في برنامجه «ليلة خميس»، لم يكن يطرح الأسئلة من أجل إجابات لامعة، بل كان ينسج سياقاً يجعل الضيف يُفكر، ويتأمل، وأحياناً يُعيد اكتشاف نفسه. كان يُدير الحوار دون أن يفرضه، ويصنع اللحظة دون أن يقتحمها. هو من مدرسة الإعلام التي تؤمن بأن الحضور لا يُقاس بعدد الجمل، بل بوزنها.
شغفه بالإذاعة لم يكن انتماءً عابراً، بل هوية. ولذلك حين شارك في تأسيس «صوت الخليج» عام 2002، كان يمضي لا ليُجرّب، بل ليؤسّس فضاءً يستحق البقاء. ثم حين عاد إلى «MBC FM»، لم يكن رجوعه ارتداداً إلى الماضي، بل كان استمراراً لمسار طويل لم ينقطع.
لاحقاً، عبر التلفزيون في «الصفقة» و«تالي الليل»، احتفظ بذات الحضور: مذيع لا يعلو صوته، لكن كلماته تصل. لا يُغريه الطرح الصادم، بل يبحث عن العمق المطمئن، ويمنح الشاشة ملمس الإذاعة: ناعماً، صادقاً، ومترفاً بالتأني.
وخارج المايكرفون، هو شاعر حين يريد، وكاتب حين يلزم، لكنه قبل كل شيء حارس للذائقة. لا يساوم عليها، ولا يتنازل عنها. بموهبته، وبحسّه الداخلي المرهف، استطاع أن يترك أثراً هادئاً لكنه باقٍ، يشبه تلك الأصوات التي تسمعها مرة.. فلا تنساها. لأنه حين يتحدث، لا يُحدّثك عن نفسه، بل يُحاكي فيك شيئاً تعرفه ولا تستطيع قوله.
أخبار ذات صلة
0 تعليق