وسط زحام مدينة القاهرة المصرية، تفتح لك بعض المساجد أبوابها لا لتؤدي الصلاة فقط بل لتصافح قلبك بالسكينة.
في القاهرة القديمة، تقف 5 مساجد شامخة، ليست مجرد آثار تاريخية تركها لنا الأجداد، بل ملاذات روحية، هذه المساجد شكلت نقلة حضارية في تاريخ العاصمة، ويأتي إليها الزوار من جميع أنحاء العالم. قررنا أن نركز عليها في هذا التقرير:
مسجد أحمد بن طولون
يقع بين منطقتي السيدة عائشة والسيدة زينب بالقاهرة، يدهشك بمئذنته الحلزونية الفريدة، وساحته الواسعة، ستشعر كأنك دخلت إلى زمن آخر، الصمت هنا له طابع خاص، والضوء المتسلل عبر النوافذ القديمة يهمس للروح، يرجع المسجد إلى عهد الدولة الطولونية في مصر وكان شاهدًا على أحداث كثيرة حتى يومنا هذا.

المسجد الجامع الأزهر
يقع أمام مسجد الحسين بالقاهرة القديمة، وهو بمثابة قلب القاهرة الفقهية، لكنه أيضًا مكانًا عظيمًا للتأمل، رغم الزحام، هناك زوايا هادئة تشعر فيها أن العلم والطمأنينة يسكنان معًا، كما أنه يتفرع إلى مدارس واروقة كثيرة يتلقى فيها الطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي العلم حتى الآن.

جامع الحاكم بأمر الله
هو مسجد يجمع مزيجًا من الرهبة والصفاء في وقت واحد، ساحته الداخلية المفتوحة تتيح لك أن تنظر إلى السماء وتتنفس بعمق، والنظر إلى نقوشه الداخلية تذكرك بالحديث بينك وبين الله، لن تندم على زيارتك له، وهو الواقع بشارع المعز لدين الله بقلب منطقة الجمالية.

مسجد السلطان حسن
هو مسجد يحمل روح القرب الصوفي، تحفة معمارية تتحدث عن العظمة، لكنها من الداخل مكانٌ يحتضنك، الجدران العالية والظلال العميقة تمنحك عزلة تأملية، وتعرفك على نفسك أكثر عن قرب، ويقع بجوار مسجد الرفاعي في منطقة السيدة عائشة بالقاهرة.

مسجد الرفاعي
يجاور السلطان حسن، لكنه يحمل طابعًا مهيبًا وهادئًا، ضوء الشمس يتلاعب بزخارفه، وكأن المسجد يبتسم في صمت، وهو المسجد الذي تمنى الملك فاروق أن يدفن فيه بعد طرده من مصر. بجانب هذا لا يحمل طابع المساجد التي فيها قبور.

في هذه المساجد، لا تحتاج إلى كثير من الكلام، يكفيك أن تجلس، وتغلق عينيك، وتترك للزمن أن يهدأ بداخلك، سبح وتأمل واذكر الله في نفسك تضرعًا وخيفة.
0 تعليق