ترجمة الاستراتيجيات إلى إنجازات: النقل والخدمات اللوجستية

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أطلقت رؤية المملكة 2030 تحولات كبرى في العمل الحكومي بما تضمنته من استراتيجيات وطنية طموحة، ومنها الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي أطلقها سمو ولي العهد في منتصف العام 2021، وتحولت الوزارة العتيدة التي كانت تسمى وزارة المواصلات ثم وزارة النقل إلى وزارة حيوية بمسمى وزارة النقل والخدمات اللوجستية، وإذا كنا نعرف ما يعنيه قطاع النقل وأهميته فإن مفهوم صناعة الخدمات اللوجستية يكاد يكون غائباً قبل إطلاق الاستراتيجية، رغم أنها العمود الفقري للتجارة العالمية، إذ تسهم بشكل كبير في تعزيز اقتصاديات الدول وتحفيز تنافسيتها باعتبارها محركاً رئيسياً للقطاعات غير النفطية.

لقد بادرت الوزارة قبل أيام ضمن توجهها للتواصل مع الإعلام بتنظيم لقاء مهم بحضور معالي الوزير المهندس صالح الجاسر وأركان وزارته تم خلاله تقديم عرض مفصل عن الإنجازات التي تحققت في قطاعي النقل والخدمات اللوجستية منذ بدء العمل بالاستراتيجية، مدعومة بالأرقام والإحصائيات والمؤشرات، والحقيقة أنها إنجازات تسعد كل مواطن وتؤكد أن التخطيط السليم والعمل المتقن الدؤوب كفيلان بتحقيق الأهداف مهما كانت كبيرة. ولأن هذه المساحة لا تتسع لسرد كل المعلومات المهمة التي ذُكرت في اللقاء، سنكتفي بعناوينها البارزة التي تفيد بأن المملكة نجحت في القفز 17 مرتبة في المؤشر اللوجستي الصادر عن البنك الدولي، واستطاعت استقطاب كبرى الشركات العالمية اللوجستية للاستثمار والإنفاق في القطاع اللوجستي، كما أنها بالإضافة إلى إطلاق منطقتين لوجستيتين اقتصاديتين خاصتين (مدينة جازان للصناعات الأساسية، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية)، فإنها أطلقت 23 مركزاً لوجستياً في عدد من مناطق المملكة بما فيها المنطقة اللوجستية المتكاملة في مطار الرياض.

ولأن نجاح الخدمات اللوجستية وتنافسيتها يعتمد على منظومة النقل، الجوي والبحري والبري، فإن ما تحقق في هذه الشرايين يعد قفزة كبيرة خلال الفترة القصيرة الماضية، فقد حققت حركة النقل الجوي في المملكة خلال عام 2024 نمواً استثنائياً، محققةً أرقاماً قياسية غير مسبوقة في أعداد المسافرين الذين بلغ عددهم أكثر من 128 مليون مسافر عبر مختلف المطارات في المملكة. وشهد نطاق الربط الجوي زيادة بنسبة 16%، وأصبحت المملكة مرتبطة بأكثر من 170 وجهة حول العالم تنطلق إليها الرحلات من وإلى المملكة، فيما سجل الشحن الجوي نمواً استثنائياً بنسبة 34% ليصل إلى أكثر من 1.2 مليون طن خلال عام. وأصبحت المملكة تعد من أعلى الدول نمواً في الربط الجوي وفق تقرير IATAA، وتقدمت في ترتيب المؤشر من 24 إلى 18.

وأما في قطاع النقل البحري فقد رفعت المملكة تصنيفها الدولي في مناولة أعداد الحاويات وفق تصنيف لويدز للعام 2024 (3 موانئ سعودية ضمن أكبر 100 ميناء حول العالم). وتقدمت المملكة وفق تقرير الاونكتاد في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية للعام 2024 من 211.5 إلى 241.8 درجة، كما ارتفعت نسبة استخدام الموانئ بالمملكة من 50% إلى 64%. وأما في قطاع الطرق فأصبحت المملكة تحتل المركز الأول عالمياً في مؤشر ترابط الطرق، والمرتبة الرابعة على مستوى دول مجموعة العشرين في مؤشر جودة البنية التحتية.

وقد أثبتت الأزمات الدولية صلابة قطاع النقل والخدمات اللوجستية السعودي في التصدي لأزمات جائحة كورونا، والحروب، وأزمة البحر الأحمر، وكدليل على ذلك لم تتأثر صادرات وواردات المملكة بأزمة البحر الأحمر، بل سجلت ارتفاعاً في الصادر والوارد بمتوسط 9% عبر الموانئ، ومتوسط 30% بالشحن الجوي عن العام الذي يسبق.

لقد حققت وزارة النقل والخدمات اللوجستية هذه الإنجازات الكبيرة المهمة لأن هناك رؤية ثاقبة طموحة، وفرق عمل مؤهلة عالية الهمة والشغف، ومتابعة ودعماً من قيادة الوطن كي يتبوأ المكانة التي يستحقها كوطن طموح وقادر على تحقيق طموحه.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق