يعتبر البرتقال من الفواكه الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم، حيث يحتوي على فيتامين C، الألياف، مضادات الأكسدة، والمعادن الضرورية للصحة، لكن عند تحويله إلى عصير، تحدث بعض التغيرات التي قد تؤثر على قيمته الغذائية وفوائده، مما يجعل استهلاكه بهذه الصورة أقل فائدة مقارنة بتناوله طازجًا.
فقدان الألياف وتأثيره على صحة الجهاز الهضمي
عند عصر البرتقال، يتم التخلص من كمية كبيرة من الألياف الغذائية الموجودة في القشرة واللب، والتي تلعب دورًا أساسيًا في تحسين عملية الهضم، تقليل الإمساك، والحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم، حيث تساعد الألياف في إبطاء امتصاص السكريات، مما يمنع الارتفاع المفاجئ لمستوى السكر، لذا فإن فقدانها في العصير يجعل امتصاص السكر أسرع مما قد يسبب تقلبات في مستويات الطاقة والشعور بالجوع بعد فترة قصيرة.
زيادة تركيز السكر وتأثيره على الجسم
يحتوي البرتقال بطبيعته على نسبة من الفركتوز، وهو سكر طبيعي، لكن عند عصر عدة حبات من البرتقال لتحضير كوب واحد من العصير، يزداد تركيز السكر بشكل كبير دون الألياف التي تساعد في ضبط امتصاصه، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم، وهذا قد يكون مشكلة خاصة لمن يعانون من مرض السكري أو مقاومة الأنسولين، كما أن الاستهلاك الزائد للعصائر قد يساهم في زيادة الوزن بسبب السعرات الحرارية الإضافية التي يتم تناولها بسهولة دون الإحساس بالشبع.
انخفاض نسبة مضادات الأكسدة والفيتامينات بسبب الأكسدة
يؤدي تعرض عصير البرتقال للهواء والضوء إلى تفاعل الأكسدة، وهو ما يقلل من مستويات فيتامين C وبعض مضادات الأكسدة الأخرى مع مرور الوقت، فعند تقطيع البرتقال وعصره يبدأ فيتامين C بالتدهور تدريجيًا بسبب التعرض للأكسجين، لذلك فإن تناوله طازجًا يضمن الحصول على أقصى فائدة ممكنة من هذه العناصر الغذائية، بينما قد يقل محتوى العصير من الفيتامينات إذا لم يُستهلك مباشرة بعد التحضير.
الفرق بين العصير الطازج والعصائر المعلبة
هناك فرق كبير بين العصير الطازج والعصائر المصنعة أو المعلبة، إذ إن العصير الطازج يحتفظ بجزء كبير من الفوائد الغذائية، بينما العصائر المعلبة غالبًا ما تحتوي على سكريات مضافة، مواد حافظة، ومنكهات قد تؤثر سلبًا على الصحة، كما أن عمليات البسترة التي تخضع لها العصائر التجارية تؤدي إلى تقليل نسبة الفيتامينات والمغذيات الطبيعية للحفاظ على صلاحية المنتج لفترة أطول.
كيفية الاستفادة من البرتقال بطريقة صحية
لتجنب فقدان العناصر الغذائية المهمة يفضل تناول البرتقال كما هو بدلًا من عصره، أو يمكن تحضير العصير بطريقة تقلل من تأثيراته السلبية، مثل الاحتفاظ بجزء من اللب لتقليل فقدان الألياف، وتناوله مباشرة بعد التحضير للاستفادة القصوى من فيتامين C ومضادات الأكسدة، كما يمكن تقليل كمية البرتقال المستخدمة في العصير أو إضافة الماء إليه لتقليل تركيز السكر الطبيعي فيه.
0 تعليق