
السبيل
أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الثلاثاء، وقوف بلاده إلى جانب خيارات الشعب السوري، ورفضه التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية.
جاء ذلك في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري أحمد الشرع، هو الأول بين الجانبين منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، وفق بيان صدر عن مكتب السوداني تلقت الأناضول نسخة منه.
وأكد السوداني “رفض العراق توغل الكيان الصهيوني داخل الأراضي السورية، ودعم العراق لوحدة وسلامة أراضي سوريا وسيادتها، ورفض التدخلات الخارجية”.
وبوتيرة شبه يومية تشن إسرائيل منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى إلى مقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري، رغم أن الإدارة الجديدة للبلاد لم تهدد تل أبيب بأي شكل.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث احتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
كما أكد رئيس وزراء العراق خلال الاتصال على موقف بلاده “الثابت بالوقوف إلى جانب خيارات الشعب السوري الشقيق”.
وشدد على أهمية “أن تضم العملية السياسية كل أطيافه ومكوناته، وأن تصب في مسار التعايش السلمي والأمن المجتمعي، من أجل مستقبل آمن و مستقر لسوريا وكلّ المنطقة”.
وفي السياق، هنأ السوداني الشرع بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة التي أُعلن عنها السبت الماضي لتحل محل حكومة تصريف الأعمال.
وتضم الحكومة الجديدة 23 وزيرا، بينهم سيدة، و5 وزراء من الحكومة الانتقالية التي تشكلت في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2024 لتسيير أمور البلاد عقب الإطاحة بنظام الأسد.
من جانب آخر، ناقش الطرفان أهمية “التعاون المتبادل في مواجهة خطر تنظيم داعش، بالإضافة إلى التعاون في المجالات الاقتصادية، بحكم العوامل والفرص المشتركة”، وفق البيان ذاته.
من جهته، أكد الشرع للسوداني احترام سوريا لسيادة العراق، وحرصها على عدم التدخل في شؤونه الداخلية، وضرورة التعاون في مواجهة التحديات المشتركة، حسب بيان للرئاسة السورية نشرته وكالة الأنباء الرسمية “سانا”.
وأضاف البيان أن “الجانبان شددا على أهمية فتحة صحفة جديدة في العلاقات الثنائية، تقوم على التعاون المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية ومنع التوتر في المنطقة”.
ونوّه الطرفان بعمق الروابط الشعبية والاقتصادية التي تجمع بين سوريا والعراق.
كما تناول الاتصال “ملف أمن الحدود والتعاون في مكافحة تهريب المخدرات من ناحية، وضرورة تعزيز التنسيق الأمني لمنع أي تهديدات قد تؤثر على استقرار البلدين من ناحية أخرى”.
ومنتصف مارس/ آذار المنصرم أجرى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني زيارة رسمية إلى العراق، التقى خلالها نظيره فؤاد حسين، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ومسؤولين آخرين.
ويعتبر العراق من الدول العربية القليلة التي حافظت على علاقة مع نظام الأسد بعد قمعه للاحتجاجات الشعبية التي بدأت عام 2011.
ومع سقوط نظام الأسد، قال السوداني: “ننسق مع سوريا بشأن تأمين الحدود وعودة اللاجئين ومستعدون لتقديم الدعم، ولا نريد لسوريا أن تكون محطة للصراعات الأجنبية”.
فيما أكد وزير الخارجية العراقي في 14 فبراير/ شباط الماضي أن “العراق ليس لديه تحفظات أو شروط للتعامل مع القيادة السورية الجديدة، بل مجموعة من الآراء المتعلقة برؤيتنا حول مستقبل سوريا ولكن بالنتيجة القرار والإرادة للشعب السوري نفسه”.
وفي 8 ديسمبر 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
0 تعليق