كثيراً ما كانت تمر بنا مواقف نظن أنها صعبة وأن الخروج منها أشبه بالمعجزة، وبلطف الله نخرج منها متعافين! مدركين أنّ الحياة سلسلة من الكدح الطويل الذي لا ينتهي! وفي كل مرة نجرّ خطواتنا المثقلة بوجع الفقد.. الخذلان.. الانكسار والهزيمة.. نجرها نحو الشفاء ولا ننفك!
لم تكن الحياة كما صوّرها لنا المُعلم في الصف الأول «أن العالم جميل، والسماء زرقاء، والعصافير تزقزق» فقد كان الواقع رثاً الحقيقة، وفظيعاً جداً!
كلنا يستعيد بكثير من الحنين، وقليل من الأسف، ذلك الطفل القابع في الداخل، الذي لا ينفك يراودنا بين الحين والآخر، خصوصاً في اللحظات الأشد تعقيداً وتعباً، كون الحياة تأخذنا في موجاتٍ عالية، تنقلنا من أعلى إلى أسفل في طرفة عين.
كم مرة ألفيتَ نفسك تبحث عن ذلك الصوت البعيد، المطمئن إلى نفسه وإلى العالم من حوله، وقد حاصرتك الحياة بقسوتها، وعبثيتها، وهوائها الثقيل.
ذلك الصوت المنبعث من ضوء الطفولة وهو يخاطبك بهمس: «تعال، مازالت الغيمات تضحك هنا، مازالت السماء زرقاء، ومازالت الشمس تشرق من الشرق».
ولكن الالتفات إلى الوراء، الحنين إلى ما مضى، الاكتراث بما جرى، جميعها تهدر وقتك، وتستنزف قلبك، بل وتثنيك عن مسارك الحقيقي في هذه الدنيا.. إن الماضي لن يعود، فلا تأخذ منه شيئاً سوى المشورة، وعندما يستدير الزمان يوماً بشاربه الكثيف ولحيته الكثّة، لا تتردد أن تدسّ في جيب حاجته حروفاً ثمينة ومشاعر من فئة الألف شوق.
رسالة أخيرة
ابقَ على مسافة آمنة بينك وبين الناس، وكُن قوياً بحيث لا تستطيع أن تكسرك كلمة عابرة أو نظرة قد تثقب روحك أو النبرة المظلمة التي يتعمّدها من يحادثك، وتأكد من تفحّص نفسك في كل مرحلة من حياتك، وتحسّس مواضع الضعف وعالِجْها حتى لا تبقى مهزوماً أمام كل لحظة كنت تظن بأنك أقوى منها!
0 تعليق