loading ad...
وتزينت المباني العامة ومنازل المواطنين كما الشوارع والميادين والساحات والجامعات والمدارس على امتداد مساحة الوطن، بالعلم لترسم لوحة مضيئة تشع منها روح الانتماء وصدق الولاء للعلم ورمزيته العظيمة في نفوس الأردنيين، يلتفون حوله راية عز ومجد وسؤدد، ليظل مرفرفاً عاليا خفاقا في سماء الوطن، يظلل الجميع باختلاف مواقعهم.اضافة اعلان
وانصهرت جهود جميع المؤسسات العامة ومنظمات المجتمع المدني في بوتقة واحدة في رسم لوحة وطنية جميلة، احتفاء باليوم الوطني للعلم الأردني، الذي يصادف غدا الأربعاء.
فالعلم، بألوانه ومعانيه ودلالاته، يغلف المشهد الوطني، فالبلديات، وغرف التجارة والصناعة، والجامعات، والمدارس، والمحلات التجارية، ومختلف المؤسسات، تتسابق لإضفاء صورة حضارية جميلة في هذا اليوم، اعتزازا، وفخرا، وزهوا، بعلَم وطنهم، الذي يمثل هويتهم الجامعة.
وقال رئيس غرفة تجارة إربد محمد الشوحة: "في هذا اليوم الوطني العزيز، نرفع هاماتنا فخرا واعتزازا براية الوطن الخفاقة، التي ترمز إلى وحدتنا، وانتمائنا، وكرامتنا الوطنية".
وأضاف: "القطاع التجاري يرى في العلم الأردني رمزا لكل يد بنَت، ولكل فكرة أبدعت، ولكل مشروع وطني أسهم في بناء أردننا العزيز"، داعيا إلى رفع العلم الأردني في كل مكان، واستلهام معاني العزة والوحدة من ألوانه الأربعة التي تروي قصة شعب لا يعرف المستحيل.
بدوره، أكد نائب رئيس غرفة صناعة الأردن، رئيس غرفة صناعة إربد، هاني أبو حسان، أن اليوم الوطني للعلم الأردني هو عهد بين الأجيال، ورمز يلخص مسيرة مئة عام من البناء والبطولة، خلف القيادة الهاشمية الحكيمة.
وقال أبو حسان: "في هذا اليوم نرفع رؤوسنا إجلالا لراية العز الخفاقة، التي تجسد روح الأمة، وتحيي فينا سيرة الأجداد، الذين نسجوا من التضحيات تاريخا، ومن الإرادة مستقبلا".
وأضاف: "القطاع الصناعي وجميع أبناء الوطن يواصلون المسيرة لترجمة هذا الإرث إلى واقع ملموس، فنعمل ليلا ونهارا لرفع راية الاقتصاد الوطني من خلال تعزيز الصناعة كركن استراتيجي، ودعم الابتكار، وتوفير فرص عمل تحصن المجتمع وتعزز استقراره"، مؤكدا أن "صناعتنا ليست حجرا في جدار الوطن فحسب، بل هي شعلة تضيء درب التنمية".
وقال الناشط السياسي والاجتماعي من لواء بني عبيد، رضوان النعسان: "في يوم العلم، نستذكر ألوانه الأربعة التي نعتبرها رسالة، وليست مجرد خطوط:
فباللون الأسود نتذكر تضحيات الشهداء، وبالأبيض نتذكر نقاء قلوب الأردنيين، والأخضر إرواء لغصون الأمل، أما الأحمر فيعانق سماء العزة بدماء الشهداء".
وأضاف: "علم يوحدنا فوق كل اختلاف، ويحثنا على أن نكون خير حملة لرسالته؛ فهو ليس مجرد قطعة قماش ترفرف فوق المباني، بل هو تاريخ ناصع، وهوية راسخة، ودليل على ما بذله الأردنيون من تضحيات، وما قدموه من إنجازات".
وقالت الناشطة الاجتماعية من محافظة المفرق، رانيا الجيوسي، إن هذا اليوم ليس مناسبة للاحتفال فقط، بل هو محطة لتجديد العهد والولاء للقيادة الهاشمية الحكيمة، وهو تجسيد للهوية الوطنية، ورمز لمسيرة متواصلة ومتجددة من البناء والإنجاز.
وعبر رئيس مجلس محافظة عجلون عمر المومني، عن مكنونات الفرح والاعتزاز بهذا اليوم الوطني، لافتا إلى أن المحافظة، بمدنها وقراها، وجبالها وسهولها، تتوشح بعلم الوطن، وتتزين به أسطح المنازل، وواجهات المحال.
وقال: "الأرض نفسها تحتفل معنا، والرياح ترفرف برايات الوطن، تجوب الأزقة والأحياء، لتنقل رسالة صادقة، فحواها أننا فوق هذه الأرض صامدون، وخلف رايتنا سائرون".
وفي جرش، تزينت المباني والشوارع بألوان العلم، وتلوح به، في فرح، أياد تطل من نوافذ السيارات، بحسب الدكتور ياسر المقابلة، الذي أكد أن العلم أكثر من مجرد رمز، بل هو جزء من الحياة اليومية، وهوية الناس التي لا يمكن لأي قوة أن تمحوها.
وقال التربوي أحمد الشوابكة من محافظة مادبا، إن الطابور الصباحي في المدارس كان مشهدا مهيبا، إذ رفعت الأيدي الصغيرة رايات الوطن، وعزف النشيد الوطني على مسامع الطلاب، ليكتمل المشهد بتوزيع العلم الأردني على الأطفال الذين يركضون فرحا في ساحات المدرسة.
وفي الجامعات، تحولت المناسبة الوطنية إلى منابر حوارية، تستذكر مسيرة الوطن وإنجازاته، وتناقش الهوية الوطنية، وأثر العلم في توحيد الأردنيين على قلب رجل واحد، كما يرى الطالب في جامعة مؤتة، محمد الخوالدة.
وقال الخوالدة: إن الشباب يرون في العلم الأردني تعبيرا حيا عن الوحدة والاستقرار، ورسالة صادقة لكل من يرفعه، تؤكد "أننا صادقو العهد والولاء والانتماء، جادون بمواصلة مسيرة البناء والتحديث التي أرسى دعائمها ملوك بني هاشم، ويحرص جلالة الملك عبدالله الثاني على غرسها في النفوس عملا وإنجازا وتضحية وبناء".
ووصف الدكتور خليل الحجاج، من محافظة الطفيلة، المناسبة بـ "المهيبة"، مؤكدا أنها استحضرت رمزية العلم عنوانا للهوية الوطنية، ومسيرة متصلة من تضحيات الأردنيين، بقيادة الهاشميين، في ميادين العز والتضحية، كما هم في ميادين العمل والإنجاز.
وتستعد البلقاء للاحتفال باليوم الوطني للعلم الأردني بأسلوبها الخاص، المتجذر في الإباء والوفاء. وترتفع الراية وسط الأناشيد، لكن ما هو أعمق من ذلك يظهر في البيوت.
سمية خليفات، أم لخمسة أبناء، تغسل علَمها القديم، وتصر على تعليقه رغم مرور سنوات، وتقول: "هذا العلم شهد أفراحنا وأحزاننا... هو شاهد على صمودنا".
والشباب هناك يبادلون العلم انتماء بالعمل، مجموعة طلاب بقيادة علاء الخرابشة أطلقوا مبادرة تطوعية لتوزيع العلم على المارة. "مش بس بنوزع علم، إحنا بنذكر الناس إنو الوطن مش لحظة، هو كل اللحظات"، يؤكد الخرابشة.
وفي الجنوب، حيث الصحراء تهمس بالتاريخ، تتحول معان إلى خلية وطنية نابضة. البيوت تتزين، والمدارس تخصص الساعات للحديث عن رمزية الألوان، والشباب يعلقون الأعلام في كل زاوية.
راكان الطورة، شاب عشريني من معان، نظم مع أصدقائه مسيرة طلابية. لم تكن مسيرة صاخبة، بل كانت هادئة، مؤثرة، تشبه المدينة في عراقتها. يقول الطورة: "هذا مش مجرد علم... هذا دم الشهيد، وعرق الفلاح، وحلم الطالب".
وإلى جانبهم، كانت المعلمة ميساء أبو تايه تشرح لتلاميذها معنى كل لون: "الأبيض ما كان يوما علامة استسلام.. هو نقاء النية، والأسود ما كان حزنا، هو صبر الأحرار". وتقول: "معان، بتاريخها الحي، لا تستقبل يوم العلًَم كمناسبة، بل تعيشه كمسؤولية، وتقدمه للأجيال القادمة كأمانة لا تسقط بالتقادم".
وفي العقبة، يوم العلم ليس حدثا، بل مشهد بانورامي لا ينسى. المدينة التي تعانق البحر، تبدو وكأنها تعانق العلم. الشرفات ملونة، والمراكب ترفع الراية، وأطفال الكورنيش يتراكضون حاملين رايات صغيرة، تشبه أحلامهم.
مروة الحسنات، طفلة لم تتجاوز الثالثة عشرة، كانت ترسم أعلاما صغيرة وتوزعها على العابرين. تقول: "بحس العلم بيحميني، مثل حضن كبير بحمل كل الناس جواه". وتضيف، إن العلم عنوان السيادة، وشاهد على الانتماء العميق، ورسالة مفتوحة للعالم بأن هنا دولة، وهنا شعب لا يهزم.
وفي جميع أرجاء المملكة، ستنطلق غدا الأربعاء مسيرات كشفية، وتقام معارض فنية وفعاليات موسيقية، احتفاء بالمناسبة، ولإضفاء لمسات من الفن والإبداع، حيث تحول العلم إلى لوحة فنية تجسد مشاعر الأمة.
وانطلقت المبادرات الشعبية في مختلف المحافظات من الشوارع، لا من المنصات الرسمية. شباب متحمسون للانتماء يجوبون الأحياء لتوزيع العلم الأردني، وتنظيف الساحات، وتزيين الجدران برسومات وطنية تحمل بين خطوطها حب الوطن. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت حملة "علمي هويتي". - (بترا)
0 تعليق