«مسقط السلام» وحماية أمن المنطقة

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
منى علي المطوع

من المؤمل أن تعقد اليوم السبت في العاصمة الإيطالية روما الجولة الثانية من المحادثات بين ممثلي أمريكا وإيران حيث تستمر الوساطة العمانية في جلسة المحادثات أمام تسريبات لتقارير أمريكية تشير إلى تدخل مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف ضربة عسكرية إسرائيلية كانت مقررة ضد منشآت نووية إيرانية مفضلاً إعطاء فرصة للمسار التفاوضي الذي بدأ في مسقط حيث هناك تلويح أمريكي دائم باستخدام الخيار العسكري ضد طهران من خلال إسرائيل.

وأمام وجود تسريبات عسكرية تؤكد الضربة الأمريكية تجاه النظام الإيراني والأهداف المرتبطة بالبرنامج النووي قد تحدث من خلال إسرائيل خلال الأشهر الثلاثة القادمة، فإن سلطنة عمان اليوم تقوم بحراك دبلوماسي وسياسي يحسب للمنطقة العربية ككل حيث تمثل في سياستها المعتدلة والحيادية رمانة الميزان، وتتصدر المشهد الدولي في المباحثات الجارية بين إيران وأمريكا فالمحادثات غير المباشرة التي جرت يوم السبت الماضي بين إيران والولايات المتحدة في مسقط السلام بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني لابد أن تؤرخ في الذاكرة الدولية والعربية والخليجية بنجاح الوساطة العمانية في تحقيق أول مباحثات رسمية بين الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الإيراني في تاريخ العلاقات الأمريكية الإيرانية أمام دولتين قطعتا علاقتهما الدبلوماسية منذ أكثر من 45 سنة وتحديداً منذ 7 أبريل 1980 ولا نعرف إن كانت هذه مصادفة أم لا أن يجتمع أطراف من الدولتين في 12 أبريل 2025 فيما يخص تاريخ علاقتهما في نفس الشهر الذي تم قطع العلاقات فيه قبل أكثر من 45 سنة.

فأمام قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتهديد بالحرب ومنح إيران مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى تقليص إيران لتواجدها النووي أو إنهاء برنامجها النووي تماماً والتهديد بتوجيه ضربات عسكرية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد لابد هنا أن نشير إلى وجود انقسامات داخل الإدارة الأمريكية فهناك فريقان الأول يرى أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق عبر المفاوضات غير المباشرة خاصة مع عرض إيران إجراء محادثات بوساطة عمانية، وأنه بالإمكان تحقيق اتفاق بناء عبر تقديم بعض التنازلات لطهران، وهذا الفريق يرى أن أي عمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية قد يعرض القوات الأمريكية للخطر، كما أن وجود حرب بالمنطقة قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط؛ مما يضر بالاقتصاد الأمريكي فيما يدفع الفريق الثاني نحو الحل العسكري معتبراً أن أي مفاوضات جديدة لن تؤدي إلا إلى مزيد من المناورات الإيرانية، وهذا الفريق يرى أن إيران أضعف من أي وقت مضى في المرحلة الحالية وهو وقت مناسب للتركيز على تفكيك برنامجها النووي بالكامل، وأن العمل العسكري يمكن أن يجبر طهران على التراجع عن برنامجها النووي.

من جهة أخرى الحل الدبلوماسي هو الحل المطروح حالياً على طاولة المفاوضات تحت وساطة عمانية تحاول التقريب بين طرفي الصراع للوصول إلى حل شامل يجنب المنطقة الدخول في حرب.

وصادق القول إن المنطقة العربية تواجه تهديدات أمنية الأمر الذي يستوجب أهمية نجاح المحادثات الأمريكية الإيرانية واستخدام الحل الدبلوماسي تجنباً للحل العسكري الذي قد يدخلنا في نفق حرب عسكرية بالمنطقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق