في وقت تتباين فيه المعلومات الواردة، بشأن مصير القيادي الحوثي، خالد يحيى المداني، تؤكد مصادر عسكرية يمنية، أنه كان الهدف المباشر للغارة الجوية الأمريكية التي استهدفت، مساء أمس الأربعاء، منزلًا في أحد الأحياء السكنية، شمال غرب العاصمة اليمنية صنعاء.
وأفادت المصادر، بأن إحدى الضربات العنيفة والمتعددة التي شهدتها صنعاء، ليلة أمس، طالت منزلًا يملكه تاجر أسلحة موال للحوثيين، ينتمي إلى محافظة صعدة، أثناء وجوده داخله، إلى جانب القيادي المداني وأحد مرافقيه، وقيادي آخر لم تُعرف هويته، في حيّ "النهضة"، شمال غرب العاصمة وفق إرم نيوز.
وحتى اللحظة، لا تزال الأنباء متضاربة حول حجم الأضرار التي أحدثتها الغارة الوحيدة؛ إذ تشير مصادر عسكرية لـ"إرم نيوز" أن المداني وجميع الموجودين داخل المبنى السكني وعددهم 4، قتلوا جميعًا، وسط تهدّم أجزاء واسعة من هيكل المنزل المستهدف، في حين تقول مصادر أخرى إنه أصيب، فيما قتِل الآخرون.
ويبرز اسم القيادي خالد يحيى محمد المداني، كأحد أبرز وجوه قيادات الصف الأول الأيديولوجية لدى الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، ويُسمى بـ"الحاكم الفعلي" لأمانة العاصمة؛ نظرًا لقربه من زعيم الميليشيا، عبدالملك الحوثي، وارتباطه بعلاقة مصاهرة تجمعه بالحوثي.
بدأ الرجل أدواره في الجانب العسكري، إبان سنوات الحرب الداخلية الأولى ضد القوات الحكومية, ومع مرور الوقت، وخفوت صوت الرصاص، بدأ يتولى مهامَّ إدارية، معظمها متعلق بالجانب الخدمي في صنعاء، إلى جانب دوره البارز في عملية تحشيد وتجنيد المقاتلين، وسط اتهامات توجهها له منظمات حقوقية بـ"التورط في الزجّ بعشرات الأطفال" في المعارك إلى جانب الحوثيين.
ويجمع المداني، المولود في مديرية مدان، شمال غرب محافظة عمران، بين الأدوار القيادية العسكرية والإدارية، وله بعض الممارسات الأمنية ومعني بمجال التحشيد والتعبئة؛ ما يجعله لاعبًا محوريًّا في عملية صنع القرار اليومي للحوثيين في العاصمة صنعاء، التي عُيّن كوكيل أول لها بعد سنوات من تعيينه عضوًا في مجلس الشورى، ليُمنح لاحقًا صلاحيات نافذة تتخطى حدود منصبه كوكيل.
في العام 2021، أثار المداني جدلًا واسعًا، حين قدم إقرار ذمته المالية إلى "الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد" التابعة للحوثيين، باعتباره عضوًا في مجلس الشورى، أملًا في إثبات نزاهته وتقديم نموذج للقيادي الكفؤ، غير أن ذلك انقلب عليه؛ إذ بدأت تظهر مناصبه الأخرى غير المعلنة، التي تجاهلها في إقرار ذمته المالية؛ ما فتح عليه سيلًا من الانتقادات، حتى على مستوى الحوثيين.
حينها، كشف القيادي الحوثي الآخر، سلطان جحاف، عن امتلاك المداني لفيلا سكنية، اشتراها بمبلغ 540 مليون ريال يمني في صنعاء، ثم قام بتأجيرها لمؤسسة الجرحى التي يرأسها، بمبلغ مليون و200 ألف ريال شهريًّا، متسائلًا عن مصدر امتلاكه لهذه الأموال، في ظل معاناة الجرحى وامراضهم النفسية؛ جراء الإهمال، "في حين أن المداني دخل صنعاء فقيرًا لا يملك شيئًا".
ويصف عضو مجلس النواب غير الشرعي في صنعاء، أحمد سيف حاشد، القيادي خالد المداني، بـ"سوبر مان المؤمن"؛ نظرًا لتعدد مناصبه الستة، التي قلدته إياها ميليشيا الحوثي، وتنوع مصادر دخله التي لا يزال محتفظًا بمعظمها، رغم مزاعم "التغييرات الجذرية" التي طالت حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًّا، بحجّة "الإصلاحات الشاملة".
ورغم كل المسؤوليات التي يتولاها، ثّمة أدوار أخرى يلعبها الرجل على المستوى الأمني، من خلال إشرافه المباشر على المعتقلات الخاصة بالسياسيين ورجال الدين، لدى جهاز "الأمن والمخابرات" أبشع أجهزة الحوثيين الأمنية السرّية التي تمارس عمليات الإخفاء القسري والقمع والتنكيل بحق اليمنيين.
0 تعليق