تمر المرأة الحامل بتغيرات جسدية ونفسية هائلة خلال فترة الحمل، ومن أبرز الظواهر التي تثير التساؤلات هي الرغبة المفاجئة في تناول أطعمة معينة، وتحديدًا الأطعمة المالحة، وقد يبدو اشتهاء الموالح أمراً بسيطاً أو غريباً، لكنه يحمل في طياته إشارات عن التغيرات العميقة التي يشهدها جسد المرأة في تلك المرحلة الحساسة.
التغيرات الهرمونية وتأثيرها على الحواس
من المعروف أن الحمل يصاحبه اضطراب في مستويات الهرمونات، خاصة هرموني الأستروجين والبروجسترون، مما يؤثر بشكل مباشر على حاسة التذوق والشم، وهذه التغيرات قد تجعل الحامل تنفر من أطعمة كانت تفضلها سابقًا أو تتوق إلى نكهات معينة مثل الموالح، حيث يمنحها تناول هذه النكهات نوعًا من الرضا الحسي الذي يخفف شعورها بالغثيان أو التغيرات المزاجية.
احتياج الجسم لتعويض بعض المعادن
الموالح غالبًا ما تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم، وهو عنصر أساسي في تنظيم توازن السوائل داخل الجسم، وخلال الحمل يزداد حجم الدم وسوائل الجسم بشكل طبيعي لدعم نمو الجنين والمشيمة، وقد يشتهي الجسم الأطعمة المالحة كوسيلة غير واعية لتعويض أي نقص محتمل في الصوديوم أو المعادن الأخرى، وهذه الإشارات الداخلية تُترجم على هيئة رغبة قوية في تناول الموالح.
تأثير اضطرابات ضغط الدم
بعض الحوامل يعانين من انخفاض طفيف في ضغط الدم خاصة في الشهور الأولى، مما يؤدي إلى شعور بالدوخة أو التعب المفاجئ، وفي هذه الحالات قد يميل الجسم بشكل تلقائي إلى استهلاك أطعمة مالحة لتحفيز ارتفاع ضغط الدم قليلًا واستعادة التوازن، لذلك لا يكون اشتهاء الموالح مجرد رغبة عشوائية بل استجابة ذكية من الجسم لما يحتاجه في تلك اللحظة.
الجانب النفسي والراحة المزاجية
هناك جانب نفسي لا يمكن إغفاله أيضًا، حيث تمثل بعض النكهات المفضلة لدى المرأة الحامل نوعًا من الراحة النفسية المرتبطة بتجارب سابقة ممتعة أو شعور بالطمأنينة، وقد تعتاد بعض النساء على تناول الموالح في لحظات التوتر أو التعب، فيصبح الأمر أكثر وضوحًا أثناء الحمل عندما تكون المشاعر أكثر تقلبًا والاحتياج للدعم النفسي في أعلى مستوياته في ذلك الوقت.
0 تعليق