“المجتمع الدولي” مصطلح غامض وخطير يختبئ العرب خلفه

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مارس 23, 2025 8:10 م

كاتب- علي سعادة

أكثر مصطلح يتداوله النظام الرسمي العربي هو “المجتمع الدولي” ومطالبته “بتحمل مسؤولياته” وكأن 22 دولة عربية ليست من “المجتمع الدولي”!!
يستسهل العرب ترديد هذه الجملة؛ نظرا لأنها موجهة إلى جهة غامضة غير واضحة المعالم، ويلقون بمسؤولياتهم وبالحمل على كيان غير موجود فعليا! وإنما مجرد مسمى أطلقه الغرب والولايات المتحدة الأمريكية لخداع باقي دول العالم بهذه الأكذوبة.
“المجتمع الدولي” مصطلح يستخدم في العلاقات الدولية للإشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بأوسع معانيها، وهو لا يشير بشكل حرفي إلى كل الأشخاص والثقافات والحكومات العالمية.
ويستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى المهام والالتزامات الشائعة بينها، وغالبا ما يستخدم النشطاء والسياسيون والمعلقون المصطلح، في سياق الدعوة لاتخاذ إجراء ضد القمع السياسي ولحماية حقوق الإنسان.
لكنه في التطبيق أداة بيد الغرب من أجل السيطرة على الوطن العربي وعلى العالم بحجة أنهم يمثلون “المجتمع الدولي”، وهم في الواقع القوى الاستعمارية القديمة والحديثة أيضا.
وسائل الإعلام العربية والسياسيون يعتقدون، أن “المجتمع الدولي” هو جميع دول العالم، والمنظمات الدولية والأممية وفي مقدمتها هيئة الأمم المتحدة (الجمعية العامة ومجلس الأمن) ووكالاتها المتخصصة، وما اتفق عليه دوليا على أمر ما.
لكن المصطلح في الواقع ليس كذلك؛ فهو يقتصر في ذهن وعقلية الغرب على جميع الدول ذات النفوذ الدولي التي تختار المشاركة في المناقشات العالمية وصنع القرار العالمي.
المصطلح خطر وغير واقعي، لكن العرب يجدون راحتهم النفسية في الاختباء خلفه، وأظن أنهم حين يستخدمونه يقصدون به الولايات المتحدة بشكل خاص والغرب بشكل عام.
في جميع الأحوال، يستخدم عربيا بشكل عام للهروب غير الواعي من تحمل المسؤولية وبالتالي رميها على جهة غامضة وخطرة.
فالأولى أن يتحمل العرب المسؤولية تجاه أوطانهم وقضايا شعوبهم وتطلعات أمتهم، وأن لا يرهنوا قرارهم الوطني والقومي لجهات أخرى تسعى دائما وأبدا إلى إضعاف العرب وإبقائهم في حالة انقسام وتشرذم.
“المجتمع الدولي” بالمعنى الشائع هو أداة بيد أمريكا والغرب وحليفتهم الصغرى الدولة المارقة والمصطنعة لإخضاع الوطن العرب بأكمله للصهيونية العالمية وتحويله إلى ساحة لخدمة دولة المرتزقة التي أثبتت من خلال جرائمها في قطاع غزة بأنها عبارة عن مافيا وعصابات جريمة منظمة على هيئة دولة.
على العرب أن يتوقفوا تماما عن حالة الجبن والخوف والتردد التي تحكم سياساتهم، وأن يقفوا ولو لمرة واحدة موقفا موحدا وشجاعا دفاعا عن أوطانهم واستقلالهم الوطني وثرواتهم ومقدساتهم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق