الملك يشارك بـ" قمة القاهرة".. تأسيس لأمل جديد وسط ركام الحرب

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عمان - يشارك جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم، في قمة ثلاثية تعقد بالقاهرة، وتجمعه بالرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي، والفرنسي إيمانويل ماكرون، فيما تبحث القمة، التي تنعقد بدعوة من الرئيس المصري، التطورات الخطيرة في قطاع غزة.اضافة اعلان
وتعقد القمة في ظل ظروف إقليمية ودولية متوترة، حيث يرى مراقبون أن هذه القمة تُمثل فرصة مهمة للتشاور والتنسيق لبلورة رؤية مشتركة لمواجهة التحديات، وبناء مستقبل أكثر استقرارا وأمنا للمنطقة.
وتبحث القمة الثلاثية سبل وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة واستئناف جهود التهدئة مع التركيز على ضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع.
ووفق المراقبين أنفسهم، فإن القمة تحمل أهدافا مباشرة وعملية، على رأسها التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، ومنع تصعيد جديد، وتأمين ممرات آمنة ومنظمة للمساعدات الإنسانية تحت إشراف عربي دولي، وإطلاق تحرك سياسي جاد يعيد التأكيد على حل الدولتين كخيار إستراتيجي لا بديل منه، فضلا عن وضع إطار دولي متماسك لإعادة إعمار غزة بمشاركة عربية وغربية، دون تهجير للشعب الفلسطيني.
وقالوا في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، إن هذه القمة ليست لقاء بروتوكوليا، بل خطوة إستراتيجية لإعادة بناء السياسة من ركام الحرب، وتأسيس أمل جديد في منطقة أرهقتها الأزمات، لكنها لم تفقد قدرتها على إنتاج المبادرات والمواقف المسؤولة.
المبادرة مرتكز الحوار
وفي هذا الإطار، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد، إن تزامن القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفرنسية في القاهرة مع حراك دبلوماسي أميركي يتمثل بلقاء بين ترامب ونتنياهو، تعقبه زيارة لترامب للمنطقة، قد يؤدي ذلك على ما يبدو، إلى بلورة حالة دبلوماسية تفضي إلى مخرج دبلوماسي للحرب في غزة.
وأضاف أبو زيد إن المبادرة المصرية الأخيرة قد تكون مرتكز الحوار الثلاثي في القاهرة، لاسيما وأن الأردن يدعم التصور المصري بشأن الحل في غزة، كما أن المبادرة المصرية تعد الحل الأفضل لغاية الآن، وقد تكون مقبولة لكل الأطراف، خصوصا وأنها تناولت جزءا من مبادرة المبعوث الأميركي ويتكوف بإطلاق سراح 5 أسرى بينهم أميركي.
وزاد: " كما تتضمن المبادرة جزءا من طرح المقاومة بوقف القتال، وجزءا من الطرح الصهيوني بزيادة عدد الأسرى المفرج عنهم، ما يجعلها أفضل الحلول المطروحة، ويجعل فرص قبولها أكبر من فرص رفضها، خاصة أن ثلاثية  القاهرة اكتسبت زخما عربيا ودوليا."
ولفت إلى أن ثلاثية القاهرة تأتي بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي في 12 من الشهر الحالي، بالتزامن مع لقاء ترامب نتنياهو، ما يعني أن شكلا ما لحل بدأ يتم تأطيره عربيا وأميركيا.
لحظة مفصلية
من جهته، يقول المحلل السياسي الدكتور صدام الحجاحجة، إن توقيت انعقاد القمة الثلاثية، يأتي في لحظة مفصلية من الصراع الفلسطيني الصهيوني، حيث فشلت حتى الآن معظم المبادرات الدولية في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وسط تفاقم الكارثة الإنسانية داخل القطاع، ما يجعل هذا اللقاء السياسي بارقة أمل حقيقية للخروج من المأزق الراهن الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في غزة.
وأضاف الحجاحجة: "منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة، تبنى الأردن موقفا واضحا حازما، يقوم على الرفض الكامل لعمليات التهجير التي تم الترويج لها من قبل الاحتلال والإدارة الأميركية، وحذرت القيادة السياسية من أي محاولات لدفع سكان القطاع للتهجير، باعتبار ذلك خطا أحمر يمس الأمن القومي ويسيء إلى حقوق الشعب الفلسطيني."
وتابع: "وبالتزامن مع ذلك، تعمل المملكة بشكل متواصل، وبأدوات سياسية ودبلوماسية متنوعة، على تحقيق تهدئة عاجلة، ووقف شامل لإطلاق النار، وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات، حيث يضع الأردن كل إمكاناته من أجل إعادة افتتاحها، رغم التحديات الميدانية على أرض الواقع."
وزاد: "يرى الأردن، أن وقف الحرب ليس نهاية الطريق، بل بدايته، حيث لا بد أن تليه عملية إعادة إعمار شاملة لقطاع غزة، بمشاركة دولية دون تهجير للفلسطينيين، وهو ما تحضر له القاهرة من خلال استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار القطاع، ووضع الخطة العربية المتكاملة التي أقرتها القمة العربية الطارئة لإعادة إعماره دون تهجير الفلسطينيين، ومعالجة آثار الحرب، والتأسيس لاستقرار اقتصادي وإنساني طويل الأمد، مع فتح أفق سياسي لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية."
وقال إن التعاون مع شركاء مثل مصر وفرنسا، يمكن أن يشكل رافعة حقيقية لجهد دولي منسق، هدفه ليس فقط وقف الحرب، بل إعادة الاعتبار للعدالة والشرعية والكرامة الإنسانية في فلسطين.
نقلة نوعية
بدوره، يقول السفير السابق أحمد مبيضين، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مدينة العريش، في إطار زيارته إلى مصر، تعد نقلة نوعية في الموقف الفرنسي، إذ سيعاين ماكرون ميدانيا سير عمليات إيصال المساعدات، ويلتقي ممثلين عن منظمات إنسانية، وهو ما يشير إلى تحول باريس من مربع البيانات الدبلوماسية إلى دعم الجهود الفعلية لاحتواء الأزمة.
وأضاف مبيضين: "تلعب فرنسا، وبحكم عضويتها الدائمة في مجلس الأمن، وعلاقاتها مع كافة الأطراف، دورا مهما في التوصل إلى التهدئة، والعمل على تفعيل المسار السياسي الدولي، وخاصة إعادة التأكيد على حل الدولتين كمرجعية لا بديل منها لإنهاء الصراع بشكل عادل ودائم."
وقال إن جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال مشاركته في القمة، سيؤكد أن التهديدات بتهجير سكان غزة تمس استقرار الأردن بشكل مباشر، وإن الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ليست فقط حقا للفلسطينيين، بل ضمانة لاستقرار المنطقة بأكملها.
وتابع: "يرتبط الأردن ارتباطا وثيقا بالضفة الغربية والقدس، من خلال الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ما يجعل له دورا لا يمكن تجاوزه في أي تسوية سياسية مستقبلية."
واستكمل: "تحمل القمة الثلاثية في القاهرة أهدافا مباشرة وعملية، على رأسها التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، ومنع تصعيد جديد، وتأمين ممرات آمنة ومنظمة للمساعدات الإنسانية تحت إشراف عربي ودولي، وإطلاق تحرك سياسي جاد يعيد التأكيد على حل الدولتين كخيار إستراتيجي لا بديل منه، ووضع إطار دولي متماسك لإعادة إعمار غزة بمشاركة عربية وغربية دون تهجير للشعب الفلسطيني."
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق