طيف التوحد.. دليل شامل لفهم الاضطراب وتحدياته

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

طيف التوحد هو اضطراب في النمو العصبي يؤثر على كيفية معالجة الدماغ للمعلومات ويؤثر بشكل خاص على السلوكيات والتفاعلات الاجتماعية، وغالبًا ما يثار سؤال حول ما إذا كان طيف التوحد يعد خللًا عصبيًا أو عقليًا، نظرًا للعديد من الفروقات التي قد يواجهها الأفراد الذين يعانون منه في التواصل والفهم، وفي هذا المقال سنتعرف على الفرق بين الخلل العصبي والخلل العقلي، ونوضح بشكل دقيق التصنيف المناسب لطيف التوحد.

الفرق بين الخلل العصبي والخلل العقلي

لفهم طبيعة طيف التوحد بشكل أفضل، من الضروري أولاً التمييز بين الخلل العصبي والخلل العقلي، والخلل العصبي يشير إلى الاضطرابات التي تحدث في الجهاز العصبي، أي الدماغ والأعصاب، وهذه الاضطرابات تؤثر على كيفية معالجة الدماغ للمعلومات وتنظيم الوظائف المختلفة في الجسم، وفي المقابل الخلل العقلي يرتبط بالاضطرابات التي تؤثر على التفكير أو الإدراك العقلي مثل اضطرابات التفكير أو الذاكرة.

طيف التوحد.. خلل عصبي أم عقلي؟

يعتبر طيف التوحد اضطرابًا عصبيًا نمائيًا مما يعني أن الدماغ يطور ويعالج المعلومات بشكل غير عادي، ويؤثر ذلك على السلوكيات الاجتماعية مثل التواصل والتفاعل مع الآخرين، وفي حالة طيف التوحد لا يوجد خلل في الذكاء أو القدرة العقلية بشكل عام، بل يكمن الخلل في كيفية تفسير الدماغ للمعلومات التي تصل إليه، ولذلك يمكن القول إن طيف التوحد يعد خللًا عصبيًا بدلاً من كونه خللاً عقليًا.

الأفراد المصابون بالتوحد قد يظهرون مجموعة واسعة من المهارات العقلية، من القدرات الاستثنائية إلى حالات الذكاء العادي أو المنخفض، ولكن ما يميزهم هو التحديات التي يواجهونها في التفاعل الاجتماعي وفهم العالم من حولهم، وهذا يختلف عن الاضطرابات العقلية مثل الفصام أو الاكتئاب إذ تؤثر هذه الحالات على التفكير والعقل بشكل أكبر.

تأثير طيف التوحد على الدماغ

تشير الأبحاث إلى أن طيف التوحد يرتبط بتغيرات في بنية الدماغ مثل نمو غير متوازن لبعض مناطق الدماغ التي تساهم في معالجة المعلومات الحسية والاجتماعية، ومن بين هذه التغيرات قد تكون هناك فرط في نشاط بعض المناطق الدماغية أو تقليل في نشاط مناطق أخرى التي تساهم في قدرة الشخص على التواصل وفهم الإشارات الاجتماعية.

هذه التغيرات العصبية لا تشير إلى مشكلة في القدرات العقلية مثل التفكير أو الإدراك، بل هي ترتبط بالطريقة التي يعالج بها الدماغ المعلومات ويتفاعل مع البيئة، وبمعنى آخر يواجه الشخص المصاب بالتوحد تحديات تتعلق بكيفية فهم البيانات الاجتماعية وكيفية استجابته لها، ولكن ليس بسبب خلل في القدرة العقلية على التفكير أو الفهم.

علاج طيف التوحد وإدارته

لا يوجد علاج شافٍ لطيف التوحد ولكن يمكن تقليل الأعراض وتحسين جودة حياة الأفراد الذين يعانون منه من خلال العلاج المبكر والتدخلات المناسبة، وتشمل العلاجات الشائعة العلاجات السلوكية والتعليمية التي تساعد في تحسين مهارات التواصل الاجتماعي وفهم المواقف الاجتماعية، والعلاج يكون موجهًا بشكل رئيسي نحو تحسين جودة الحياة من خلال تمكين الفرد من التفاعل بشكل أفضل مع محيطه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق