- بهجة العيد أن تكون بخير وأن يكون كل من حولك ممن تحب بعافية، فلا عيد لمريض أرهقته ملازمة الفراش، ولا فرحة لمن فقد عزيزًا أو فارق غاليًا.
- سيدخل العيد لا محالة كل بيت بعد عام تقلب فيه الناس بين أحوال سرَّت بعضهم وأحزنت بعضهم الآخر.. سيدخلها إما ليضفي على حيوات ساكنيها جوًا من البهجة والسعادة والتغيير، أو ليُذكّرهم بأحباب رحلوا عن الدنيا وتركوا مكانهم خاليًا.
- إذا أقبل عليك العيد وأنت ومن يعز عليك ترفلون بأثواب الصحة والعافية، فأشكر الله شكرًا وافرًا على فضله ونعمائه، فعلى مقربة من بيتك أسرة فقدت أحد أبنائها قبل يوم العيد بساعات قليلة في حادث سير خلف أمًّا ثكلى ووالدًا يمزق الحزن نياط قلبه.
- إذا أشرقت شمس أول أيام العيد على أسرتك وأقبل عليك أبناؤك مهنئين، فتذكر أن هناك رجلًا لم يرزقه الله بالذرية يتمنى أن يُكرِمه الله ولو بطفل واحد يستشعر في عينيه فرحة العيد وبهجته.
- في أيام العيد، بينما تفكر أنت في رحلة أسرية تأخذك إلى خارج ولايتك بسبب طول أيام الإجازة، يوجد في الجوار رجل مُقعدٌ أنهكه المرض ولا قدرة له على مفارقة مكانه.
- شتان بين أن تأتي في العيد شعائر الله التي يحب أن تُؤتى من دون تكلف من ملبس ومشرب وبين أن تظهر مُستعرضًا بما يقع في نفوس الفقراء وقليلي الحيلة.
- العيد مناسبة سعيدة أقرها الله كهدية للصائمين ومكافأة لهم على صبرهم، وليس لدخول أزمات مالية لا مبرر لها بسبب المبالغة في اقتناء مستلزماته، العيد يأتي للترويح عن النفوس، لا للدخول في أزمات مالية تُفسد فرحته والمعنى الذي شُرع من أجله.
النقطة الأخيرة..
قبل يوم العيد، تزدحم هواتفنا برسائل معايدة لأشخاص لا يوجدون إلا في قائمة الأسماء المحفوظة بالهواتف، أشخاص غيَّبتهم السنين والظروف يرسلون من باب العادة، لكنهم لا ينتظرون بالطبع ردًا، فهم لا يعرفون لمن وجهوا رسائلهم، وهل لا يزال المُرسَل إليه حيًا أم طواه الموت؟
عُمر العبري كاتب عُماني
0 تعليق