Local
-OneArabia
على مدى ثلاث سنوات، واجهت فلسطين صراعًا لا هوادة فيه أثّر على المشهد الثقافي فيها. وقد فرض الوجود العسكري الإسرائيلي قيودًا شديدة على الأنشطة الثقافية، لا سيما في الضفة الغربية. وأُقيمت أكثر من 898 نقطة تفتيش وبوابة، منها 173 بوابة حديدية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقد أدى ذلك إلى عزل المجتمعات المحلية والحد من التبادل الثقافي، مما أثر على التعبيرات الفنية والأدبية في المنطقة.
لقد دمرت الحرب الثقافة الفلسطينية، مخلفةً وراءها 44 كاتبًا وفنانًا وناشطًا. كما تضررت أو دُمرت 32 مؤسسة ثقافية، من بينها متاحف فقدت 2100 قطعة أثرية وقطعة تطريز. كما لحقت أضرار جسيمة بالمكتبات ودور النشر نتيجةً للصراعات المستمرة.

لم تسلم المواقع التاريخية من الدمار. فقد هُدم ما يقارب 195 مبنى تاريخيًا في مدينة غزة، جزئيًا أو كليًا، بما في ذلك مراكز ثقافية ومؤسسات مجتمعية. كما تضررت تسعة مواقع تراثية وعشرة مساجد وكنائس، مما أدى إلى محو أجزاء من الذاكرة التاريخية للمنطقة.
استهدفت القوات الإسرائيلية الأماكن العامة بتدمير المعالم الأثرية والأعمال الفنية. في مدينة غزة وحدها، طُمست 27 جدارية، بالإضافة إلى منشآت فنية أخرى. ويُبرز إغلاق مكتبتين في القدس بتهمة بيع "كتب تحريضية" القمع الثقافي الذي يواجهه الفلسطينيون.
رغم هذه التحديات، يواصل الأدب الفلسطيني ازدهاره على الصعيد العالمي. رُشِّحت رواية ابتسام عازم "سفر الاختفاء" للقائمة الطويلة لجائزة بوكر العالمية لعام ٢٠٢٥. تُرجمت الرواية إلى العربية من قِبل سنان أنطون، وهي من بين ثلاثة عشر عملاً سردياً اختيرت من بين ١٥٤ عملاً مُرشَّحاً. يُؤكد هذا التكريم على صمود الأصوات الفلسطينية في الأدب العالمي.
رواية "المسيح الأندلسي" لتيسير خلف مرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2025. تتنافس هذه الرواية مع خمس روايات أخرى، لتعكس الإبداع المستمر في الأدب الفلسطيني رغم التحديات المستمرة.
ازدهار المطبوعات الفلسطينية
أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية هذا العام ستة إصدارات لكتّاب من غزة. ومن بين هذه الإصدارات دواوين شعرية لعمر حمش ومحمد توفيق أبو زريق، وغيرهما. كما أصدرت مجلة أدبية بعنوان "رمال حمراء" تضم نصوصًا لكتّاب من مختلف أنحاء غزة.
أصدرت دار الرافدين مختارات شعرية بعنوان "غزة: هل من حياة قبل الموت؟"، تضم أعمالاً لعبد اللطيف اللعبي وياسين عدنان. تضم هذه المجموعة قصائد لـ ٢٦ شاعراً غزياً، تُسلّط الضوء على تجاربهم في خضمّ الصراع.
الاعتراف السينمائي على المنصات العالمية
فاز فيلم "لا أرض أخرى" بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل في حفل توزيع جوائز الأوسكار السابع والتسعين. أخرج الفيلم باسل عدرا ويوفال أبراهام، ويصور نضال الفلسطينيين في مسافر يطا ضد اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي ومحاولات التهجير.
فاز فيلم "التعافي المؤجل"، الذي أخرجه عبد الله معطان أثناء وجوده في السجن، بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان الأرض الإيطالي. في الوقت نفسه، حصد فيلم مها الحاج القصير "بعد" جائزة الجمهور في مهرجان كليرمون فيران الفرنسي.
ذكرى أحمد حرب
شهد هذا العام فقدان أحمد حرب، الأكاديمي والروائي البارز، المولود في الخليل عام ١٩٥١. ألّف حرب العديد من الروايات المشهود لها، منها "حكاية عائد". وقد نال بفضل إسهاماته الأدبية جوائز مرموقة، منها جائزة فلسطين للرواية عام ١٩٩٧.
شغل حرب مناصب أكاديمية بارزة في جامعة بيرزيت منذ عام ١٩٨٧ حتى رحيله هذا العام. ويستمر إرثه من خلال كتاباته المؤثرة التي تلقى صدىً واسعًا لدى القراء حول العالم.
With inputs from WAM
English summary
In early 2025, Palestine's cultural landscape suffers due to the ongoing occupation war. Local activities are limited, and many artists and institutions have been affected by military restrictions and violence.
Story first published: Saturday, March 15, 2025, 13:11 [GST]
0 تعليق