
وسط أعتى أنواع الأسلحة والطائرات والصواريخ الحربية، التي تنهمر على سكان قطاع غزة بأيدٍ إسرائيلية، ودعم أمريكي، عادت شبح الموت “الأباتشي”، لتشارك هذا السرب في إبادة الغزيين، والذين عهدوا هذه الطائرة منذ عقود، قبل أن تختفي وسط أنواع الطائرات الحربية الجديدة.
وتحلق الطائرات المروحية المعروفة باسم “الأباتشي”، فوق رؤوس الغزيين، تطلق النار على خيام الآلاف من المنكوبين، ومنازل القلة، الذين لا زالت لهم بيوت واقفة، من حرب الإبادة.
وتطلق المروحية المذكورة نيرانها وقنابلها المضيئة على المدنيين العزل، في كافة مناحي القطاع، مساندة طائرات اف16 والـ “كواد كابتر” والمسيّرات، في العدوان على غزة.
و”أباتشي”، تعد طائرة الهجوم الرئيسية للجيش الأميركي، وتمتلك “إسرائيل” منها سربين، وتشن بهما هجمات على قطاع غزة منذ حرب الإبادة التي بدأت في أكتوبر عام 2023.
ويعود اسم “أباتشي ” لأواخر عام 1981، تيمّنًا بقبيلة الأباتشي، جريًا على عادة تسمية مروحيات الجيش بأسماء قبائل الأمريكيين الأصليين، وتمت الموافقة على إنتاجها على نطاق واسع عام 1982.
خدمتها لجيش الاحتلال
وتخدم “أباتشي” في القوات الجوية الإسرائيلية، داخل “السرب 190” والمعروف باسم “سرب اللمسة السحرية” ويتمركز في قاعدة رامون الجوية بصحراء النقب.
كما تخدم في “السرب 113” ومقره قاعدة “رمات دافيد” بمرج بن عامر، التي انطلقت منها “الأباتشي”، في بداية حرب الإبادة بأكتوبر 2023.
وتعتبر “الأباتشي” من أهم الأسلحة الجوية لـ”إسرائيل”، في عدوانها على غزة، ويستخدمها جيش الاحتلال في توغلاته البرية، إذ تستخدم مدافعها الرشاشة وصواريخها لتدمير المنازل وغيرها.
وتدمر صواريخها ذات الرؤوس الحربية التقليدية، المباني والأفراد، كما تشارك في مراقبة حدود غزة ويستخدمها جيش الاحتلال في المناورات البرية، وساحات الاشتباكات مع المقاومة بغزة، بالإضافة لعمليات نقل القتلى والجرحى من جنوده، كونها سريعة التحرك، ومجهزة بأحدث التقنيات كأنظمة تحكم النيران والرؤية الليلية، وتتحرك بسرعة تتجاوز 3 كيلومترات في الدقيقة الواحدة.
اغتالت أبرز القيادات
واستلم سلاح الجو الاسرائيلي مقاتلات “إيه إتش-64 أباتشي” عام 1990.
وعادت الطائرة بعد غياب نحو عشرين عاما، للتشارك في العدوان على الضفة الغربية، حيث اغتالت ثلاثة مقاومين في جنين، وتشارك بقصف مواقع بعدة مناطق شمالي الضفة الغربية، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
ويعيش سكان القطاع سيما الأطفال منهم والنساء والشويخ، ليالي رعب وخوف شديدين، بسبب تحليق “الأباتشي” وإطلاقها النيران بشكل يومي، وازداد ذلك منذ استئناف حرب الإبادة على غزة في 18 مارس الجاري.
واستخدم جيش الاحتلال “الأباتشي” في الانتفاضة الثانية، التي اندلعت عام 2000 واستمرت عدة سنوات.
كما استخدمت “إسرائيل” الطائرات الحربية، (إف 16 والأباتشي) آنذاك، لتدمير مقار السلطة الفلسطينية، أو اغتيال مطلوبين، في تلك الحقبة.
وكانت “أباتشي” الطائرة الأبرز في عمليات القصف والاغتيال التي نفذتها “إسرائيل” في التسعينات، وقتلت فيها قيادات ومواطنين وقصفت منازل ومقار.
ومن أبرز عمليات الاغتيال التي نفذتها “إسرائيل” بطائرات “أباتشي”، عملية اغتيال القيادي في كتائب شهداء الأقصى حسين عبيات، بثلاثة صواريخ، في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2000، وتعد أول عملية مسجلة لاغتيال مقاومين بواسطة الطائرات في الانتفاضة الثانية، وارتقى فيها عددًا من الشهداء.
كما اغتالت “إسرائيل” القياديين في حركة حماس، جمال منصور وجمال سليم، بتاريخ 31 تموز/ يوليو 2001، عبر استهداف مقر مكتب المركز الفلسطيني للدراسات والإعلام، في مدينة نابلس، بواسطة طائرة آباتشي إسرائيلية، أدت لاستشهادهما وكافة المتواجدين في المكان على الفور، وإحداث دمار كبير.
كما اغتال الاحتلال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى، يوم 27 آب/ أغسطس 2001 باستهداف مكتبه بصاروخ من طائرة آباتشي، ما أدى إلى استشهاده على الفور، مع عدد من قيادات الجبهة المتواجدين معه في المكان.
واغتال الاحتلال القيادي في حركة حماس، إبراهيم المقادمة، بقصف من طائرة مروحية، في 8 آذار/ مارس 2003، والقيادي إسماعيل أبو شنب، بقصف سيارته، في 21 آب/ أغسطس 2003.
كما اغتال الاحتلال مؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين، فجر 22 آذار/ مارس 2004، بعد استهدافه بصواريخ من طائرة “أباتشي” مروحية في غزة.
واليوم تعود الطائرة ذاتها للمشاركة في إبادة أبناء غزة، في الحرب المتواصلة، منذ اكتوبر 2023، وتشارك بقتل المدنيين، الذين وصل عدد من ارتقى منهم لأكثر من 50 ألف شهيد، بالإضافة لمئات الآلاف من الجرحى وعشرات المفقودين تحت الأنقاض.
0 تعليق