تشهد بيتكوين هذه الأيام حالة من الترقب والتوتر، بعدما اقتربت من كسر قمتها السابقة عند 73,800 دولار، والتقلبات الأخيرة في السوق تعكس ضغوطًا واضحة ناتجة عن عوامل اقتصادية معقدة، تجعل المستثمرين يعيدون التفكير في خطواتهم القادمة، والبعض يخشى من انهيار جديد، والبعض الآخر يرى فرصة خلف الضباب.

عوائد السندات الأمريكية تُربك المشهد

ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية كان له تأثير مباشر على شهية المستثمرين للمخاطرة، ومؤشر MOVE الذي يتتبع تقلبات سوق السندات قفز إلى أعلى مستوياته منذ أكتوبر 2023، مما أشار إلى تصاعد حالة القلق في الأسواق، وفي مثل هذه الأجواء تصبح الأصول الرقمية مثل بيتكوين عرضة لضغوط بيعية، خاصة مع العزوف العام عن الاستثمارات عالية التقلب.

تفكك استراتيجيات التحكيم يهز الثقة

في الخلفية بدأت صناديق التحوط تتخلى عن واحدة من استراتيجياتها الأساسية، وهي "صفقات الكاري"، وهذه الاستراتيجية التي تعتمد على الفروقات بين العقود الآجلة والسندات الفعلية أصبحت أقل أمانًا في ظل تقلب السوق، وتفكك هذه الصفقات يشير إلى حالة من الارتباك بين كبار المستثمرين، ويؤثر بشكل غير مباشر على أداء بيتكوين.

مناطق حساسة قد تشعل موجات تصفية

بيتكوين أصبحت قريبة جدًا من مناطق دعم تعتبر حاسمة، أبرزها النطاق بين 73,800 و74,400 دولار، وكسر هذا الحاجز قد يؤدي إلى تصفيات قسرية لصفقات شراء برافعة مالية، مما يفاقم من الضغط الهبوطي ويزيد احتمالية الانزلاق إلى مستويات أعمق مثل 70,000 أو حتى 66,000 دولار، وتعد هذه المستويات حاسمة، لأنها قد تفعل أوامر وقف الخسارة وتدفع السوق إلى مزيد من الهبوط في وقت قصير.

وجهة نظر مختلفة.. هل هذه فرصة؟

رغم موجة التشاؤم يرى بعض المحللين أن التراجع الحالي قد يكون فرصة ثمينة لمن تؤمن ببيتكوين على المدى الطويل، ورايان لي كبير المحللين في Bitget Research أشار إلى أن الشراء التدريجي بأسلوب متوسط التكلفة قد يكون خيارًا مناسبًا في هذه المرحلة.

وأوضح رايان لي، أن استقرار السوق أو تبني سياسات داعمة للعملات الرقمية قد يدفع بيتكوين نحو مستويات جديدة تتراوح بين 95,000 و100,000 دولار بنهاية 2025.