أمام الوضع المأساوي غير المسبوق في كارثية وبشاعة، والمُتفاقم شراسة لإزهاق الأرواح، في مجازر عدوان الإبادة لأهل قطاع غزة، تَحتبِس الأنفاس، وتختلجُ العبارات ويرتجف القلم، والعالَم لا يحرّك ساكناً.

خارقاً لكل شكل من الهُدنات والاتفاقات والمعاهدات، يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستنزف، منتهكاً كل الأعراف الدولية الملزمة لأدنى حقوق الإنسان، بالقصف المكثف على أهالي القطاع العزل، مستخدماً أسلحة فتاكة، تُصنّفة دولياً بأنّها محرّمة.

في سابقة مشهد مُروِّع مَطلع الأسبوع الماضي، هو أشبه بخيال الرعب ما يعرف بـ«horror fiction»، غير أنه كان ما أَسرفَت عليه حِمَم ألقت بها إسرائيل على رؤوس الأهالي في غزة، فتطايرت بِسعيرانفجارها أجساد الأبرياء في الهواء، عشرات الأمتار فوق الدخان، حتى بلغت عنان السماء، وذلك في قصف استهدف به العدوان الغاشم أحد مراكز الإيواء شرقي المدينة.

مشهد عدوان شَرس لم يسبق له مثيل في أعنت الحروب بين جيوش نظامية متكافئة في الزّاد والعتاد، أسفر عن دمار واسع النطاق وسقوط عشرات من الشهداء والجرحى، معظمهم من المدنيين، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء، إضافة إلى ذلك، تمارس إسرائيل في القطاع أساليب ومستويات مروّعة للقتل، الذي تمارسه إسرائيل في قطاع غزة، يتعلق بتبخّر أو انصهار أجساد الضحايا بفعل قنابل تُسقطها الطائرات الحربية على المنازل السكنية، شراسة تأجّجها أغراض إبادة جماعية لتمحو شعباً عن بِكرةِ أبيه.

لقد تجرع أهل غزة عذاب التفجير والتّنكيل، ومرارة الفقد واليتم، وتضور من الجوع والعطش، وغبن الحصار والتطويق، والتّهجير، والعيش تحت وطأة التدمير الممنهج للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومخيمات النزوح، لأكثر من عام ونصف، على التّوالي، حيث أسفر خلالها العدوان الإسرائيلي على غزة عن استشهاد 50 ألفاً و983 شهيداً، و116 ألفاً و111 مصاباً، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في غزة.

كلّ ذلك والمجتمع الدولي، يتخاذل ويتأخر في اتخاذ أدنى إجراء فعلي يحقن به دماء الأبرياء، ويوقف به فظاعات الاعتداءات المتلاحقة على قطاع غزة، مُكتفياً بترديد عبارات الاستنكار والتّنديد، في حين عقب إعلان ترامب قرار فرض الرسوم الجمركية على عدد من البلدان، قام المجتمع الدولي، بين عشية وضحاها، بردود أفعال إجرائية، ولم يَقعُد.