العشر الأوائل من ذي الحجة ليست أيامًا عادية، بل هي من أعظم أيام الدنيا، وفضلها عظيم عند الله سبحانه وتعالى، وقد أقسم بها في كتابه فقال: "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ" [الفجر: 1-2]، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يترك هذه الأيام تمرّ دون أن يملأها بطاعات عظيمة، وعلى رأسها الصيام.
رغم أن صيام العشر الأوائل من ذي الحجة مستحب وليس واجبًا، إلا أن له فوائد عظيمة على مستوى الدين، والنفس، وحتى الجسد وإليك أبرز هذه الفوائد.
صيام أحبّ الأيام إلى الله
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، (رواه البخاري).
فإذا كان العمل الصالح فيها محبوبًا، فالصيام، وهو من أعظم القُربات، أولى بالأجر والثواب.
اتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم
كان النبي يصوم تسع ذي الحجة، كما ثبت في حديث حفصة رضي الله عنها، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة..."، (رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني).
وصيامك لها إحياء لهذه السنّة واتباعٌ لهديه عليه الصلاة والسلام.
فرصة لتكفير الذنوب
الصيام من أعظم أسباب مغفرة الذنوب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صام يومًا في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا"، (رواه البخاري ومسلم)، فما بالك إن كان الصيام في أيام يحبها الله؟ فإن الفضل أعظم وأجزل.
تهيئة النفس ليوم عرفة
صيام التسعة أيام يُمهّد لصيام يوم عرفة، والذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده"، (رواه مسلم)، فمن صام التسعة كلها، بلغ يوم عرفة بنفس خاشعة وروح مستعدة للغفران.
تزكية للنفس وتقوية للروح
الصيام يضبط الشهوات ويعلّم الصبر ويزيد من صفاء القلب، وفي هذه الأيام المباركة، يكون تأثيره الروحي أعظم، لأنه يتزامن مع مواسم الطاعة والتقرب إلى الله.
مضاعفة الحسنات في زمن مبارك
الأعمال في العشر الأوائل تضاعف بفضل الزمان، فكل يوم تصومه لا يُعادل يومًا عاديًا، بل هو في ميزان الحسنات أعظم وأرفع، فصيامها تجارة رابحة مع الله لا يخسر فيها أحد.
0 تعليق