أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، أن مفهوم العبادة في الإسلام لا يستقيم إلا بالعلم، مشيرًا إلى أن ديننا هو دين العلم، ولا يمكن أن نفصل بين العلم والعبادة، لأن العلم هو الذي يرشد الإنسان إلى الطريق الصحيح لعبادة الله حق العبادة.
مفهوم العبادة في الإسلام
وأوضح خلال بودكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن الأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل أنتجت ثلاث طبقات رئيسية: طبقة العُبَّاد، وطبقة العلماء، وطبقة الدعاة، مشيرًا إلى أن لكل طبقة دورها ومكانتها، فالعلماء يتفرغون للعلم والتدقيق في المسائل العلمية، والدعاة – الذين كانوا يُعرفون قديمًا بالوعاظ – يتواصلون مع عامة الناس ويبسطون لهم المفاهيم الدينية، بينما العُبَّاد ينشغلون بالذكر والعبادة.
وأضاف جمعة أن الفرق بين العالم والمثقف واضح، فالمثقف يمتلك معلومات متفرقة، لكنه لا يمتلك النسق العلمي والمنهجية التي تجعل منه عالمًا، بينما العالم هو من يدرس بطريقة منظمة، يجلس إلى شيخ أو أستاذ، ويتعلم وفق منهجية محددة، ويمر بمراحل تعليمية طويلة تشمل الدراسة، الامتحان، البحث، والتدرج الأكاديمي حتى يصل إلى درجة التخصص العميق في العلم.
وأشار جمعة إلى أن العلم لا يُنال إلا بستة أشياء كما قال الإمام الشافعي: "ذكاءٌ وحرصٌ واجتهادٌ وبلغةٌ وإرشادُ أستاذٍ وطولُ زمانِ"، موضحًا أن هذه العناصر هي التي تصنع العالم الحقيقي، على عكس المعلومات العامة التي قد تُنسى مع مرور الوقت.
وشبَّه الفرق بين العلم والمعلومات بالسبحة وحباتها؛ فالعلم هو المسبحة المنظمة التي تربطها خيوط متينة، بينما المعلومات المتفرقة مثل الحبات غير المنظمة، التي إن لم تجد خيطًا يربطها، تظل مجرد أجزاء متناثرة لا فائدة منها.
وشدد على أن الإسلام يحثنا على تحصيل العلم بشكل منهجي، لأنه أساس نهضة الأمم وقوة الشعوب، وهو الذي يجعل الإنسان قادرًا على عبادة الله حق العبادة بفهم ووعي.
0 تعليق