أبريل 19, 2025 12:52 م

السبيل- حولت شرطة الاحتلال الإسرائيلي مدينة القدس المحتلة وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية، وعرقلة وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة للاحتفال بيوم “سبت النور”.
واعتدت قوات الاحتلال على مسيحيين وافدين إلى كنيسة القيامة لإحياء “سبت النور” ومنعتهم من الدخول عبر باب الجديد.
وكما كل عام، تستهدف سلطات الاحتلال المسيحيين في المدينة المقدسة، وتُنغص عليهم احتفالاتهم بأعيادهم، وتفرض قيودًا على ممارسة حقهم بالعبادة، في محاولة لإنهاء الوجود المسيحي، وطمس الهوية الإسلامية المسيحية الحقيقية للمدينة.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، أحالت قوات الاحتلال قلب القدس إلى مشهد عسكري خانق، وأغلقت الطرق المؤدية إلى كنيسة القيامة.
ونصبت قوات الاحتلال الحواجز العسكرية في الطرق الواصلة للكنيسة، وأعاقت وصول المسيحيين إليها، ودققت في هويات عدد من الشبان ومنعتهم من الدخول.
وحرم الاحتلال آلاف المسيحيين من الضفة الغربية، من الوصول إلى القدس، للمشاركة في إحياء “سبت النور”.
وذكرت مصادر كنسية أن الاحتلال أصدر 6 آلاف تصريح فقط للفلسطينيين المسيحيين من محافظات الضفة، علمًا أن عدد المسيحيين في تلك المحافظات يقدّر بـ 50 ألفًا.
وألغت الكنائس المظاهر الاحتفالية والمسيرات الكشفية كافة بعيد “الفصح”، واقتصرت على إقامة القداديس والصلوات والشعائر الدينية.
وقال رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة ديمتري دلياني إن قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها الأمنية في القدس، وفرضت قيودًا مشددة على وصول المسيحيين لكنيسة القيامة.
وأوضح أن شرطة الاحتلال منعت الحجاج والمصلين من بلوغ وجهتهم الروحية، وخنقت الطقوس والشعائر الدينية والتقليدية التي شكّلت عبر القرون جزءًا أصيلًا من هوية المدينة المقدسة ومصدر إشعاعها الإنساني والروحي.
واعتبر ما يجري في القدس يوم “سبت النور” هو تجسيد لسياسة احتلالية عنصرية متعمدة لإطفاء شعلة روحية ظلّت متقدة منذ ألفي عام، وتطويق ذاكرة المدينة التي كانت وستبقى منارة إلهام إنساني عصية على التدجين والاستلاب.
وأضاف دلياني أن “ما يرتكبه الاحتلال بحق الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية لا ينفصل عن المشروع الاستعماري الأهم في دولة الاحتلال، والذي يسعى إلى تفريغ القدس العربية من معناها العابر للزمن، وتحويلها إلى مساحة مصطنعة خاضعة لرواية استعمارية صهيونية زائفة تشطب الوجود الفلسطيني المسيحي والإسلامي الأصيل”.
وثمّن وحدة بطاركة ورؤساء الكنائس في رفضهم للقيود الاحتلالية المفروضة على الاحتفالات.
وقال: إن “موقف الكنائس هذا يحمل بعدًا احتجاجيًا ويعيد التأكيد على أن القدس ليست رهينة لاحتلال عسكري، بل هي ميراث لا يمكن لأي قوة غاشمة أن تطفئ نوره أو تصادر رسالته”.
وحذّر دلياني من أن تسخير الاحتلال لآليات القضاء الاسرائيلي كغطاء لتضييق الحريات الدينية يشكل انحدارًا خطيرًا نحو “شرعنة القمع”.
كما حذر من مغبة الاعتقاد بأن القوة المادية كفيلة بتحوير هوية القدس، لأن المدينة عبر كل موجات الغزو التي مرت بها، أثبتت أن جوهرها الروحي عصيّ على الكسر.
وأكد أن حرية العبادة في القدس ليست منّة من سلطة احتلالية، بل هي حق فطري، ثابت كثبات حجارة المدينة المقدسة، ومترسخ في الضمير الفلسطيني الذي سيواصل حمل لواء الحرية الدينية والوطنية، مهما اشتدت القبضة الاحتلالية.
0 تعليق