loading ad...
في عالم تتسارع فيه التغيّرات، ويبني كل شعب مساره نحو المستقبل، يقف العالم العربي أمام مفترق طرق مصيري. فمن ناحية، لا يمكن إنكار الأزمات الثقيلة التي تُكبّل الواقع: انهيارات اقتصادية، أنظمة سياسية راكدة، فساد مستشرٍ، ومجتمعات تئنّ تحت وطأة الفقر والبطالة والتهميش. ومن ناحية أخرى، هناك شيء يتغيّر بهدوء… شيء يشبه التململ في أعماق الأرض قبل الزلزال، أو كالنبتة التي تخترق الأسمنت، رغم كل ما يحيط بها من صمت وجفاف.اضافة اعلان
هذا “الشيء” هو الوعي.
الوعي الشعبي.
وهو أقوى ما يمكن أن تمتلكه أمة قررت أن تنهض.
لقد مرّت شعوب المنطقة بتجارب قاسية، نُهبت فيها الثروات، وتغيّبت فيها العدالة، وتحوّلت المؤسسات إلى أدوات بيد قلة متنفّذة. لعقود طويلة، جرى تغييب الإنسان عن المشهد، وأُقصي عن القرار، وقيل له إن مصيره ليس بيده، وإن التغيير مستحيل.
لكن هذا الزمن يتغيّر.
اليوم، هناك أجيال جديدة لا تحمل فقط هواتف ذكية، بل عقولاً أكثر وعيًا، ونفوسًا أكثر رفضًا، وقلوبًا ما عادت تحتمل الصمت. إنها أجيال بدأت تطرح الأسئلة التي كانت محرّمة، وتُراجع المفاهيم التي جرى تلقينها، وتبحث عن إجابات من الواقع، لا من الخطابات.
في قلب هذا الوعي، تبرز قناعة جديدة: أن الكرامة ليست ترفًا، وأن العدالة ليست مطلب نخبوي، وأن الحرية لا تتعارض مع الأمن، بل تؤسسه. هناك مواطن عربي اليوم يؤمن أن له حقًا، لا فضلًا، في العيش الكريم، في الوظيفة، في الصحة، في التعليم، في التعبير، وفي أن يكون شريكًا في تقرير مصير وطنه.
ومع هذا التحوّل في الوعي، تتغيّر المعادلات. لم يعد الخوف هو الحاكم الأول. لم تعد الروايات الرسمية تُصدَّق دون نقاش. لم تعد الشعارات تكفي. أصبح الناس يقيسون الأمور بميزان العقل لا العاطفة، ويطالبون بالإصلاح لا بالترقيع، ويبحثون عن حلول لا مسكنات.
ما نشهده اليوم ليس ثورة تقليدية، بل نهضة فكرية واجتماعية هادئة ولكنها عميقة. في التعليم، نرى مبادرات تنهض رغم شح الموارد. في الاقتصاد، هناك مشاريع ناشئة تشقّ طريقها رغم القيود. في الفن والثقافة، تعلو أصوات تعبّر عن هموم الناس بجرأة وصدق. في العمل التطوعي، يخرج شبابٌ وشابات يوميًا ليملأوا فراغ الدولة بجهد وإبداع.
ورغم كل ما تعانيه المجتمعات العربية من اختناقات، فإن الإرادة لم تُكسر. لا يزال في هذه الأمة من يعمل، من يخطط، من يؤمن. وهذه هي العلامة الأولى على الحياة.
فالمجتمعات لا تنهض فقط لأن حكوماتها قررت الإصلاح، بل لأنها قررت أن تراجع نفسها، أن تعيد تعريف علاقتها بالسلطة، وأن تفهم أن السيادة الحقيقية تبدأ من المواطن، لا من فوقه.
قد لا يأتي التغيير غدًا، وقد تكون الطريق مليئة بالخيبات، ولكن ما يحدث اليوم هو تأسيس لمرحلة جديدة. مرحلة ما بعد الصمت، ما بعد الخضوع، ما بعد التهميش.
إنها بداية الوعي.
والوعي، كما يقول التاريخ، هو أول الطريق نحو التحرر الحقيقي.
لا نحتاج إلى معجزات، بل إلى تراكم الجهود. لا ننتظر المنقذ، بل نبني أنفسنا. كل مبادرة صادقة، كل كلمة حرة، كل فكرة خالية من الفساد، هي جزء من مشروع النهضة القادمة.
العالم العربي ليس “منطقة مشاكل”. هو منطقة إمكانات.
وإذا كان الواقع مؤلمًا، فالقدرة على تغييره باتت ممكنة. فقط إن آمنا بأننا نستحق الأفضل، وعملنا لنصنعه.
وهذا ما يجري اليوم… ببطء، بصمت، لكن بثبات.
هذا “الشيء” هو الوعي.
الوعي الشعبي.
وهو أقوى ما يمكن أن تمتلكه أمة قررت أن تنهض.
لقد مرّت شعوب المنطقة بتجارب قاسية، نُهبت فيها الثروات، وتغيّبت فيها العدالة، وتحوّلت المؤسسات إلى أدوات بيد قلة متنفّذة. لعقود طويلة، جرى تغييب الإنسان عن المشهد، وأُقصي عن القرار، وقيل له إن مصيره ليس بيده، وإن التغيير مستحيل.
لكن هذا الزمن يتغيّر.
اليوم، هناك أجيال جديدة لا تحمل فقط هواتف ذكية، بل عقولاً أكثر وعيًا، ونفوسًا أكثر رفضًا، وقلوبًا ما عادت تحتمل الصمت. إنها أجيال بدأت تطرح الأسئلة التي كانت محرّمة، وتُراجع المفاهيم التي جرى تلقينها، وتبحث عن إجابات من الواقع، لا من الخطابات.
في قلب هذا الوعي، تبرز قناعة جديدة: أن الكرامة ليست ترفًا، وأن العدالة ليست مطلب نخبوي، وأن الحرية لا تتعارض مع الأمن، بل تؤسسه. هناك مواطن عربي اليوم يؤمن أن له حقًا، لا فضلًا، في العيش الكريم، في الوظيفة، في الصحة، في التعليم، في التعبير، وفي أن يكون شريكًا في تقرير مصير وطنه.
ومع هذا التحوّل في الوعي، تتغيّر المعادلات. لم يعد الخوف هو الحاكم الأول. لم تعد الروايات الرسمية تُصدَّق دون نقاش. لم تعد الشعارات تكفي. أصبح الناس يقيسون الأمور بميزان العقل لا العاطفة، ويطالبون بالإصلاح لا بالترقيع، ويبحثون عن حلول لا مسكنات.
ما نشهده اليوم ليس ثورة تقليدية، بل نهضة فكرية واجتماعية هادئة ولكنها عميقة. في التعليم، نرى مبادرات تنهض رغم شح الموارد. في الاقتصاد، هناك مشاريع ناشئة تشقّ طريقها رغم القيود. في الفن والثقافة، تعلو أصوات تعبّر عن هموم الناس بجرأة وصدق. في العمل التطوعي، يخرج شبابٌ وشابات يوميًا ليملأوا فراغ الدولة بجهد وإبداع.
ورغم كل ما تعانيه المجتمعات العربية من اختناقات، فإن الإرادة لم تُكسر. لا يزال في هذه الأمة من يعمل، من يخطط، من يؤمن. وهذه هي العلامة الأولى على الحياة.
فالمجتمعات لا تنهض فقط لأن حكوماتها قررت الإصلاح، بل لأنها قررت أن تراجع نفسها، أن تعيد تعريف علاقتها بالسلطة، وأن تفهم أن السيادة الحقيقية تبدأ من المواطن، لا من فوقه.
قد لا يأتي التغيير غدًا، وقد تكون الطريق مليئة بالخيبات، ولكن ما يحدث اليوم هو تأسيس لمرحلة جديدة. مرحلة ما بعد الصمت، ما بعد الخضوع، ما بعد التهميش.
إنها بداية الوعي.
والوعي، كما يقول التاريخ، هو أول الطريق نحو التحرر الحقيقي.
لا نحتاج إلى معجزات، بل إلى تراكم الجهود. لا ننتظر المنقذ، بل نبني أنفسنا. كل مبادرة صادقة، كل كلمة حرة، كل فكرة خالية من الفساد، هي جزء من مشروع النهضة القادمة.
العالم العربي ليس “منطقة مشاكل”. هو منطقة إمكانات.
وإذا كان الواقع مؤلمًا، فالقدرة على تغييره باتت ممكنة. فقط إن آمنا بأننا نستحق الأفضل، وعملنا لنصنعه.
وهذا ما يجري اليوم… ببطء، بصمت، لكن بثبات.
0 تعليق