حمدان بن محمد في الهند..

مصدرك 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لم يكن صدفة أن تكون الهند أول دولة تبرم معها دولة الإمارات شراكة اقتصادية شاملة، بدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند، في فبراير 2022، بل كان الأمر مقصوداً ومعايشاً للواقع. فالهند على مدار التاريخ أحد أهم الأسواق التي ارتبطت معها الإمارات قبل اكتشاف النفط، وبقيت كذلك بعده، مدعومة بعلاقة صداقة شاملة بين الشعبين.
وإذا كانت الهند بالنسبة لمجتمع الأعمال في الإمارات بإمكاناتها الضخمة وسكانها الـ 1.4 مليار نسمة لديها من المزايا ما يجعلها سوقاً واسعة يمكن استغلالها وتطويرها والبناء عليها بأحجام الفرص المليونية، فإن الإمارات لديها أيضاً مزايا لا تحصى يمكن للمستثمرين الهنود الاستفادة منها، وهي فرص تتعدى دولة الإمارات لتشمل إفريقيا التي باتت دولتنا بوابة للدخول إلى أسواقها بما تمتلكه من علاقات واسعة مع القارة الإفريقية.
إذاً هناك أرضيات مشتركة جاهزة للنهوض، قيادة تؤمن بالصداقة والأخوة والمصالح المشتركة، وشراكات في قطاعات اقتصادية متعددة، وفرص واعدة في القطاعات التقليدية وفي التقنيات الحديثة، ومجتمع أعمال نشط قادر على الاستثمار والبناء.
من هنا تأتي زيارة سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، إلى جمهورية الهند الصديقة، وتأتي أيضاً فعاليات منتدى دبي – الهند للأعمال في مدينة مومباي بحضور أكثر من 200 من كبار المسؤولين والمستثمرين، وبمشاركة قادة مجتمع الأعمال في دبي والهند، والهدف كله بحث واستشراف سبل تعزيز الفرص الاقتصادية الاستراتيجية المشتركة.
الزيارة التاريخية لسمو الشيخ حمدان بن محمد إلى الهند، لقيت صدى إيجابياً، رسمياً ودبلوماسياً وعسكرياً واقتصادياً وإعلامياً، حيث حفاوة الاستقبال من قبل رئيس الوزراء الهندي مودي، الذي اعتبرها بمنزلة الزيارة للبلد الواحد، واجتماعه مع وزير الخارجية الهندي، وأيضاً وزير الدفاع الهندي، وكبار المسؤولين، وحضوره توقيع حزمة اتفاقيات تربط دبي مع الهند، حيث العلاقة بين الجانبين تأخذ بعداً أعمق في التجارة باستحواذ الإمارة على 85% من التجارة الإماراتية الهندية.
وعلى هامش الزيارة التي احتفى بها الإعلام الهندي في وسائله المختلفة، نظمت «غرف دبي» منتدى جمع المستثمرين ورجال الأعمال من كلا الجانبين، تم خلاله استعراض آفاق توسيع التعاون التجاري والاستثماري
بين مجتمعات الأعمال في دبي والهند، وتطوير الاستثمارات والمشاريع المشتركة والمقومات التنافسية والإمكانات الاقتصادية الواعدة التي تتمتع بها دبي والهند، وآليات الاستفادة منها لتحفيز نمو حركة التجارة والاستثمارات البينية.
وسلط المنتدى الضوء على دور دبي كوجهة استراتيجية لتوسع الشركات الهندية في الأسواق العالمية، كما تناولت الجلسة آليات استفادة الشركات من مكانة دبي كمركز تجاري واستثماري رائد، وسبل بناء آفاق جديدة للتعاون والتجارة البينية لتعزيز مكانة دبي والهند على خارطة الاقتصاد العالمي.
يكفي القول إن التجارة بين الإمارات والهند تتعدى الـ 240 مليار درهم سنوياً، والزوار الهنود إلى الإمارات يتجاوزون الـ 5 ملايين سائح، ورحلات الطيران التي تتجاوز الـ 555 رحلة أسبوعياً عبر الناقلات الإماراتية إلى جانب عشرات الرحلات من الناقلات الهندية، وكأنها رحلات داخلية، والاستثمارات يصعب احتسابها مع تزايدها وتنوعها فردياً ومؤسسياً مع وجود أكثر من ربع مليون رخصة تجارية هندية عاملة في دولة الإمارات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق