واصلت القوات المسلحة السودانية تعزيز تقدمها في مواجهة ميليشيا الدعم السريع في عدد من المناطق الحيوية. فقد نفذت الفرقة السادسة مشاة، المتمركزة في مدينة الفاشر، ضربات دقيقة باستخدام طائرات مسيّرة، مستهدفة مواقع وتجمعات للمليشيا شمال شرق المدينة، مما أسفر عن مقتل عدد كبير من العناصر التابعة لها وتدمير خمس مركبات قتالية بشكل كامل.
وفي حي خورسيال شرق الفاشر، تصدت القوات المسلحة لمحاولة تسلل فاشلة من قبل ميليشيا الدعم السريع، حيث تم القضاء على العناصر المتسللة بالكامل دون تسجيل أي خسائر في صفوف القوات المسلحة. كما أكدت الفرقة السادسة مشاة في بيان رسمي أنها تمكنت من تحييد عدد من القناصة في جنوب شرق المدينة، بالإضافة إلى تدمير مدفع ثقيل كان متمركزًا في جبال أبوجا.
في الجهة المقابلة، واصلت ميليشيا الدعم السريع استهداف الأحياء السكنية في الفاشر، مستخدمةً مدافع عيار 120 ملم و82 ملم، بالإضافة إلى قناصة استهدفوا المدنيين، مما أسفر عن استشهاد 15 مواطنًا وإصابة 20 آخرين، بينهم العديد من النساء والأطفال. كما أطلقت الميليشيا طائرات مسيّرة هجومية، مما تسبب في إصابات خطيرة بين المدنيين العزل. وقد نقل المصابون إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
من جانبها، عبرت قيادة الفرقة عن تعازيها لأسر الشهداء، متمنية الشفاء العاجل للمصابين. كما حذّرت من دعوات تحريضية تدعو السكان لمغادرة المدينة، مؤكدةً أن هذه الدعوات تهدف إلى تسهيل استهداف النازحين ونهب ممتلكاتهم، في ظل ظروف إنسانية وأمنية صعبة.
الجيش السوداني يواصل تقدماته غرب أم درمان
في تطور ميداني آخر، تمكنت القوات المسلحة السودانية من إحراز تقدم واسع غرب مدينة أم درمان، حيث نجحت في تدمير عدد من المركبات القتالية لميليشيا الدعم السريع في مناطق مثل الصفوة والحلة الجديدة وقرية الصفيراء، بالإضافة إلى معسكر الكونان. وقال المتحدث العسكري إن العمليات لا تزال مستمرة، حيث تلاحق القوات المسلحة فلول الميليشيا للقضاء على جيوبها المتبقية في المنطقة.
كما أعلنت مصادر ميدانية أن قوات الاحتياطي المركزي سيطرت بشكل كامل على معسكر الكونان بعد اشتباكات عنيفة مع ميليشيا الدعم السريع، مما يعزز من جهود القوات النظامية في استعادة الأمن في المناطق الحيوية غرب العاصمة.
إيجاد تدعو إلى سلام شامل في السودان
في السياق ذاته، دعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية "إيجاد" إلى ضرورة تحقيق سلام شامل في السودان، في ظل استمرار الصراع الذي دخل عامه الثالث. وأكد الدكتور ووركنيه جيبيهو، الأمين التنفيذي للهيئة، أن الأزمة الإنسانية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، وأصبحت من أكبر أزمات النزوح في العالم.
وأشار جيبيهو إلى أهمية إجراء عملية منسقة تضع مصالح الشعب السوداني في المقام الأول، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم جهود السلام بشكل فاعل. كما شدد على ضرورة أن يكون الحل سلميًا ويشمل جميع الأطراف، خاصةً الفئات الأكثر تضررًا من الحرب.
وتأتي هذه الدعوات في وقت يشهد فيه السودان تصاعدًا في أعمال العنف، مما أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين ونزوح أكثر من 5 ملايين شخص، بينما تستمر المعاناة الإنسانية وسط نقص حاد في الغذاء والمساعدات الطبية.
0 تعليق