منها تباعُد المدن.. الأسباب التي دعت لوجود الناقل الوطني الجوي الجديد - الأول نويز

اخبار 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تبذل المملكة جهودًا كبيرة لتعزيز الربط الجوي وتطوير قطاع النقل الجوي والمطارات، بهدف تعزيز مكانتها كمركز لوجستي عالمي، والتي تشمل توسعة وتحديث المطارات، وإطلاق مشاريع البنية التحتية المتقدمة، وتحفيز الاستثمارات في قطاع الطيران وجذب شركات الطيران العالمية، وتوسيع شبكات الرحلات الدولية والمحلية، ودعم التقنيات الذكية في المطارات لتحسين تجربة المسافرين.

تعتمد جدة على الرحلات المخصصة للحجاج والمعتمرين

وحول الأسباب الحقيقية التي دعت لوجود ناقل جوي وطني جديد في المملكة، كشف مجموعة من المسؤولين في برنامج حكاية وعد على قناة "mbc1" هذه الأسباب والتحديات التي واجهتهم في تعزيز برنامج الربط الجوي مع مطارات العالم، إضافةً إلى تفاصيل وثمار إنشاء وجهات مباشرة من دول العالم إلى السعودية بعد عامين من ربط أكثر من 18 مدينة جديدة وخطوط طيران في العالم بمدن السعودية.

وأكّد وزير النقل والخدمات اللوجيستية م. صالح الجاسر،  أن الحاجة إلى ناقلين وطنيين في المملكة تأتي نتيجة للمسافة الكبيرة بين جدة والرياض، إلى جانب اختلاف طبيعة الطلب في كل منطقة، حيث تعتمد مدينة جدة والمنطقة الغربية بشكل كبير على الرحلات المخصصة لخدمة الحجاج والمعتمرين، بينما تتطلب الرياض، بحجمها المتنامي وطموحاتها المستقبلية، ناقلًا جويًا قادرًا على تلبية الاحتياجات المتزايدة، لا سيما مع التوقعات بازدياد عدد سكانها وتضاعف أعداد المقيمين والزوار القادمين لأغراض الأعمال التجارية، والمؤتمرات، والسياحة.

وأضاف أن الرياض بما تشهده من تنمية متسارعة كانت تستدعي وجود ناقل جوي يوفر خدمات تتناسب مع هذه التحولات، مشيراً إلى أن هذه العوامل مجتمعة دفعت إلى تبني صيغة تضمن توفير ناقل جوي وطني قادر على تقديم حلول متطورة تلبي متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية، مشدداً على أن المملكة لن تسمح بأن تكون أي جهة عائقًا أمام مسيرة التقدم، مشيرًا إلى أن المسؤولين الذين يدعمون هذه الطروحات يسعون لتحقيق المصلحة الوطنية، وأن النجاح في إحداث التحول المطلوب يعتمد على الإيمان الحقيقي بقدرة المؤسسات الوطنية على التطوير والابتكار، بما يضمن تحقيق الأهداف الاستراتيجية وتعزيز مكانة المملكة عالميًا.

تحقيق رقم قياسي بلغ 13.5 مليون معتمر

بدوره، أفاد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني م. عبد العزيز الدعيلج أن المملكة كانت بحاجة إلى ناقل وطني جديد يقدم خدمات متكاملة، نظرًا لاتساع رقعة المملكة وارتفاع عدد المطارات والمسافرين، حيث يصل عدد المستهدفين في حركة النقل الجوي إلى 330 مليون مسافر، كما يُعد مطار جدة مركزًا محوريًا لخدمة قطاع الأعمال والمنطقة الغربية، بالإضافة إلى دوره الرئيسي في استقبال الحجاج والمعتمرين، تماشيًا مع رؤية 2030 التي تستهدف وصول عدد المعتمرين إلى 30 مليونًا، بعد تحقيق رقم قياسي بلغ 13.5 مليون معتمر في الموسم الماضي.

وأضاف م. الدعيلج أن حركة النقل الجوي في الرياض تشهد نموًا متسارعًا، حيث تجاوز عدد المسافرين عبر مطارها 40 مليونًا، بينما بلغ في مطار جدة 43 مليون مسافر العام الماضي مع استهداف الوصول إلى 50 مليونًا قريبًا، حيث تُجري المنظومة توسعات مثل تطوير صالات الملك خالد وتوسعة مطار الملك سلمان، والتي سترفع القدرة الاستيعابية للمطار إلى 100 مليون مسافر، مما يعزز الحاجة إلى ناقلين وطنيين بمستوى عالمي، لدعم الربط الجوي بين المملكة ومختلف الدول.

وأشار إلى أن أحد التحديات التي واجهت الخطوط السعودية كان التزامها بخدمة جميع المطارات الـ28 في المملكة، دون النظر إلى الجدوى الاقتصادية، مما أدى إلى تشغيل طائرات كبيرة على رحلات محلية صغيرة، في حين كان يمكن توجيهها إلى الرحلات الدولية لتحقيق عوائد أكبر، ونتيجة لهذه التحديات، تم التوصل إلى إعادة هيكلة قطاع الطيران عبر توفير ناقلين وطنيين يتمتعان بكفاءة تشغيلية عالية، بما يحقق مستهدفات المملكة في تعزيز قطاع النقل الجوي وتوسيع نطاق الربط الجوي عالميًا.

كما لفت إلى أن استراتيجيات السياحة والطيران في المملكة واجهت تحديًا رئيسيًا يتمثل في تحقيق مستهدف 100 مليون سائح، وذلك في ظل محدودية الربط الجوي المباشر بين المملكة وعدد من الدول، وأن العديد من السياح يفضلون الوصول إلى وجهاتهم مباشرة دون الحاجة إلى التنقل عبر محطات متعددة، وهو ما دفع الجهات المختصة إلى التركيز على إنشاء خطوط طيران مباشرة مع الدول المستهدفة في خطط الاستقطاب السياحي.

وأشار إلى أن هذا التوجه كان أحد الأهداف الأساسية التي جرت مناقشتها بالتنسيق مع وزارة السياحة برئاسة أحمد الخطيب، ونائبته الأميرة هيفاء بنت محمد، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز الربط الجوي المباشر لدعم القطاع السياحي وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال تسهيل وصول السياح الدوليين ورفع جودة تجربة السفر، بما يعزز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية.

توفير مليوني مقعد إضافي للمسافرين

من جهته، أكّد الوزير الخطيب أن سهولة السفر تعد أحد أهم الحوافز التي تدفع السياح لاختيار وجهاتهم، حيث أظهرت الدراسات التي أجريت على أكثر من 25 ألف مسافر دولي أن الحاجة إلى التوقف لمرة واحدة تقلل من احتمال اتخاذ قرار السفر، بينما يزداد التأثير السلبي بشكل أكبر عند الحاجة إلى محطتين توقف أو أكثر، حيث يفضل السياح خاصة الباحثين عن الترفيه، الوجهات التي تتميز برحلات مباشرة وسلاسة في التنقل، على عكس مسافري الأعمال أو الحج والعمرة الذين يكون لديهم دافع أقوى للسفر بغض النظر عن عدد التوقفات.

وتابع بأن المملكة تواجه منافسة قوية من وجهات سياحية عالمية تقدم منتجات وخدمات مماثلة، وهو ما يدفع السياح لاختيار المدن الأسهل وصولًا والأفضل من حيث الخدمات والتكاليف، فقد تم التأكيد استنادًا إلى هذه المعطيات على أهمية تعزيز الربط الجوي المباشر بين المدن السعودية الرئيسية، مثل الرياض، وجدة، وأبها، والعلا، والبحر الأحمر، وبين المدن العالمية الكبرى التي تُصدر السياح، لضمان قدرة المملكة على استقطاب المزيد من الزوار وتحقيق مستهدفاتها السياحية.

واختتم الخطيب حديثه بأن برنامج الربط الجوي، الذي أُسس قبل عامين، نجح في ربط أكثر من 18 مدينة جديدة بخطوط طيران مباشرة مع مدن المملكة، مما أسهم في توفير أكثر من مليوني مقعد إضافي للمسافرين، حيث يأتي هذا التوسع في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الوصول المباشر إلى المملكة، وتحسين خيارات السفر أمام السياح والزوار الدوليين، مشيراً إلى أن نسبة الإشغال على بعض الرحلات قد تتراوح بين 50% و60% في الوقت الحالي، إلا أن إضافة هذه المقاعد تُعد استثمارًا استراتيجيًا لتعزيز قطاع السياحة والنقل الجوي، مؤكداً على أن العمل مستمر لاستقطاب كبرى شركات الطيران العالمية لتسيير رحلات مباشرة إلى المملكة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق