بعد عمل متواصل، وبإشراف مباشر من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وإصرار بحريني وبعمل أيادٍ وطنية تحت مظلة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، سجلت مملكة البحرين اسمها يوم أمس في التاريخ، وذلك بعد الإطلاق الناجح لأول قمر صناعي بحريني مخصّص للأغراض الفضائية والتقنية.
القمر البحريني «المنذر»، يُعتبر فريداً من نوعه، لأنه الأول من نوعه في المنطقة تحت تصنيف «الأقمار الصناعية النانوية» التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الفضائية بشكل مباشر.
الدول اليوم تسعى للدخول إلى عالم الفضاء، وذلك لتحقيق عديد من الأهداف المواكبة لتسارع العصر الحديث، إذ بالإضافة إلى تطوير قدرات البحث العلمي من خلال جمع البيانات العلمية والبيئة ومراقبة التغييرات المناخية، فإن امتلاك أقمار صناعية يساعد على تحسين القدرة في مراقبة البنية التحتية والطقس، ما يمنح فرصة لتحسين التخطيط في شأن الاتصالات ومراقبة الإدارة البيئية.
أيضاً هناك حاجة ملحّة لتأهيل الكوادر الوطنية وإعدادهم لتحديات المستقبل، خاصة المرتبط بعلوم الفضاء، إذ بحسب النمو المتسارع في هذا الجانب، يتضح بأن المستقبل يحمل كثيراً من التحديات والطموحات بشأن هذا المجال الذي رغم التطور البشري فيه، إلا أنه لايزال يمثّل عالماً واعداً ومجهولاً لا يُعرف ماذا يخبئ وماذا توجد فيه من فرص.
ولمن لا يعرف أهمية امتلاك الدول للأقمار الصناعية، يمكن تلخيصها بشكل سريع كالآتي:
أولاً: تعزيز شبكات الاتصالات والبث الرقمي، سواء من الناحية المدنية والاستخدام العادي أو على مستوى الجوانب العسكرية والأمنية، ناهيكم عن المساعدة في جوانب الإغاثة عبر الوصول للأماكن النائية.
ثانياً: التنبؤ بالطقس من خلال دورها الكبير في رصد المناخ وتوفير التقارير الآنية، الأمر الذي يساعد التنبؤ بوقوع العواصف.
ثالثاً: تعزيز الملاحة والمسارات، وذلك عبر قدرتها الفائقة في ترقية نظام تحديد المواقع العالمية بشكل دقيق، ويستخدم ذلك في الهواتف المحمولة والطائرات والسيارات، وحتى في العمليات العسكرية وغيرها.
رابعاً: المراقبة البيئة، والتي تتمثل في القدرة على التصوير الجغرافي الذي يُتيح توافر الخرائط الطبوغرافية، إضافة لرصد التغييرات البيئية وتحليل التغييرات المناخية ومراقبة الكوارث الطبيعية المختلفة.
خامساً: الأبحاث العلمية، وهنا نتحدث عن عالم رحب من سبر أغوار الفضاء ومراقبة الكواكب، وتحليل البيانات التي تساعد في اكتشاف الأجرام السماوية وتحديد مخاطر النيازك.
طبعاً هناك استخدامات عديدة بحسب الأولويات التي تحددها الدول بحسب الأقمار الصناعية التي تستخدمها وتطلقها.
الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء الدكتور محمد العسيري، بيّن بأن «المنذر» مجهّز بكاميرا فضائية مخصّصة لالتقاط صور لمملكة البحرين ومياهها الإقليمية، والتقنية الموجودة فيه ستمكّن القمر من التحليل الفوري للصور والبيانات، وذلك ضمن قدرات تحليل ومعالجة عالية جداً.
في هذا القمر البحريني توجد «حمولات» رئيسية تتوافق مع أهداف مملكة البحرين، إذ بالإضافة لعملية التحليل المتقدمة، هناك مهام معنية بخدمة الأمن السيبراني التي ستحمي بيانات القمر الصناعي باستخدام التشفير الذي يمنع عمليات الاختراق.
وفي خطوة جميلة، سيتمكّن هواة اللاسلكي حول العالم من التقاط البث الراديوي لـ«المنذر»، والذي سيتضمّن سماع النشيد الملكي البحريني، كذلك كلمات جلالة الملك، بحيث يمكن استقبال التردد عبر أجهزة الاستقبال البسيطة حول العالم، ما يعني أيضاً تعزيزاً لسمعة البحرين وهويتها ونشر ثقافتها.
إنجاز جميل للبحرين بالفعل، ويستحق التقدير والثناء على شخص ساهم فيه وحرص على استكماله. والتهنئة بالتأكيد لملكنا الغالي الذي يمنح أبناءه دوماً الثقة ويحفّزهم لخوض تحديات جديدة مراهناً على نجاحهم وتميّزهم.
0 تعليق