loading ad...
عمان - أصبحت عملية إشراك الطلبة في التخطيط لتعلمهم، بابا لولوج أنماط جديدة في التعليم المعاصر، لما تحققه من تعليم فعال وحيوي ومنتج، تسهم بانفتاح الطلبة على مصادر المعرفة في ظل التحولات الكبرى للتعليم المعاصر.اضافة اعلان
وفيما تعد مشاركة الطلبة في هذه المهمة من الأساليب التعليمية التي تحسن جودة التعليم، أكد خبراء في التربية أنها ضرورية لخلق بيئة تعليمية نابضة بالحياة، تتيح للطلبة وأطراف العملية التعليمية، التشارك في المعارف والمهارات والاتجاهات لإثراء التعلم، وإيجاد مواقف تعلم حياتية جديدة، تجود التعلم وتحفزهم على فهم أعمق للمواد الدراسية وتحقيق التعلم الفعال.
وبينوا في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، أن هذا النوع من التخطيط، من أساليب التعليم الناجعة، للنهوض بالعملية التعليمية، وجعل مشاركتة الطلبة فيها عنصرا نشطا، بدل اقتصار أمر تعلمهم على كونهم متلقي معلومات فقط، لافتين إلى أنه يبدأ بتحديد الهدف التعليمي، واختيار المحتوى الذي يلبي احتياجات الطلبة التعليمية.
وأوضحوا أنه أيضا يؤدي لتحسين أدائهم الأكاديمي والمعرفي، ويصبحون أكثر قدرة على استيعاب المعلومات وتحليلها وتوظيفها، وينعكس على جودة التعليم، بزيادة فاعلية التدريس وارتباطه باحتياجاتهم.
ركيزة في تحقيق النجاح
الخبير التربوي د. محمد أبو غزلة، قال إن التخطيط ركيزة أساسية في تحقيق النجاح بالحياة، ومنها التعليم، فهو يوفر إطارا يساعد الأفراد والمؤسسات على تحديد أهدافهم وأولوياتهم، ويقود لاستشراف التحديات المستقبلية ووضع إستراتيجيات لفتح أفاق النجاح على إنجاز الأهداف بكفاءة وفعالية.
وأضاف أبو غزلة، أن الطلبة محور العملية التعليمية، و العنصر الأساس الذي تسخر له عناصر منظومة التعلم، لتمكينهم من المعارف والمهارات والاتجاهات الإيجابية، وإعدادهم للمستقبل، ما سيسهم بإنجاز أهداف منظومة التعليم وتجويد عناصرها.
وبين أنه لا بد للطلبة من أن يشاركوا بتخطيط تعلمهم لضمان تلبية احتياجاتهم، وخصائصهم النمائية والفرق الفردية بينهم، مشيرا إلى أنه عامل من عوامل تحسن فعالية التعليم، والوصول لنتائج أداء أفضل لدى الطلبة في نطاق بيئة تعلمية آمنة مستقرة، تستثمر جهودهم، وتعزز من تجربتهم التعلمية وترتقي بكفاءة وجودة عناصرها.
عملية علمية تعاونية
واعتبر بأن التخطيط عملية تعاونية بين الأطراف المعنية بالتعلم، تنهض أساسا على مبادئ علمية ومنهجيات منظمة من جمع وتحليل للبيانات، وتحديد للأهداف، واختيار للإستراتيجيات الأنسب للمواقف التعليمية والطلبة، بغية ضمان تحقيق الأهداف بأكبر قدر من الكفاءة والفاعلية.
وأوضح أنه من الأساليب الحيوية لتعزيز دافعيتهم وتحفيزهم بتحقيق أهدافهم الدراسية وتحمل المسؤولية، ويتيح للمعلمين والطلبة رؤى واضحة بشأن المسار الذي يجب اتباعهم له لتحقيق نجاحهم الأكاديمي والاجتماعي والشخصي، وتطوير قدراتهم، مؤكدا أنه يبدأ من تحديد أهدافهم التعلمية واختيار المحتوى الموائم لاحتياجاتهم التعليمية، ويتيح للمعلمين الفرصة لدفع الطلبة إلى المشاركة بتصميم الخطط التي تتناسب مع أنماط تعلمهم واستعداداتهم.
كما يتيح لهم المشاركة بتصميم وتطبيق إستراتيجيات وأساليب التدريس التفاعلية المناسبة، ودمج تقنيات التدريس كالأنشطة لجعل التعلم أكثر ديناميكية ومتعة واستقلالية، عبر اللجوء للتعليم الذاتي، وتعلم الأقران الذي يعزز شعورهم بالمسؤولية والتزامهم بالمادة الدراسية، ويمتن التواصل بينهم وبين المعلمين ومجتمع الطلبة نفسه، ومشاركتهم بالمعلومات والمعارف التي اكتسبوها، وهذا من أهم أهداف تجويد منظومة التعليم الذي تسعى إليه النظم التعليمية.
اختيار البيئة التعليمية
وتابع أبو غزلة، إنه يمكن الطلبة من المشاركة باختيار البيئة التعليمية الملائمة لخصائصهم واهتماماتهم، لضمان إثارة دافعيتهم للتعلم، وإتاحة المجال لهم للمشاركة بتقييم تقدمهم وتحديد ما يواجهونه من تحديات، وتقييم أدائهم للكشف عن مكامن القوة ونقاط التحسين، وهذا يعزز ثقة الطلبة بأنفسهم وسلوكهم الإيجابي.
كما ويدعم ثقافة التعلم والتطوير المستمرين للمعلمين والطلبة، وبذلك تكون مشاركة الطلبة مع المعنيين بتطوير السياسات والمناهح وطرق التدرس والتقويم، بخاصة مع المعلمين بتخطيط تعلمهم وتنفيذه، عمل فعال يجعل من الطلبة شركاء نشطين بتخطيط تعلمهم، بحسب أبو غزلة.
وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم وانطلاقا من دورها بتحسين جودة التعليم، يمكنها على إشراك الطلبة بتخطيط تعلمهم وتنفيذه، عبر تبني سياسات تعليمية تركز على تمكين الطلبة من المشاركة بتصميم العملية التعليمية، ما سيسهم بتحسين جودة التعليم.
كما يمكن التعاون مع مديريات التربية والتعليم بتنفيذ برامج تدريبية دورية تجمع الطلبة والمعلمين، لصياغة خطط تعلم مرنة، تأخذ باعتبارها احتياجات الطلبة، وهذا يرتقي بالتواصل بين الطلبة والقائمين على التعليم، ويسهم بإيجاد بيئة تعليمية خالية من العنف المدرسي والتنمر والمشاكل السلوكية، وتشجعهم على تحمل المسؤولية وتعزيز دافعيتهم وتحسين نتائجهم الأكاديمية والاجتماعية والشخصية، بخاصة وأن هذه المشاركة ستسهم بتجويد تعلمهم، والارتقاء بالتعليم، وفق أبو غزلة.
الطلبة يخططون تعلمهم
ولفت إلى أنه يمكن للمدرسة وضع خطط بالتعاون مع المعلمين لمشاركة الطلبة بتخطيط تعلمهم، عبر إيجاد بيئة تعليمية تشجع على المشاركة والتفاعل المستمر بين المعلمين والطلبة، بعقد اجتماعات دورية مع الطلبة ومناقشة أهداف تعلمهم ومناهجهم الدراسية، والاستماع لوجهات نظرهم واهتماماتهم واحتياجاتهم التعليمية، ما يزيد من تحفيزهم واهتمامهم بالمادة الدراسة.
كما من المهم للمدرسة، بحسب أبو غزلة تدريب الطلبة على مهارات التخطيط والتنظيم، وتوجيههم لكيفية تحديد أهداف تعلم واضحة وقابلة للتحقيق، وتشجيعهم على تقويم تقدمهم الأكاديمي والاجتماعي دوريا، ما سيسهم بتحسين جودة النظام التعليمي.
وأكد أبو غزلة، أن مشاركة الطلبة أمر ضروري وحيوي لخلق بيئة تعليمية نابضة بالحياة، يتشارك فيها الطلبة وأطراف العملية التعليمية بالمعارف والمهارات والاتجاهات، لإثراء التعلم وإيجاد مواقف تعلم حياتية جديدة، تجود تعلمهم وتحفزهم على فهم أعمق للمواد الدراسية وتحقق التعلم الفعال.
ونوه إلى أن نجاح شراكة الطلبة مع المعلمين بتخطيط تعلمهم، لا يمكن أن تتم، إلا بتعاون من القائمين على النظام التعليمي وجميع أفراد المجتمع التعليمي، وهذا يتطلب تغييرا في أدوار المعلمين والطلبة التقليدية، إلى أدوار قيادية، بحيث يجلس فيها الطلبة في مقعد القيادة إلى جانب المعلمين باتخاذهم قرارات تتعلق بتعلمهم ومستقبلهم، ما سينهض بالنظام التعليمي.
أساليب التعلم المناسبة
بدورها، قالت الخبيرة التربوية حنان العمري، إن مشاركة الطلبة في التخطيط لتعلمهم، نهج يشرك الطلبة بتحديد أهدافهم، واختيار أساليب التعلم المناسبة لهم، ما يطور مهاراتهم الأكاديمية وقدراتهم على التفكير النقدي وحل المشكلات، فبمشاركاتهم في هذه العملية يصبح لديهم شعور أكبر بالمسؤولية والاستقلالية، ويتعزز تحفيزهم التعلمي.
وأوضحت العمري، أن إشراكهم بهذه المهمة تبدأ منذ المراحل الدراسية الأولى، ففي مرحلة التعليم الابتدائي يمكن للمعلمين تشجيع الطلبة على المشاركة بتحديد موضوعات تعلمهم عبر أنشطة إبداعية وجلسات نقاش، ومنحهم فرصا لاختيار مشاريع تثير اهتمامهم ما ينهض بشعورهم بالاستقلالية والإيجابية تجاه التعليم، أما في مرحلة التعليم الثانوي، فإن إشراك الطلبة بتحديد أهدافهم التعليمية، يصبح أكثر أهمية في هذه المرحلة، ويمكنهم بأن يكونوا أكثر استعدادا لتحمل المسؤولية عن تعلمهم، إذ يمكن لهم أن يشاركوا بتحديد المناهج الدراسية التي تتماشى مع اهتماماتهم المهنية أو الأكاديمية، فعلى سبيل المثال يمكن اختيار المسارات الدراسية بناء على التخصصات التي يرغبون بمتابعتها مستقبلا، ما يسمح لهم بتوجيه تعلمهم بما يتناسب مع أهدافهم الشخصية.
النهوض بالأداء الأكاديمي
وبينت أن إشراك الطلبة في هذه المهمة له تأثير كبير على مخرجات التعليم، وينهض بالأداء الأكاديمي ويعزز الكفاءات الشخصية، واتخاذ القرارات المستنيرة. مشيرة إلى أن أهمية مشاركة الطلبة بتخطيط تعلمهم تكمن في عدة جوانب، تتمثل بأن هذا النهج يعزز من جاذبية العملية التعليمية ودافعية الطلبة للتعلم، فيصبحون أكثر اهتماما وارتباطا بما يدرسونه، لأنهم يشاركون في اختياره، ويزيد من فهمهم لمحتوى المواد الدراسية ما يمكنهم من الاحتفاظ بالمعلومات لفترات أطول، وهذا الشعور يحفزهم على استكشاف مزيد من المواضيع والموارد التعليمية.
كنما يمنحهم القدرة على إدارة الوقت واتخاذ القرارات، وتنظيم أولوياتهم الأكاديمية واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن كيفية توزيع جهودهم بين المواد الدراسية والمشاريع، فهذا النوع من التعليم لا يقتصر على نقل المعرفة فقط، بل ويشمل تطوير مهارات حياتية أساسية تساعدهم مستقبلا.
وأكدت ان عملية مشاركة الطلبة بالتخطيط، خطوة مهمة نحو تحقيق التعليم المخصص، الذي يلبي احتياجات كل طالب على حدة، عبر لهم باختيار أساليب تعلمهم. منوهة بأهميته كنهج تعليمي يساعد بتحسين مخرجات التعليم، ويمكنهم من أن يصبحوا أكثر استقلالية وقوة في تعلمهم بمواجهة تحديات المستقبل.
إشراك الطلبة بتحديد احتياجاتهم
من جانبه، أكد الخبير في التربية عايش النوايسة، أهمية مشاركة الطلبة في التخطيط للتعليم، فهم محور في عمليات التعلم والتعليم. مشيرا إلى أن النظم التعليمية المتقدمة، تشجع على إشراك الطلبة بتحديد احتياجاتهم واهتماماتهم، ما يعزز جودة التعليم ويزيد من اندماجهم وتحفيزهم، وجعل الطلبة يشعرون بمسؤولية أكبر تجاه تعلمهم عند مشاركتهم بتحديد أهداف التعلم واختيار الأنشطة التعليمية، وتعزز من تطوير مهارات التعلم الذاتي، لافتا إلى أن هذا الأمر مهما في ظل الانفجار المعرفي الحالي.
كما أشار إلى أن هذه المهمة تحسن الأداء الأكاديمي والمعرفي للطلبة، فيصبحون أكثر قدرة على استيعاب المعلومات وتحليلها وتوظيفها، ما ينعكس إيجابيا على جودة التعليم عبر زيادة فاعلية التدريس وارتباطه باحتياجات الطلبة، معتبرا بأن هذا النهج يسهم بتعزيز الإبداع والابتكار بمنح الطلبة حرية استكشاف طرق تعلم جديدة، وهذا يؤدي لخلق بيئة تعليمية إيجابية قائمة على التفاعل والمشاركة النشطة.
وفيما تعد مشاركة الطلبة في هذه المهمة من الأساليب التعليمية التي تحسن جودة التعليم، أكد خبراء في التربية أنها ضرورية لخلق بيئة تعليمية نابضة بالحياة، تتيح للطلبة وأطراف العملية التعليمية، التشارك في المعارف والمهارات والاتجاهات لإثراء التعلم، وإيجاد مواقف تعلم حياتية جديدة، تجود التعلم وتحفزهم على فهم أعمق للمواد الدراسية وتحقيق التعلم الفعال.
وبينوا في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، أن هذا النوع من التخطيط، من أساليب التعليم الناجعة، للنهوض بالعملية التعليمية، وجعل مشاركتة الطلبة فيها عنصرا نشطا، بدل اقتصار أمر تعلمهم على كونهم متلقي معلومات فقط، لافتين إلى أنه يبدأ بتحديد الهدف التعليمي، واختيار المحتوى الذي يلبي احتياجات الطلبة التعليمية.
وأوضحوا أنه أيضا يؤدي لتحسين أدائهم الأكاديمي والمعرفي، ويصبحون أكثر قدرة على استيعاب المعلومات وتحليلها وتوظيفها، وينعكس على جودة التعليم، بزيادة فاعلية التدريس وارتباطه باحتياجاتهم.
ركيزة في تحقيق النجاح
الخبير التربوي د. محمد أبو غزلة، قال إن التخطيط ركيزة أساسية في تحقيق النجاح بالحياة، ومنها التعليم، فهو يوفر إطارا يساعد الأفراد والمؤسسات على تحديد أهدافهم وأولوياتهم، ويقود لاستشراف التحديات المستقبلية ووضع إستراتيجيات لفتح أفاق النجاح على إنجاز الأهداف بكفاءة وفعالية.
وأضاف أبو غزلة، أن الطلبة محور العملية التعليمية، و العنصر الأساس الذي تسخر له عناصر منظومة التعلم، لتمكينهم من المعارف والمهارات والاتجاهات الإيجابية، وإعدادهم للمستقبل، ما سيسهم بإنجاز أهداف منظومة التعليم وتجويد عناصرها.
وبين أنه لا بد للطلبة من أن يشاركوا بتخطيط تعلمهم لضمان تلبية احتياجاتهم، وخصائصهم النمائية والفرق الفردية بينهم، مشيرا إلى أنه عامل من عوامل تحسن فعالية التعليم، والوصول لنتائج أداء أفضل لدى الطلبة في نطاق بيئة تعلمية آمنة مستقرة، تستثمر جهودهم، وتعزز من تجربتهم التعلمية وترتقي بكفاءة وجودة عناصرها.
عملية علمية تعاونية
واعتبر بأن التخطيط عملية تعاونية بين الأطراف المعنية بالتعلم، تنهض أساسا على مبادئ علمية ومنهجيات منظمة من جمع وتحليل للبيانات، وتحديد للأهداف، واختيار للإستراتيجيات الأنسب للمواقف التعليمية والطلبة، بغية ضمان تحقيق الأهداف بأكبر قدر من الكفاءة والفاعلية.
وأوضح أنه من الأساليب الحيوية لتعزيز دافعيتهم وتحفيزهم بتحقيق أهدافهم الدراسية وتحمل المسؤولية، ويتيح للمعلمين والطلبة رؤى واضحة بشأن المسار الذي يجب اتباعهم له لتحقيق نجاحهم الأكاديمي والاجتماعي والشخصي، وتطوير قدراتهم، مؤكدا أنه يبدأ من تحديد أهدافهم التعلمية واختيار المحتوى الموائم لاحتياجاتهم التعليمية، ويتيح للمعلمين الفرصة لدفع الطلبة إلى المشاركة بتصميم الخطط التي تتناسب مع أنماط تعلمهم واستعداداتهم.
كما يتيح لهم المشاركة بتصميم وتطبيق إستراتيجيات وأساليب التدريس التفاعلية المناسبة، ودمج تقنيات التدريس كالأنشطة لجعل التعلم أكثر ديناميكية ومتعة واستقلالية، عبر اللجوء للتعليم الذاتي، وتعلم الأقران الذي يعزز شعورهم بالمسؤولية والتزامهم بالمادة الدراسية، ويمتن التواصل بينهم وبين المعلمين ومجتمع الطلبة نفسه، ومشاركتهم بالمعلومات والمعارف التي اكتسبوها، وهذا من أهم أهداف تجويد منظومة التعليم الذي تسعى إليه النظم التعليمية.
اختيار البيئة التعليمية
وتابع أبو غزلة، إنه يمكن الطلبة من المشاركة باختيار البيئة التعليمية الملائمة لخصائصهم واهتماماتهم، لضمان إثارة دافعيتهم للتعلم، وإتاحة المجال لهم للمشاركة بتقييم تقدمهم وتحديد ما يواجهونه من تحديات، وتقييم أدائهم للكشف عن مكامن القوة ونقاط التحسين، وهذا يعزز ثقة الطلبة بأنفسهم وسلوكهم الإيجابي.
كما ويدعم ثقافة التعلم والتطوير المستمرين للمعلمين والطلبة، وبذلك تكون مشاركة الطلبة مع المعنيين بتطوير السياسات والمناهح وطرق التدرس والتقويم، بخاصة مع المعلمين بتخطيط تعلمهم وتنفيذه، عمل فعال يجعل من الطلبة شركاء نشطين بتخطيط تعلمهم، بحسب أبو غزلة.
وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم وانطلاقا من دورها بتحسين جودة التعليم، يمكنها على إشراك الطلبة بتخطيط تعلمهم وتنفيذه، عبر تبني سياسات تعليمية تركز على تمكين الطلبة من المشاركة بتصميم العملية التعليمية، ما سيسهم بتحسين جودة التعليم.
كما يمكن التعاون مع مديريات التربية والتعليم بتنفيذ برامج تدريبية دورية تجمع الطلبة والمعلمين، لصياغة خطط تعلم مرنة، تأخذ باعتبارها احتياجات الطلبة، وهذا يرتقي بالتواصل بين الطلبة والقائمين على التعليم، ويسهم بإيجاد بيئة تعليمية خالية من العنف المدرسي والتنمر والمشاكل السلوكية، وتشجعهم على تحمل المسؤولية وتعزيز دافعيتهم وتحسين نتائجهم الأكاديمية والاجتماعية والشخصية، بخاصة وأن هذه المشاركة ستسهم بتجويد تعلمهم، والارتقاء بالتعليم، وفق أبو غزلة.
الطلبة يخططون تعلمهم
ولفت إلى أنه يمكن للمدرسة وضع خطط بالتعاون مع المعلمين لمشاركة الطلبة بتخطيط تعلمهم، عبر إيجاد بيئة تعليمية تشجع على المشاركة والتفاعل المستمر بين المعلمين والطلبة، بعقد اجتماعات دورية مع الطلبة ومناقشة أهداف تعلمهم ومناهجهم الدراسية، والاستماع لوجهات نظرهم واهتماماتهم واحتياجاتهم التعليمية، ما يزيد من تحفيزهم واهتمامهم بالمادة الدراسة.
كما من المهم للمدرسة، بحسب أبو غزلة تدريب الطلبة على مهارات التخطيط والتنظيم، وتوجيههم لكيفية تحديد أهداف تعلم واضحة وقابلة للتحقيق، وتشجيعهم على تقويم تقدمهم الأكاديمي والاجتماعي دوريا، ما سيسهم بتحسين جودة النظام التعليمي.
وأكد أبو غزلة، أن مشاركة الطلبة أمر ضروري وحيوي لخلق بيئة تعليمية نابضة بالحياة، يتشارك فيها الطلبة وأطراف العملية التعليمية بالمعارف والمهارات والاتجاهات، لإثراء التعلم وإيجاد مواقف تعلم حياتية جديدة، تجود تعلمهم وتحفزهم على فهم أعمق للمواد الدراسية وتحقق التعلم الفعال.
ونوه إلى أن نجاح شراكة الطلبة مع المعلمين بتخطيط تعلمهم، لا يمكن أن تتم، إلا بتعاون من القائمين على النظام التعليمي وجميع أفراد المجتمع التعليمي، وهذا يتطلب تغييرا في أدوار المعلمين والطلبة التقليدية، إلى أدوار قيادية، بحيث يجلس فيها الطلبة في مقعد القيادة إلى جانب المعلمين باتخاذهم قرارات تتعلق بتعلمهم ومستقبلهم، ما سينهض بالنظام التعليمي.
أساليب التعلم المناسبة
بدورها، قالت الخبيرة التربوية حنان العمري، إن مشاركة الطلبة في التخطيط لتعلمهم، نهج يشرك الطلبة بتحديد أهدافهم، واختيار أساليب التعلم المناسبة لهم، ما يطور مهاراتهم الأكاديمية وقدراتهم على التفكير النقدي وحل المشكلات، فبمشاركاتهم في هذه العملية يصبح لديهم شعور أكبر بالمسؤولية والاستقلالية، ويتعزز تحفيزهم التعلمي.
وأوضحت العمري، أن إشراكهم بهذه المهمة تبدأ منذ المراحل الدراسية الأولى، ففي مرحلة التعليم الابتدائي يمكن للمعلمين تشجيع الطلبة على المشاركة بتحديد موضوعات تعلمهم عبر أنشطة إبداعية وجلسات نقاش، ومنحهم فرصا لاختيار مشاريع تثير اهتمامهم ما ينهض بشعورهم بالاستقلالية والإيجابية تجاه التعليم، أما في مرحلة التعليم الثانوي، فإن إشراك الطلبة بتحديد أهدافهم التعليمية، يصبح أكثر أهمية في هذه المرحلة، ويمكنهم بأن يكونوا أكثر استعدادا لتحمل المسؤولية عن تعلمهم، إذ يمكن لهم أن يشاركوا بتحديد المناهج الدراسية التي تتماشى مع اهتماماتهم المهنية أو الأكاديمية، فعلى سبيل المثال يمكن اختيار المسارات الدراسية بناء على التخصصات التي يرغبون بمتابعتها مستقبلا، ما يسمح لهم بتوجيه تعلمهم بما يتناسب مع أهدافهم الشخصية.
النهوض بالأداء الأكاديمي
وبينت أن إشراك الطلبة في هذه المهمة له تأثير كبير على مخرجات التعليم، وينهض بالأداء الأكاديمي ويعزز الكفاءات الشخصية، واتخاذ القرارات المستنيرة. مشيرة إلى أن أهمية مشاركة الطلبة بتخطيط تعلمهم تكمن في عدة جوانب، تتمثل بأن هذا النهج يعزز من جاذبية العملية التعليمية ودافعية الطلبة للتعلم، فيصبحون أكثر اهتماما وارتباطا بما يدرسونه، لأنهم يشاركون في اختياره، ويزيد من فهمهم لمحتوى المواد الدراسية ما يمكنهم من الاحتفاظ بالمعلومات لفترات أطول، وهذا الشعور يحفزهم على استكشاف مزيد من المواضيع والموارد التعليمية.
كنما يمنحهم القدرة على إدارة الوقت واتخاذ القرارات، وتنظيم أولوياتهم الأكاديمية واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن كيفية توزيع جهودهم بين المواد الدراسية والمشاريع، فهذا النوع من التعليم لا يقتصر على نقل المعرفة فقط، بل ويشمل تطوير مهارات حياتية أساسية تساعدهم مستقبلا.
وأكدت ان عملية مشاركة الطلبة بالتخطيط، خطوة مهمة نحو تحقيق التعليم المخصص، الذي يلبي احتياجات كل طالب على حدة، عبر لهم باختيار أساليب تعلمهم. منوهة بأهميته كنهج تعليمي يساعد بتحسين مخرجات التعليم، ويمكنهم من أن يصبحوا أكثر استقلالية وقوة في تعلمهم بمواجهة تحديات المستقبل.
إشراك الطلبة بتحديد احتياجاتهم
من جانبه، أكد الخبير في التربية عايش النوايسة، أهمية مشاركة الطلبة في التخطيط للتعليم، فهم محور في عمليات التعلم والتعليم. مشيرا إلى أن النظم التعليمية المتقدمة، تشجع على إشراك الطلبة بتحديد احتياجاتهم واهتماماتهم، ما يعزز جودة التعليم ويزيد من اندماجهم وتحفيزهم، وجعل الطلبة يشعرون بمسؤولية أكبر تجاه تعلمهم عند مشاركتهم بتحديد أهداف التعلم واختيار الأنشطة التعليمية، وتعزز من تطوير مهارات التعلم الذاتي، لافتا إلى أن هذا الأمر مهما في ظل الانفجار المعرفي الحالي.
كما أشار إلى أن هذه المهمة تحسن الأداء الأكاديمي والمعرفي للطلبة، فيصبحون أكثر قدرة على استيعاب المعلومات وتحليلها وتوظيفها، ما ينعكس إيجابيا على جودة التعليم عبر زيادة فاعلية التدريس وارتباطه باحتياجات الطلبة، معتبرا بأن هذا النهج يسهم بتعزيز الإبداع والابتكار بمنح الطلبة حرية استكشاف طرق تعلم جديدة، وهذا يؤدي لخلق بيئة تعليمية إيجابية قائمة على التفاعل والمشاركة النشطة.
0 تعليق