تحديات الصحة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. هل تجعلنا أكثر صحة أم تعاسة؟ - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هل أنت على دراية بأحدث صيحات الصحة التي تقدم وعودًا جريئة بالتغيير؟ هل هي محض ادعاءات أم فيها شيء من الصحة؟ ربّما تسأل نفسك حول ما يحفّز الناس في الغالب للانخراط في تحديات صعبة، في حين أن العادات التي تبدو بسيطة، مثل الحصول على قسط كافٍ من النوم، أو تناول المزيد من الخضار، غالبًا ما يبدو التعامل معها أصعب بكثير. 

يقول الخبراء إن الكثير منا ينجذب إلى هذه التحديات القاسية لأننا نتوق إلى تغيير جذري، على أمل أن يساعد ذلك على إثبات شيء ما لأنفسنا أو للآخرين.

يقول الدكتور توماس كوران، أستاذ علم النفس المشارك بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، والخبير في الكمال: "نرى دومًا هذه الأنواع من التحديات فرصًا للتألّق، لا سيما إذا كنا في مرحلة من حياتنا نطلق فيها العنان لأنفسنا. ربما نشعر أننا بحاجة إلى أن نكون أكثر صحة، أو ربما مررنا للتو بانفصال عاطفي أو حدث (هام) في حياتنا".

ومع تنامي هذه التيارات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يسهل فهم سبب انجذاب الناس المتزايد لفكرة الوصول إلى النسخة "المثالية" من ذواتهم. لكن قبل الانطلاق في أي تحدٍّ صحي جديد، من المهم أن تأخذ لحظة للتفكير بأهدافك، وتحديد نقطة انطلاقك.

تحدّي تصوراتنا عن "الكمال"

مع سعي المؤثرين في مجال الصحة لرفع سقف النجاح، غالبًا ما يُنظر إلى مجال العافية الآن كمساحةٍ للاستعراض، حيث يسعى الناس إلى إظهار أقصى قدراتهم البدنية والعقلية.

ورغم أنّ رؤية إنجازات الآخرين قد تكون مُحفزة، إلا أنها قد تُحبط في حال لم يتطابق تقدمك مع إنجازاتهم.

وبرأي كوران فإنّ كل شخص يسعى جاهدًا للوصول إلى النسخة المثالية من نفسه، سواءً أكانت جسدًا أم نمط حياة، وهذا أمرٌ خطير، لأن هذه النسخة عادةً ما تكون مستحيلة أو خطيرة، مضيفًا أن هذا النوع من المقارنات يُدخل الناس في دوامةٍ خطيرة، يشعرون فيها باستمرار بعدم الرضا عن تقدمهم، ويورّطهم بشعور مستمر بالشك والعجز".

كما أشار كوران إلى أنّ تحديات العافية قد تكون ضارةً تحديدًا بالنساء اللواتي يُعانين من السعي وراء الكمال، ويسعين لتحقيق معايير جمالٍ مُستحيلة وتوقعاتٍ مجتمعية.

وتشجّع رينيه ماكغريغور، اختصاصية التغذية البريطانية المتخصصة في اضطرابات الأكل والأداء الرياضي، الناس على التعامل مع اتجاهات الصحة والعافية بفضول وتشكيك. ذلك أن بعض المؤثرين والمشاهير قد يروجون لمنتجات بغرض الفائدة المالية. وعليه تنصح بإجراء بحث خاص ومتنوّع المصادر، قبل الانخراط بأي تحدّ.

تحديات الصحة الواعية

إذا كنت من الأشخاص الذين يتألّقون بالتحديات ويتجاوزون حدودهم، فهذا لا يعني أنّ عليك تجنب تحديات الصحة تمامًا. فقبل الانغماس بها، اسأل نفسك عمّا إذا كنت تسعى وراء التحدي للأسباب الصحيحة، بحسب ماكغريغور.

وأشارت الأخيرة إلى أنّ بعض الناس يرغبون بتجربة هذه التحديات لأنّهم يعتقدون أنّ شيئًا ما ينقص حياتهم، ويسعون إلى تحقيق "جدارة" أو الحصول على التقدير.

من الطرق الجيدة لتقييم دوافعك هي التفكير في ما إذا كان التحدي سيفيد صحتك أم مرتبط بعرض إنجازاتك على وسائل التواصل الاجتماعي، أو لأي سبب آخر، واقترحت ماكغريغور أن يتأكد الفرد إذا كان يتمتع بالأساس قبل التعامل مع أي اتجاه جديد وأن يكون على دراية بأي مخاطر محتملة.

التركيز على العادات المستدامة

أكد كلا من ماكغريغور وكوران على أهمية تعزيز العادات الصحية المستدامة قبل الشروع في تحديات أكثر صعوبة. 

فعوض مطاردة فكرة "الصحة"، تقترح التركيز على السلوكيات الصحية الفعلية والبدء بخطوات صغيرة.

فإذا كنت شخصًا قليل الحركة وترغب بإضافة المزيد من الحركة إلى يومك، حاول القيام بتمارين الاندفاع أثناء تنظيف أسنانك، أو المشي لمسافات قصيرة أثناء القيام بروتينك المعتاد.

كما تقترح إجراء تغييرات صغيرة أخرى، تتضمّن تناول الخضار مرات عدة يوميًا، وتنويع الوجبات كي تشمل الحبوب الكاملة، وتناول حفنة من المكسرات يوميًا.

وقالت: "هذه تغييرات صغيرة تُمكّن الناس من جني ثمار صحة الدماغ والصحة البدنية عوض شرب خمسة عصائر يوميًا، وهو شيء لن يكون الحل الأمثل للصحة العامة".

وأضافت ماكغريغور : "الأهم من ذلك، أن الصحة يجب أن تُسعد الناس، لا أن تصل إلى رقم معين على الميزان أو أن تبدو بمظهر معين حتى تُحقّق السعادة المطلقة".

وخلصت ماكغريغور إلى أنّ "هناك الكثير ممّا يمكننا فعله بصحتنا النفسية، وأعتقد أننا بحاجة إلى إدراك أن المقارنة لا تفيدنا أبدًا. أعتقد أنه من المهم أحيانًا أن نعيش اللحظة ونرتاح لما أنجزناه".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق