في يوم الأربعاء، وافق أعضاء الاتحاد الأوروبي بشكل كبير على فرض تعريفات جمركية انتقامية على السلع الأمريكية بقيمة 22 مليار يورو، وذلك بعد تصاعد التوترات التجارية التي أثارها فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسومًا جمركية على واردات الولايات المتحدة.

دعم كبير للرسوم الجمركية

صوّت 26 من أصل 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي لصالح فرض رسوم جمركية تتراوح بين 10 إلى 25% على مجموعة من المنتجات الأمريكية مثل التبغ والدراجات النارية والدواجن والفولاذ والألمنيوم. كانت الدولة الوحيدة التي صوتت ضد الرسوم هي هنغاريا، التي يقودها رئيس الوزراء فيكتور أوربان، الحليف القوي لترامب.

كان من الضروري أن يصوت 15 دولة تمثل 65% من سكان الاتحاد الأوروبي ضد الرسوم لتجنب دخولها حيز التنفيذ، مما يعكس الجبهة الموحدة التي يقفها الاتحاد الأوروبي في مواجهة سياسات ترامب.

الرد على رسوم ترامب

تأتي هذه الرسوم رداً على فرض ترامب 25% من الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم في الشهر الماضي. ووصف الاتحاد الأوروبي هذه الرسوم الأمريكية بأنها "غير مبررة وضارة"، مؤكدًا أن آثارها اقتصادية سلبية على كلا الجانبين، بالإضافة إلى الأضرار التي تلحق بالاقتصاد العالمي.

سيتم تطبيق هذه الرسوم على مراحل خلال هذا العام. من المقرر أن تدخل أول مجموعة من الرسوم حيز التنفيذ في 15 أبريل، على أن تدخل معظم الرسوم حيز التنفيذ في 16 مايو، بينما ستبدأ الرسوم على بعض المنتجات الأخرى مثل فول الصويا والمكسرات في الأول من ديسمبر.

الخطوات القادمة في النزاع التجاري

حاليًا، يدرس الاتحاد الأوروبي كيفية الرد على الرسوم الأمريكية الجديدة، بما في ذلك فرض 25% من الرسوم على السيارات و 20% من الرسوم العامة على جميع السلع الأوروبية، التي دخلت حيز التنفيذ اليوم. من المتوقع أن يقدم الاتحاد الأوروبي اقتراحًا رسميًا بحلول منتصف مايو إذا لم يتم التوصل إلى حل تفاوضي مع واشنطن.

موقف ترامب من التجارة مع الاتحاد الأوروبي

رفض ترامب اقتراح الاتحاد الأوروبي بإلغاء الرسوم على جميع السلع الصناعية المتبادلة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مبديا اعتراضه على ذلك، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يشتري المزيد من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي. كما تفرض واشنطن حاليًا رسومًا على سلع أوروبية بقيمة 370 مليار يورو، أي ما يعادل 70% من إجمالي صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة.

حرب الرسوم الجمركية: الصورة الأكبر

سبق لترامب أن أشار إلى أنه إذا رد الاتحاد الأوروبي بالرسوم، فإن الولايات المتحدة ستقطع علاقات التجارة مع أوروبا. ويرى ترامب أن ذلك سيكون في صالح الولايات المتحدة حيث لن تضطر بعد الآن إلى شراء المنتجات من الاتحاد الأوروبي. هذه الحرب التجارية تتصاعد بشكل أكبر حيث تفرض الولايات المتحدة رسوماً إضافية على الصين، مع قيام بكين بالرد بزيادة الرسوم على الصادرات الأمريكية.

الخاتمة: تصاعد التوترات التجارية

مع الرسوم الجمركية الجديدة من الاتحاد الأوروبي على السلع الأمريكية وموقف ترامب المستمر في فرض السياسات الحمائية، فإن المشهد التجاري العالمي يصبح أكثر تقلبًا. الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على مسار تصادمي، حيث يحاول كل طرف تجاوز الآخر في هذا الصراع الاقتصادي المتزايد.