مجالس البحرين بيت واحد وتنمية مستدامة

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

د. سهير بنت سند المهندي

تتجلى القيم النبيلة والتقاليد الراسخة لمملكة البحرين قيادةً وشعباً مع قدوم شهر رمضان المبارك، من خلال المبادرات والمشاريع والزيارات الرمضانية التي تعكس عمق التلاحم الاجتماعي، وتؤكد على الهوية الوطنية والنهج الإنساني المتجذر في قيادة المملكة، وكما أشار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في أحد المجالس الرمضانية: «إن نهج مملكة البحرين في بناء الوطن يعتمد على الشراكة المجتمعية، بين جميع المؤسسات والأفراد التي تشكل مصدر قوة لتحقيق الأهداف والتطلعات المنشودة، وتسهم في بناء مجتمع متماسك لمواجهة التحديات، واللقاءات الرمضانية تعكس هذه الروح التي تجمع القيادة بالمواطنين في إطار من المحبة والتعاون».

على مدى العقود، أرست القيادة البحرينية نهجاً متيناً يركز على تقوية الروابط المجتمعية وتعزيز التعايش السلمي، وهو ما ظهر جلياً في إعلان 28 يناير يوماً عالمياً للتعايش السلمي، مما يعكس التزام المملكة بتكريس قيم التسامح والانفتاح والتعددية، هذا النهج المتكامل والمستدام يعزز أواصر الوحدة الوطنية، مستنداً إلى مبادئ الدين الإسلامي الحنيف التي تدعو إلى التآخي والتعاون.

في هذا الإطار، تأتي المجالس الرمضانية التي يحرص صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على حضورها، لتجسد التواصل المباشر بين القيادة والمجتمع، وكما قال سموه: «إن المجالس الرمضانية تعكس قيمنا البحرينية الأصيلة، وتوفر منصة للاستماع إلى الأفكار والرؤى التي تسهم في تطوير الوطن». هذه اللقاءات تحمل في طياتها بُعداً أعمق، فهي ليست مجرد تجمعات اجتماعية، بل منصات للنقاش وتبادل الرؤى، ما ينعكس إيجاباً على القرارات التنموية في المملكة، ومن خلال تحليل الأثر المجتمعي لهذه اللقاءات يتضح أن العديد من المبادرات التنموية التي تم تبنيها خلال السنوات الأخيرة كانت نتيجة حوار مثمر في هذه المجالس، مما يعزز دورها كمحرك رئيس للتطوير، ووفقاً لبيانات حديثة، فإن أكثر من 60% من المشاريع المجتمعية الناجحة انطلقت بناء على اقتراحات تم طرحها في المجالس الرمضانية؛ مما يبرز دور هذه اللقاءات في تحقيق التنمية المستدامة.

ولأن التلاحم المجتمعي لا يقتصر على اللقاءات فقط، بل يمتد ليشمل العطاء والعمل الخيري، فقد جسدت مبادرات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، هذا التوجه من خلال استقباله القائمين على المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، دعماً للفئات الأكثر احتياجاً، هذا الاهتمام يعكس قيم الرحمة والتكافل التي تحث عليها الشريعة الإسلامية. فالتكافل الاجتماعي هو أحد أهم ركائز الاستقرار والازدهار في المملكة، ومن الجدير بالذكر أن الدعم المجتمعي يشمل الأفراد والمؤسسات الخاصة حيث يشاركون بفاعلية، وشهدت التبرعات الرمضانية ارتفاعاً بنسبة 25% هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية؛ مما يعكس تفاعل المواطنين مع هذا النهج الإنساني.

إن حرص القيادة البحرينية على تعزيز القيم المجتمعية يظهر جلياً أيضاً في الاهتمام بالمجال الروحي، فالمساجد لم تكن يوماً مجرد أماكن للعبادة، بل هي منارات للعلم والتربية الروحية التي تساهم في بناء الفرد والمجتمع.

القيادة البحرينية في شهر رمضان تقدم نموذجاً متكاملاً يجمع بين الحكمة والتواضع والانفتاح على المجتمع، في صورة تعكس الروح البحرينية الحقيقية القائمة على التسامح والتلاحم، ومن خلال هذه المبادرات، تؤكد المملكة أنها ليست فقط دولة قائمة على الإنجازات الاقتصادية والتنموية، بل هي أيضاً نموذج للهوية الوطنية الراسخة والتماسك المجتمعي العميق.

* اعلامية وباحثة أكاديمية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق