بعد خمسة أيام من الحادثة المأساوية، لا تزال عمليات البحث جارية عن جثمان المدرّسة الشابة العراقية «أفيستا يوسف برزنجي»، البالغة من العمر 27 عامًا، التي جرفتها مياه نهر «تانكاتور» في محافظة أربيل شمالي البلاد في أثناء محاولتها البطولية لإنقاذ شقيقها خلال نزهة عائلية.

نجحت «آڤيستا» في إنقاذ شقيقها حسين، الذي يشارك الآن فرق الدفاع المدني في البحث عنها، بينما يواصل أكثر من 120 عنصرًا من فرق الإنقاذ، بدعم من أربيل وعقرة، جهودهم المكثفة دون العثور على أي أثر لها حتى الآن.

تشهد المنطقة تضامنًا مجتمعيًا لافتًا، حيث يتوافد الأهالي يوميًا إلى موقع الحادث لتقديم الدعم المعنوي والمادي، وتجهيز الطعام لفرق الإنقاذ التي تستخدم كل الوسائل المتاحة، بما في ذلك كاميرات تحت الماء، قوارب إنقاذ، طائرات درون، وحتى مروحية.

روى يوسف برزنجي، والد «آڤيستا، تفاصيل اللحظات الأخيرة لشبكة 964، قائلاً: "كنا في نزهة عائلية بسيطة مع «آفيستا» وحسين وبعض الأقارب. فجأة، انزلق حسين وسقط في النهر، فاندفعت «آڤيستا» دون تردد لإنقاذه.

ورغم عمق المكان، تمكنت من دفعه إلى بر الأمان، لكنها لم تستطع الخروج.

كنت أشعر بقلق غامض، وحذرتها من الاقتراب من الماء، لكنها اختارت حياة أخيها على حياتها، ضحت بنفسها بشجاعة، وأرجو أن يتقبلها الله شهيدة.

من جانبه، أوضح «كاروان ميراوَدلي»، مدير الدفاع المدني في سوران، لشبكة 964 العراقية: «منذ اللحظة الأولى، انخرط أكثر من 120 عنصرًا في عمليات بحث موسعة، مستخدمين كافة التقنيات المتوفرة. غطينا 20 كيلومترًا من مجرى النهر، لكن الأمطار الغزيرة، وسرعة التيار، والتضاريس الصعبة شكلت تحديات كبيرة».

لا تقتصر المشاركة على فرق الإنقاذ فحسب، بل يتجاوزها الأهالي بدعم لوجستي يومي.

وقال زاهير عزيز، أحد سكان المنطقة، لشبكة 964 العراقية: «آڤيستا» ابنة الجميع هنا، اليوم فقط، جهزنا وجبات لأكثر من 300 شخص، منذ اليوم الأول، يتطوع الناس لتجهيز الطعام وتنسيق توزيعه على العائلة والفرق المشاركة."

ورغم مرور الأيام، تبقى عائلة «آڤيستا» متمسكة بأمل العثور على جثمانها.

يقف والدها، كاك يوسف، عند ضفاف النهر بعيون مليئة بالأسى، بينما يعتصر حسين، شقيقها، الذنب وهو يردد: «ليتني كنت أنا بدلاً منها»، في مشهد يمزق القلوب.