حملت القائمة الأولى لتوماس توخيل كمدرب لمنتخب إنجلترا لكرة القدم العديد من المفاجآت، لكن ربما كانت أكبرها استدعاء داني بيرن، البالغ من العمر 32 عامًا، لأول مرة.اضافة اعلان
إنها لحظة تكمل رحلة استثنائية للاعب الذي حافظ على تواضعه رغم النجاح، حيث كان يعمل في متجر "أسدا" الشهير كمراهق، يدفع عربات التسوق بينما كانت مسيرته الكروية متعثرة.
لكن في وقت لاحق من الشهر الحالي، قد يحصل نجم نيوكاسل على أول مشاركة له مع منتخب إنجلترا، بعد أن تم اختياره لمواجهتي تصفيات كأس العالم 2026 ضد ألبانيا ولاتفيا.
وسيصبح بيرن، في حال مشاركته، أكبر لاعب إنجليزي يسجل ظهوره الأول مع المنتخب منذ العام 2010، عندما لعب كيفن ديفيز لأول مرة بعمر 33 عامًا ضد مونتينيجرو.
يعيش بيرن حلم الطفولة منذ انضمامه إلى نيوكاسل يونايتد، فريقه المفضل منذ الصغر، في صفقة بقيمة 13 مليون جنيه إسترليني من برايتون في شباط (فبراير) 2022.
بالنسبة لمن يعرفونه عن قرب، فإن الاعتراف الدولي الذي ناله الآن مستحق تمامًا، بالنظر إلى الرحلة الطويلة والصعبة التي خاضها للوصول إلى هذه النقطة.
ولد بيرن في مدينة بلايث شمال شرق إنجلترا، وكان مولعًا بـ"الماجبايز"، حيث كان يحمل تذكرة موسمية لحضور المباريات في "سانت جيمس بارك"، كما سافر إلى ويمبلي لمشاهدة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي العام 2000، حين خسر فريقه أمام تشيلسي.
كان بيرن في أكاديمية نيوكاسل عندما كان طفلا، لكنه تعرض لخيبة أمل كبيرة عندما تم الاستغناء عنه في عيد الميلاد العام 2003، وهو بعمر 11 عامًا.
يقول بيرن عن تلك اللحظة، في تصريح سابق العام 2019: "بصراحة، كنت سيئًا جدًا. لم أكن جيدا بما فيه الكفاية".
كان بيرن لاعبا مختلفا تمامًا في صغره، بل كان يلعب كحارس مرمى حتى سن 14 عاما بسبب طوله الهائل وبنيته النحيلة.
لكن مسيرته كحارس انتهت بحادث مأساوي، حيث علق خاتمه في سياج أثناء تسلقه، ما أدى إلى بتر جزء من إصبعه البنصر في يده اليمنى.
في تلك الفترة، كان بيرن بعيدا عن تحقيق حلمه في كرة القدم، حيث كان يلعب في فرق محلية أثناء دراسته للحصول على دبلوم رياضي، إلى جانب عمله في "أسدا".
يتذكر بيرن تلك الفترة قائلاً: "عادة ما يتم اكتشاف المواهب في سن 15 أو 16. لكنني لم أوقع مع أي ناد. ذهبت إلى المدرسة الثانوية، ثم عملت في أسدا لدفع العربات. لو قلت لي آنذاك إنني سألعب في الدوري الإنجليزي، لكنت ضحكت عليك".
عند بلوغه 17 عاما، حصل بيرن على الفرصة التي كان يحتاجها عندما ضمه نادي دارلينجتون، في وقت كان يبدو فيه أن مستقبله في كرة القدم على وشك الانتهاء.
لم تكن الحياة في دارلينجتون مليئة بالرفاهية، حيث كان بيرن يغسل ملابسه بنفسه ويحضر طعامه من المنزل، لكنه نجح في تحقيق إنجاز مبكر بفوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي للدرجات الدنيا العام 2011 على ملعب "ويمبلي".
بعدها، انضم إلى فولهام في الدوري الإنجليزي الممتاز العام 2011، لكنه لم يكن ينظر إليه كأحد المواهب الواعدة، حيث قضى فترة في الفريق الرديف وأعير إلى يوفيل تاون وبرمنجهام سيتي.
لطالما كان هناك تحيز ضد لاعبي القامة الطويلة، حيث كان ينظر إلى بيرن على أنه بطيء وغير متقن، رغم أنه كان دائما مدافعا هادئا ومتمكنا.
في العام 2016، انتقل إلى ويجان أتلتيك، لكن النادي هبط إلى الدرجة الثالثة بعد عام، وكان على وشك بيعه مقابل 500 ألف جنيه إسترليني فقط، لكن لم يكن هناك أي عروض.
ثم جاء المدرب كريس هيوتون ليمنحه فرصة جديدة مع برايتون العام 2018 مقابل 3 ملايين جنيه إسترليني، بعد تألقه في الدرجة الثالثة، حيث أوقف سيرجيو أجويرو في مباراة تاريخية بكأس الاتحاد الإنجليزي ضد مانشستر سيتي.
وقال هيوتون عن بيرن في تصريحات خاصة لصحيفة "ذا صن": "عندما ينضم لاعب إلى ناد جديد، فإنه عادة ما يستأجر منزلا، لكن داني اشترى منزلا فورا، وهذا أظهر التزامه".
وأضاف: "عندما جلبته إلى برايتون، كان لدينا لويس دانك وشين دافي، لذلك لم يلعب بقدر ما كان يريد. لكنني لست متفاجئا باستدعائه للمنتخب، لأنه كان دائمًا مجتهدًا".
لكن فترة التألق الحقيقية لبيرن جاءت عندما تولى جراهام بوتر تدريب برايتون، حيث صنع التاريخ بكونه أطول ظهير أيسر في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
واصل بيرن اللعب كظهير أيسر حتى بعد انتقاله إلى نيوكاسل، رغم أن مركزه الأساسي هو قلب الدفاع.
وفي هذا الموسم، اعتمد عليه مدرب نيوكاسل إيدي هاو كقلب دفاع، وهو ما جعله يحظى بثقة المدرب الألماني توماس توحيل ويضمن مكانًا في منتخب إنجلترا لأول مرة في مسيرته.
اليوم، يمثل استدعاء داني بيرن أحدث فصل في رحلته الاستثنائية، من شاب لم يكن متأكدا من مستقبله في كرة القدم، إلى اللعب في دوري الأبطال مع نيوكاسل، والآن مع منتخب إنجلترا.
وعلق هيوتون على هذه اللحظة قائلا: "أنا سعيد جدا من أجله. أعتقد أن توماس توخيل يرى فيه لاعبا شارك مع فريق قوي على أعلى مستوى، ولعب في دوري الأبطال، وحافظ على مستواه بثبات".
وأردف: "يمكنه اللعب في خط دفاع ثلاثي، وأيضا كظهير أيسر. وعلى الرغم من حجمه، فهو سريع جدا. كما أن كونه أعسر يمنحه ميزة كبيرة".
ورغم أن نيوكاسل أصبح من أغنى أندية العالم، فإن بيرن ما يزال يحافظ على أسلوب حياة متواضع.
في ليلة رأس السنة 2022، تم رصد المدافع الضخم وهو ينزل من سيارة صغيرة من نوع "سمارت فور تو" قيمتها 11 ألف جنيه إسترليني، ما أثار دهشة جماهير نيوكاسل.
إنها لحظة تكمل رحلة استثنائية للاعب الذي حافظ على تواضعه رغم النجاح، حيث كان يعمل في متجر "أسدا" الشهير كمراهق، يدفع عربات التسوق بينما كانت مسيرته الكروية متعثرة.
لكن في وقت لاحق من الشهر الحالي، قد يحصل نجم نيوكاسل على أول مشاركة له مع منتخب إنجلترا، بعد أن تم اختياره لمواجهتي تصفيات كأس العالم 2026 ضد ألبانيا ولاتفيا.
وسيصبح بيرن، في حال مشاركته، أكبر لاعب إنجليزي يسجل ظهوره الأول مع المنتخب منذ العام 2010، عندما لعب كيفن ديفيز لأول مرة بعمر 33 عامًا ضد مونتينيجرو.
يعيش بيرن حلم الطفولة منذ انضمامه إلى نيوكاسل يونايتد، فريقه المفضل منذ الصغر، في صفقة بقيمة 13 مليون جنيه إسترليني من برايتون في شباط (فبراير) 2022.
بالنسبة لمن يعرفونه عن قرب، فإن الاعتراف الدولي الذي ناله الآن مستحق تمامًا، بالنظر إلى الرحلة الطويلة والصعبة التي خاضها للوصول إلى هذه النقطة.
ولد بيرن في مدينة بلايث شمال شرق إنجلترا، وكان مولعًا بـ"الماجبايز"، حيث كان يحمل تذكرة موسمية لحضور المباريات في "سانت جيمس بارك"، كما سافر إلى ويمبلي لمشاهدة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي العام 2000، حين خسر فريقه أمام تشيلسي.
كان بيرن في أكاديمية نيوكاسل عندما كان طفلا، لكنه تعرض لخيبة أمل كبيرة عندما تم الاستغناء عنه في عيد الميلاد العام 2003، وهو بعمر 11 عامًا.
يقول بيرن عن تلك اللحظة، في تصريح سابق العام 2019: "بصراحة، كنت سيئًا جدًا. لم أكن جيدا بما فيه الكفاية".
كان بيرن لاعبا مختلفا تمامًا في صغره، بل كان يلعب كحارس مرمى حتى سن 14 عاما بسبب طوله الهائل وبنيته النحيلة.
لكن مسيرته كحارس انتهت بحادث مأساوي، حيث علق خاتمه في سياج أثناء تسلقه، ما أدى إلى بتر جزء من إصبعه البنصر في يده اليمنى.
في تلك الفترة، كان بيرن بعيدا عن تحقيق حلمه في كرة القدم، حيث كان يلعب في فرق محلية أثناء دراسته للحصول على دبلوم رياضي، إلى جانب عمله في "أسدا".
يتذكر بيرن تلك الفترة قائلاً: "عادة ما يتم اكتشاف المواهب في سن 15 أو 16. لكنني لم أوقع مع أي ناد. ذهبت إلى المدرسة الثانوية، ثم عملت في أسدا لدفع العربات. لو قلت لي آنذاك إنني سألعب في الدوري الإنجليزي، لكنت ضحكت عليك".
عند بلوغه 17 عاما، حصل بيرن على الفرصة التي كان يحتاجها عندما ضمه نادي دارلينجتون، في وقت كان يبدو فيه أن مستقبله في كرة القدم على وشك الانتهاء.
لم تكن الحياة في دارلينجتون مليئة بالرفاهية، حيث كان بيرن يغسل ملابسه بنفسه ويحضر طعامه من المنزل، لكنه نجح في تحقيق إنجاز مبكر بفوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي للدرجات الدنيا العام 2011 على ملعب "ويمبلي".
بعدها، انضم إلى فولهام في الدوري الإنجليزي الممتاز العام 2011، لكنه لم يكن ينظر إليه كأحد المواهب الواعدة، حيث قضى فترة في الفريق الرديف وأعير إلى يوفيل تاون وبرمنجهام سيتي.
لطالما كان هناك تحيز ضد لاعبي القامة الطويلة، حيث كان ينظر إلى بيرن على أنه بطيء وغير متقن، رغم أنه كان دائما مدافعا هادئا ومتمكنا.
في العام 2016، انتقل إلى ويجان أتلتيك، لكن النادي هبط إلى الدرجة الثالثة بعد عام، وكان على وشك بيعه مقابل 500 ألف جنيه إسترليني فقط، لكن لم يكن هناك أي عروض.
ثم جاء المدرب كريس هيوتون ليمنحه فرصة جديدة مع برايتون العام 2018 مقابل 3 ملايين جنيه إسترليني، بعد تألقه في الدرجة الثالثة، حيث أوقف سيرجيو أجويرو في مباراة تاريخية بكأس الاتحاد الإنجليزي ضد مانشستر سيتي.
وقال هيوتون عن بيرن في تصريحات خاصة لصحيفة "ذا صن": "عندما ينضم لاعب إلى ناد جديد، فإنه عادة ما يستأجر منزلا، لكن داني اشترى منزلا فورا، وهذا أظهر التزامه".
وأضاف: "عندما جلبته إلى برايتون، كان لدينا لويس دانك وشين دافي، لذلك لم يلعب بقدر ما كان يريد. لكنني لست متفاجئا باستدعائه للمنتخب، لأنه كان دائمًا مجتهدًا".
لكن فترة التألق الحقيقية لبيرن جاءت عندما تولى جراهام بوتر تدريب برايتون، حيث صنع التاريخ بكونه أطول ظهير أيسر في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
واصل بيرن اللعب كظهير أيسر حتى بعد انتقاله إلى نيوكاسل، رغم أن مركزه الأساسي هو قلب الدفاع.
وفي هذا الموسم، اعتمد عليه مدرب نيوكاسل إيدي هاو كقلب دفاع، وهو ما جعله يحظى بثقة المدرب الألماني توماس توحيل ويضمن مكانًا في منتخب إنجلترا لأول مرة في مسيرته.
اليوم، يمثل استدعاء داني بيرن أحدث فصل في رحلته الاستثنائية، من شاب لم يكن متأكدا من مستقبله في كرة القدم، إلى اللعب في دوري الأبطال مع نيوكاسل، والآن مع منتخب إنجلترا.
وعلق هيوتون على هذه اللحظة قائلا: "أنا سعيد جدا من أجله. أعتقد أن توماس توخيل يرى فيه لاعبا شارك مع فريق قوي على أعلى مستوى، ولعب في دوري الأبطال، وحافظ على مستواه بثبات".
وأردف: "يمكنه اللعب في خط دفاع ثلاثي، وأيضا كظهير أيسر. وعلى الرغم من حجمه، فهو سريع جدا. كما أن كونه أعسر يمنحه ميزة كبيرة".
ورغم أن نيوكاسل أصبح من أغنى أندية العالم، فإن بيرن ما يزال يحافظ على أسلوب حياة متواضع.
في ليلة رأس السنة 2022، تم رصد المدافع الضخم وهو ينزل من سيارة صغيرة من نوع "سمارت فور تو" قيمتها 11 ألف جنيه إسترليني، ما أثار دهشة جماهير نيوكاسل.
0 تعليق