التأتأة أو التلعثم واحدة من اضطرابات النطق الشائعة بين الأطفال، وقد تبدأ في الظهور بين عمر السنتين والخمس سنوات، وهي الفترة التي يكتسب فيها الطفل المهارات اللغوية بشكل متسارع، وفي بعض الأحيان تختفي مع مرور الوقت دون تدخل، لكن استمرارها أو زيادتها قد يؤثر على ثقة الطفل بنفسه ويعيق تواصله مع محيطه مما يجعل التعرف على طرق العلاج والدعم أمرًا بالغ الأهمية.
فهم طبيعة التأتأة وأسبابها
التأتأة ليست مرضًا في حد ذاته، بل هي عرض يرتبط بعدة عوامل نفسية أو عصبية أو وراثية، وقد تظهر نتيجة لتأخر بسيط في تطور مراكز النطق في الدماغ، أو بسبب ضغوط نفسية يتعرض لها الطفل، مثل الانتقال من بيئة إلى أخرى أو فقدان أحد المقربين، وفي بعض الحالات يكون هناك تاريخ عائلي للإصابة بالتأتأة مما يزيد من احتمالية ظهورها عند الطفل.
أهمية التدخل المبكر والدعم الأسري
كلما بدأ العلاج مبكرًا زادت فرص تحسين حالة الطفل وتقليل التأتأة تدريجيًا، والدعم الأسري هو الركيزة الأولى، إذ ينبغي على الأهل التحلي بالصبر، وعدم مقاطعة الطفل أو تصحيح كلماته أثناء الحديث، بل منحه الوقت الكافي للتعبير دون ضغط، والتحدث معه بلغة واضحة وبطيئة يساعده على تهدئة نسق الكلام، ويقلل من توتره الداخلي.
دور أخصائي النطق والتخاطب
التوجه إلى أخصائي نطق خطوة مهمة في خطة العلاج، إذ يقيّم المختص طبيعة التأتأة وحدتها ويحدد البرنامج العلاجي المناسب، وتتضمن الجلسات تمارين لتحسين الإيقاع والتنفس أثناء الحديث، بالإضافة إلى أنشطة تساعد الطفل على تجاوز القلق المرتبط بالكلام، وبعض الجلسات قد تشمل الأهل لمساعدتهم في تطبيق استراتيجيات التواصل الصحيحة داخل المنزل.
العلاج السلوكي كداعم أساسي
قد يعاني بعض الأطفال من قلق اجتماعي بسبب التأتأة، ما يزيد من حدة المشكلة ويجعلهم يتجنبون الحديث أمام الآخرين، وهنا يأتي دور العلاج السلوكي الذي يعمل على تقوية ثقة الطفل بنفسه، وتعليمه تقنيات للاسترخاء والتعامل مع المواقف التي تسبب له التوتر مما يحسن من تواصله تدريجيًا ويقلل من حدوث التأتأة.
0 تعليق