حسان: مصلحة الأردن فوق وقبل كل شيء ولا أحد يملي على الأردنيين ما يفعلونه

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عمان- أكدت السلطتان التشريعية والتنفيذية (النواب والحكومة) رفض أي إساءة للجيش العربي والأجهزة الأمنية، أو أي تشكيك بمواقف الأردن الثابتة والراسخة ونصرته المستمرة للأهل والأشقاء في الضفة الغربية وقطاع غزة. اضافة اعلان
هذا التأكيد جاء على لسان رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي ورئيس الوزراء د. جعفر حسان والكتل النيابية، مشددين فيه على أن القيادة الهاشمية والجيش العربي والأجهزة الأمنية خط أحمر لا يجوز التطاول عليهم، أو النيل من مواقف الأردن الثابتة، والذي شهد لها القاصي والداني.
جاء ذلك في مستهل جلسة عقدها مجلس النواب صباح امس برئاسة الصفدي وحضور حسان وعدد من أعضاء الفريق الحكومي. 
مصلحة الأردن فوق كل اعتبار 
حسان قال "لا أحد أقرب إلى الشعب الفلسطيني منا، ولم يقدم أحد للقضية الفلسطينية كما قدم الأردن بقيادته الهاشمية على مر التاريخ بالدم والشهداء والمواقف التي لا تتبدل".
وبين أن "سياسة الأردن مشهودة وواضحة تجاه أشقَّائنا الفلسطينيين، وهذا واجبنا ومستمرون فيه بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم أردنياً وعربياً ودولياً، دون كلل".
وقال إن "مصلحة الأردن فوق كل شيء وقبل كل شيء، ولا أحد يملي على الأردنيين ما يفعلونه، ولن نسمح لأي طرف أو جهة أن تتدخل في الشأن الأردني أو في خياراتنا وقراراتنا وثوابتنا".
واكد حسان، ان الحكومة ستتعامل دون تردد أو تهاون مع كل من يهدد أمن الأردن وسلامة شعبه، اكان في الداخل أو في الخارج، ولن تسمح بأن تسوق علينا مخططات وقرارات خارج سياساتنا وأهدافنا الوطنية، أو التضحية بمصالحنا العليا التي تقررها الدولة فقط.
وقال رئيس الوزراء "لن نسمح لمجموعات تحرض على الدولة ومؤسساتها أو تتاجر بالأرواح، وتحاول توظيف مشاعر شعبنا الوطنية النبيلة الصادقة لأهدافها"، مؤكدا أن "الهدف الأسمى، هو تثبيت الشعب الفلسطيني على ترابه الوطني، وذلك لا يكون إطلاقاً بالعبث بأمن الأردن واستقراره وسلامة شعبه وأرضه".
واضاف حسان إن "حدودنا وأمننا يحميهما جيشنا العربي المصطفوي وأجهزتنا الأمنية الساهرة، ولا يمكن لأي أردني مخلص أن يصمت على المساس بهويتنا الأردنية ومؤسساتنا الوطنية وقيمنا الراسخة".
وشدد على ان واجب الدولة، في ظل ما تشهده المنطقة من أزمات وصراعات، الحفاظ على أمنها واستقرارها وحماية أبناء شعبها، و"عندما يتعلق الأمر بأمن الأردن واستقراره وسيادته فلا أولوية تتقدم على الأردن، ولا قرار غير قرار الدولة في هذا الأمر، وهذا ثابت لا نقاش فيها".
وقال إن "الأردنيين لا يقبلون مزاودة أو إساءة لدورنا المشرف ومواقفنا التي يشهد لها كل منصف، فالأردنيون لا يقبلون بأن يحاول بعضهم استغلال مشاعر الغضب والألم الصادقة، بسبب التوحش الذي يواجهه الأشقاء الفلسطينيون على يد إسرائيل، والمأساة التي نتألم لها جميعاً في غزة، للتقليل من جهودنا أو ضرب منعتنا وصلابة نسيجنا الوطني".
وشدد حسان انه بمقدار حرص الدولة على صون حق الأردنيين في التعبير عن الرأي والتضامن مع أشقائنا، فهي في المقابل مؤتمنة على حماية الأردن وتطبيق القانون، ومنع الإساءة أو التجاوز على مؤسساتنا وجهود أبنائها وبناتها التي نفخر ونعتز بهم، ولن يسمح بزرع بذور الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، فكلنا أردنيون بانتمائنا الصادق وإخلاصنا ومحبتنا وإيماننا بهذا البلد العظيم وهويته الوطنية وقيادتنا الهاشمية الحكيمة.
وبين رئيس الوزراء، انه لن تكون هناك فرصة لاستغلال الإساءات التي يطلقها البعض من الخارج والداخل، لهويتنا وسيادة مؤسساتنا، لخلق صدع في ركن هذا الوطن المنيع، وبين شعبه المخلص الأمين، وان الشغل الشاغل، هو تعزيز منعة اقتصادنا، والمضي قدماً في مسارات التحديث، وأداء واجبنا تجاه أشقائنا ضمن إمكاناتنا وقدراتنا، لحماية مستقبلنا ومواجهة تحديات الإقليم التي لا تنتهي.
وشدد على أن الحكومة تبذل جهوداً كبيرة لتحسين الأوضاع الاقتصادية، ورفع حجم الاستثمارات والمشاريع الإستراتيجية، منوها بأن "اقتصادنا قادر ومنيع، وبعون الله نمضي على الطريق الصحيح بتكاتف جهود الجميع في مختلف القطاعات، ولن نسمح لأي جهة أن تعرقل جهودنا ومصالحنا في هذا الاتجاه ففيه أمن الأردن ومستقبله".
كفى تطاولا واختباء وازدواجية 
بدوره، قال الصفدي إن "المجلس يرفض كل الممارسات الخارجة عن القانون وعن ثوابت ومسلمات الأردنيين، والتي برزت في الآونة الأخيرة عبر أصوات حاقدة آثمة، فالتطاول على الجيش جرم وجحود ونكران، لا يمكن القبول به ولا التسامح معه، ومن يسأل عن الجيش، نقول بصوت الأردنيين: الجيش على رؤوسنا، الجيش في عيوننا، الجيش في قلوبنا".
وأضاف الصفدي، "من يحرص على الأردن، لا يبرر لأي جهة أو مجموعة أن تمس مكانة الجيش في وجدان الأردنيين، فهذا الجيش العظيم دافع عن الوطن في زمن الفوضى وفي كل الظروف، وحافظ على تراب الأردن منيعاً في وجه أوكار الغدر والخراب. هذا جيش مقدام قاتل على أسوار القدس، ومد أشقاءه العرب بقوافل من الشهداء، وبقي رغم النيران يساند أهلنا في غزة، وما المستشفيات الميدانية العسكرية في غزة، إلا أحد شواهد البطولة التي لا يعرفها البعض، فكفى تطاولاً وكفى اختباءً وراء أساليب الخطاب المزدوج، فالأردن لا يستحق منا إلا لغة واحدة ومفردات واضحة "وطن عظيم نفديه بالمهج والأرواح، وقائد مفدى من نسل هاشمي كريم نفاخر به الدنيا، وجيش وأجهزة أمنية باسلة لا تهاب العدا".
وأضاف، "نقول بوضوح "لولا الجيش وأجهزتنا الأمنية التي تحمي سياج الوطن في لظى الصيف وبرد الشتاء، وفي ظل مكائد المتربصين وحقد الجاحدين، لما كنا نجلس على كراسينا هذه، فالأمن هو معادلة الثبات والاستقرار للأوطان، ولن نسمح لأي كان بالتعدي على ثوابتنا تحت أي مبرر، وسنبقى أقوياء بجبهة داخلية محصنة، وسيبقى شعبنا الأردني الوفيّ العظيم أكثر وعياً كما على الدوام". 
وأكد أن "من يتطاول على الجيش ليس منا، وليدفن رأسه بالخيبة، واللسان الذي يقطر سماً واجب قطعه، فلا حياد عندما يتعلق الأمر بأسود الوغى حماة الحمى، ولا وقوف عند المنتصف عندما يتعلق الأمر بالأردن، وواهم من أساء الفهم لحكمة وعقلانية الدولة، فهذا الوطن الذي لم يشهد إراقة قطرة دم واحدة في أعتى الظروف، طيلة العهد المستمر فينا مستقبلاً مشرقاً لملوك بني هاشم، منبعُ الحكمة والرشد والصبر والنبل. لن يسمح لأيِ كان بأن يمس رمزية الجيش بأي حرف، فمن يمس رمزية الجيش خادم وأداة في يد أعداء الوطن".
وواصل رئيس مجلس النواب بالقول "أمام الحرب الوحشية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، ووسط حالة التخاذل التي يتسم بها المجتمع الدولي بالعجز عن ردع التطرف والإجرام الصهيوني، يبقى الأردن وسط هذه المشهد صامداً ثابتاً، مقدماً كل جهد سياسي ودبلوماسي وإنساني للأهل في القطاع".
وقال "حمل جلالة الملك عبدالله الثاني راية العدل والحق، لشعب تعرض لشتى صنوف التنكيل والقتل والتدمير والتشريد، فبعد جولة في أوروبا قبل أيام، حمل فيها أولوية القضية الفلسطينية، ووقف الحرب الغاشمة، شارك جلالته في قمة ثلاثية في مصر، خاطب معها ضمير الإنسانية ومراكز القرار الدولي لتصحو من غفلة النكران والصمت، محذراً من إنزلاق المنطقة في الفوضى بحال استمرار حرب التوحش التي باتت شاهدة على أبشع احتلال وصبر أكثر الشعوب تحملاً للأذى ونزيف الدم".
وأضاف "إننا في مجلس النواب، نقف خلف كل المواقف التي يعبر عنها جلالة الملك، وآخرها الصادرة عن القمة التي جمعته بالرئيسين المصري والفرنسي، كما نؤكد في المجلس، دعمنا للجهود الرامية لإسناد خطة إعادة إعمار غزة التي أقرتها القمة العربية في القاهرة، وكذلك منظمة التعاون الإسلامي".
وتابع "نؤكد رفضنا لكل محاولات الاحتلال الرامية لفصل وعزل مدن الضفة، وعمليات التدمير والتهجير والاستيطان، وندعو الحكومة لمواصلة الجهود مع القوى الفاعلة لاتخاذ مواقف، تضمن عدالة الحق الفلسطيني، وتسهم بتخفيف معاناة الفلسطينيين".
الكتل النيابية ترفض الإساءة للجيش 
النائب محمد السبايلة من كتلة إرادة والوطني الإسلامي قال إن "البيئة الدولية السائدة تفرض علينا جميعا التصرف بحكمة ورجولة اتجاه الأردن والقضية الفلسطينية، فالأردن سيبقى عصيا على المؤامرات والتحديات بهمة جيشه وشعبه"، مؤكدا أن الوحدة الوطنية وتلاحم الشعب مع القيادة والجيش، هي القوة والمناعة التي يجب الحفاظ عليها.
واستنكر النائب أيمن أبو هنية من كتلة عزم، جميع محاولات الخروج عن القانون والانحراف عن القيم الوطنية والأخلاقية التي تمثل جوهر الانتماء للأردن، منوها بأن البعض استغل ما يمر به قطاع غزة، للتطاول على رموز الدولة الوطنية، بهدف إثارة الفوضى ونشر الفتن والتحريض والتشكيك بالمواقف الأردنية الراسخة والثابتة.
بدوره، قال النائب أيمن أبو الرب عن جبهة العمل الإسلامي إنّ "الشعب الأردني والعشائر والجيش العربي والمؤسسات الرصينة والقيادة الحكيمة، لهم كل التقدير والاحترام العالي، وإنّ الكتلة ترفض بوضوح الإساءة لهذه المكونات"، داعيا للحفاظ على وحدة الصف الوطنيّ.
أما النائب زهير الخشمان من كتلة اتحاد الأحزاب الوسطية فقال إن "نصرة غزة لا تكون بالفتنة بين أبناء الأردن، وأن المساس بالأردن وقيادته وجيشه خط أحمر".
وحذر النائب هيثم زيادين من حزب الميثاق الوطني، من العبث والمساس بأمن واستقرار الوطن، مشددا على أنّ كل يد تتطاول على الجيش العربي يجب أن تبتر، مطالبا الأجهزة الأمنية بالضرب بيد من حديد وبلا تهاون أو رحمة ضد كل من أساء للجيش.
وأكد النائب سامر الأزايدة من كتلة تقدم، رفض أي تطاول على رموز الدولة والأجهزة الأمنية، منددا بما حصل مؤخرا في بعض المسيرات التي خرجت والتي جرى فيها النيل من الجيش وأجهزته".
أما النائب المستقل إسماعيل المشاقبة، فأكد رفض أي تطاول على الجيش، وطالب بتبني مذكرة نيابية أردنية ورفعها للبرلمان العالمي، للمطالبة بوضع قيادات إسرائيلية على لائحة الإرهاب الدولي، مشددا على أنّ العالم يجب أن يعرف بأن الاحتلال إرهابي يمارس الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق