قطو السكيك يطرد قطو البيت!

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
منى علي المطوع

مواقع التواصل الاجتماعي كثرت خلال الآونة الأخيرة بحسابات إنقاذ ونجدة القطط المرمية في الشوارع التي تم التخلي عنها من أصحابها حيث الأعداد المتزايدة من هذه الحالات فاقت القدرة الاستيعابية عند المتطوعين بنجدة القطط وإنقاذها، وفي حالات كثيرة فقد هؤلاء المتطوعون القدرة على تسديد فواتير العلاج المكلفة لهم في المستشفيات بعد إنقاذهم فهذه الحسابات تحرص على استعراض حالات صعبة جداً لمعاناة قطط مرضى، أو تعاني من سوء التغذية والأمراض وبعض المقاطع المصورة تنقل لك كيف تم إنقاذ قط وجد وهو يصارع اللحظات الأخيرة من حياته؛ بسبب تعرضه لاصطدام من سيارة أو تعرضه لأمراض عديدة جاءت بسبب حياته في الشارع، وتوجه رسائل توعوية بأهمية عدم رمي قطط المنازل في الشوارع إنما عرضها للتبني أو أخذها إلى الجهات المختصة.

للأسف الشديد أحد مشايخ الدين من فئة المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يعتبر من أبرز المؤثرين حالياً على مستوى الوطن العربي قد خرج بتصريح يشدد فيه بأهمية التخلص من القطط ورميها خارج المنزل؛ لأنها تسخر للأرواح الشريرة، ويسكنها الجن ويستغلها السحرة والمشعوذون في إيذاء أهل البيت، وأنها تجلب القاذورات والنجاسات للمنزل على حسب ادعائه؛ مما دفع الكثير من أولياء الأمور والأهالي إلى رمي قططهم أو قطط أطفالهم استناداً على هذا الرأي منه الذي يحمل جهلاً كبيراً فيما يخص عالم القطط فهناك فروقات جينية بين القطط وهناك قطط تصلح لحياة الشوارع وقادرة على التأقلم والعيش فيها فيما قطط المنازل غالباً تكون قططاً مدللة لها طبيعتها وفطرتها المختلفة عن قط الشارع، ولا تعرف التصرف أصلاً ولا تدبير أمورها، وتحتاج دائماً إلى حماية ومتابعة ورعاية وعناية، بل وتنظيف مستمر لها وتعقيم وتطهير آذانها وأظافرها وفرو شعرها ومنحها لقاحات وأدوية وفيتامينات في عيادات القطط الخاصة حتى لا تصيب بالأمراض والفيروسات، وإن تركت دون هذه المراجعات المستمرة ستمرض ومع الوقت تتفاقم لديها المشاكل الصحية إلى حين تموت، ولعل المثل الشعبي القديم الذي يقول « قطو السكيك يطرد قطو البيوت» يؤكد ما نقوله؛ حيث إن قط المنازل مختلف من الناحية الجينية والفطرية عن قط الشوارع.

أرسلت امرأة إلى عائشة رضي الله عنها هريسة وانصرفت حيث وجدتها تصلي فأشارت إليها أن تضعها فجاءت قطة فأكلت منها وعادت السيدة عائشة بعد إنهاء صلاتها وأكلت من حيث أكلت القطة، وقالت إن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام قال « إنها ليست بنجس إنما هي من الطوافين عليكم « وقد رأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام يتوضأ بفضلها أي أن الرسول توضأ من الماء الذي تبقى بعد ما شربت منه القطة في الإناء؛ مما يؤكد طهارة القطة وطهارة مكان ما تأكل وتشرب، ومن هذا أخذ الفقهاء الحكم بجواز تربية القطط وتوفير احتياجاتها وعدم إيذائها، وفي بعض الثقافات الإسلامية يعتقد بعض المسلمين أن القطط تجلب الملائكة والخير إلى المنزل، وتبعد الطاقات السلبية وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول « يا أَنَسُ إِنَّ الهِرَّ من مَتَاعِ البيتِ لَنْ يَقْذَرَ شيئًا ولَنْ يُنَجِّسَهُ».

وعن أبي هريرة أن النبي قال «دخَلتِ امرأةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ ربَطَتْها فلا هي أطعَمَتْها ولا هي أرسَلَتْها تأكُلُ مِن خَشاشِ الأرضِ حتَّى ماتت» لذا فكل من يرمي قططه في الشارع بعد أن قام بتربيتهم سنين طويلة، ويعي أن قطط المنازل تحتاج للعناية المستمرة، ودون أن يراعي أن هذا القط في الغالب سيموت بسبب ما سيتعرض له من أذى فهو لا يقل إثماً عن المرأة التي عذبت القطة حتى ماتت؛ لأن النتيجة في النهاية واحدة كلاهما أذى وكلاهما قتل للقطة، لكن بطريقة مختلفة كما نتمنى من الجهات المختصة في مملكة البحرين أن تبادر بإيجاد مراكز متخصصة لاستقبال حالات القطط المرمية في الشوارع وإنقاذها فمنظر رؤية قط شارع مريض ومليء بالأوساخ والدماء منظر إلى جانب كونه مؤلماً أيضاً هو غير حضاري.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق