حرب تلفظ أنفاسها الأخيرة

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مارس 17, 2025 11:53 ص

مهند أبو فلاح

حرب تلفِظ أنفاسها الأخيرة، هكذا تبدو مجريات الأحداث عند الحديث عن الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت منذ ما يزيد على ثلاثة أعوام في الرابع و العشرين من شهر شباط / فبراير من العام 2022 على إثر توغل القوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية .

الحرب الدامية الطاحنة التي لم يتوقع أحد عند بدايتها أن تستمر لهذه الفترة الزمنية، لا لأن الغرب الرأسمالي المتوحش له مصلحة مباشرة في استخدام أوكرانيا كمخلب قط في استنزاف مقدرات روسيا الاتحادية، بل لأن هذه الأخيرة تملك تفوقا عسكريا كاسحا ساحقا على نظيرتها الأوكرانية، وهو الأمر الذي تمكنت الدول الغربية و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية من تحجيمه وتقليصه عبر الدعم اللامحدود الذي قدمته لنظام الرئيس فلاديمير زيلنسكي الحاكم في كييف.

الدعم الغربي منقطع النظير لنظام الرئيس زيلنسكي مكن من إطالة أمد الصراع المسلح بين الجمهوريتين الأكبر في الاتحاد السوفيتي المنهار منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي لكنه بالتأكيد لم يسهم في تحقيق انتصار حكام كييف بسبب اختلال موازين القوى البشرية بين طرفي النزاع الدموي، ورغم تخلي الإدارة الأمريكية الجمهورية في البيت الأبيض مؤخرا عن نظام الرئيس زيلنسكي، فإن بعض الأطراف الفاعلة في حلف شمال الأطلسي “الناتو” ما زالت تسعى جاهدة لإطالة أمد الصراع عبر لعب دور البديل عن واشنطن حتى لو كلفها الأمر انفاق مزيدٍ من الأموال الطائلة على تسليح الجيش الأوكراني، وهو أمر من المستبعد أن يؤثر في النتيجة النهائية للحرب التي تبدو كفة موسكو راجحةً فيها في هذه الآونة تحديدا قبل إبرام اتفاق سلام مرتقب بينها وبين نظام كييف تسعى أطراف دولية و إقليمية لتحقيقه ومن بينها المملكة العربية السعودية بل حتى إدارة الرئيس ترامب في بلاد العم سام.

أخيرا و ليس آخرا من المرجح أن اتفاقية السلام المنشودة لإنهاء الحرب الطاحنة هي مسألة وقت ليس الا، لكن كلا الفريقين المتحاربين يسعى إلى تحسين موقفه التفاوضي على الأرض عبر تحقيق بعض المكاسب الميدانية الإضافية في الوقت الضائع إن جاز التعبير، وهو الأمر الذي يفسر تصاعد الضغط العسكري الروسي في الآونة الأخيرة وإصرار بعض الدول الأوروبية ومنها المملكة المتحدة على تقديم المزيد من الدعم لحكام كييف لعلهم يتمكنوا من الصمود لمزيد من الوقت بما يحفظ ماء وجه الغرب المنهار أمام نظام الرئيس فلاديمير بوتين سيد الكرملين في موسكو .

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق