الطبيعي. ويهدفون إلى الحفاظ على تراثهم العريق الذي يمتد لمئات السنين بين مزارعي أرابيكا، ونشر نكهة المملكة العربية السعودية الفريدة عالميًا.

ويضمن هذا التفاني أن يظل بن الشدوي جزءًا لا يتجزأ من العادات المحلية خلال احتفالات رمضان في الباحة وخارجها.

With inputs from SPA

Story first published: Friday, March 14, 2025, 22:28 [GST]