loading ad...
يحتفل المسيحيون في مختلف أرجاء العالم بعيد الفصح المجيد الذي يحمل معه دعوة حية للتجدد، والتمسك بالمحبة، والعمل من أجل مستقبل يسوده السلام والعدالة.اضافة اعلان
وفي رسائل ملهمة، وجه رجال الدين المسيحي في الأردن كلماتهم إلى المؤمنين والعالم، مؤكدين أن القيامة ليست حدثا دينيا فحسب، بل مناسبة لها أبعاد روحية وإنسانية عميقة، وتتقاطع فيها القيم الإيمانية مع هموم الواقع، ليصبح العيد فرصة للصلاة من أجل الأوطان، وتجديد الالتزام برسالة الخير في عالم يعاني من الألم والتشظي.
وأكد الأرشمندريت الدكتور بسام شحاتيت، في رسالة بمناسبة عيد الفصح المجيد، أن الفصح ليس مجرد مناسبة دينية بل هو "تنفس الروح وقيام القلب، ورسالة للعالم بأن الموت ليس النهاية، وأن الحزن لا يغلب الفرح"، مضيفا أن الفصح، والذي يعرف "بعيد الأعياد"، يشكل ذروة المواسم الطقسية، حيث "تنحني الأحزان أمام فرح القيامة، ويتراجع الزمن أمام الأبدية".
وأوضح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن الفصح يعلمنا أن الكلمة الأخيرة ليست لليأس، بل للرجاء، ولا للعنف والخراب، بل للمحبة التي تقوم من جديد، مشيرا إلى أن العالم، رغم ما يعانيه من حروب وآلام، لا يزال يحمل شعلة الأمل، لأن نور القيامة لا يطفأ، ولمسة الرحمة كفيلة بأن تميل كفة العالم نحو الخلاص.
وقال "حتى في تأخر الرجاء، نؤمن أن الله يسير معنا، حتى في أحلك الليالي، ويشرق علينا بفجر جديد محمل ببركاته ونعمته".
وفي ختام رسالته، رفع الأرشمندريت شحاتيت صلاته إلى الله العلي القدير من أجل المملكة سائلا أن يفيض عليها نعمه، ويحفظها في أمن وسلام وازدهار، تحت ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثاني، وولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، والأسرة الهاشمية الكريمة.
ودعا أن يحل فرح القيامة في قلوب الجميع، وينير سلام المسيح دروبهم نحو الخير والرجاء.
من جانبه، قال الأب بولص حداد، إن المسيحيين في الأردن والعالم، يحتفلون بعيد الفصح المجيد، المعروف أيضا بعيد القيامة، الذي يحل بعد أسبوع الآلام الذي يعد ذروة الحياة الليتورجية المسيحية، لما يحمله من رمزية دينية عميقة تتمثل في انتصار الحياة على الموت، والنور على الظلمة.
وأضاف إن المؤمنين يستذكرون في هذا العيد الآلام التي مر بها السيد المسيح، وأن رسالة القيامة تحمل في طياتها معاني عميقة من الفرح والرجاء، وهي تتجدد كل عام حاملة للبشرية جمعاء بشرى الانتصار والغلبة على الموت الذي يعد أول أعداء الحياة.
وقال إن هذه المناسبة تمثل دعوة للأمل، ومصدر إلهام لكل من يحمل نية طيبة، بأنه لا يأس بعد اليوم، ولا خيبات أو قنوط، لأن الحياة أقوى من الموت، وأكبر من حدود القبر.
وبين الأب حداد أن عيد الفصح هذا العام، يأتي والأردن يمر بتجربة وطنية حساسة، تفرض على الجميع التكاتف والوعي، في ظل محاولات بعض أعداء الحياة زعزعة أمنه واستقراره.
وأضاف إن الأردنيين، مسيحيين ومسلمين، يستظلون بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، ويستندون إلى إرث طويل من العيش المشترك والتآخي الوطني الذي يشكل نموذجا فريدا يحتذى به إقليميا ودوليا.
وأوضح أن الأردنيين في هذه المناسبة، يستذكرون نعمة الأمن والأمان التي ينعم بها الوطن، والتي تعد الركيزة الأولى لبناء أي مجتمع، في وقت تعاني فيه بعض الدول من فقدان الاستقرار، وما يحمله ذلك من فوضى وظلم، حيث يغدو الضعيف فريسة للقوي، ويغيب النظام، وتنطفئ روح الدولة.
ودعا في ختام حديثه إلى صون هذه النعم، وأن يديمها الله على الوطن وأهله، متمسكين بالوحدة الوطنية، ومتطلعين إلى مستقبل يسوده السلام والاستقرار.
بدوره، أكد الأب سامر عازر أن عيد قيامة السيد المسيح يمثل بارقة أمل متجددة تبعث في النفوس العزم والإصرار على العطاء، وتدعو إلى نبذ الخوف والألم والدمار، وتحقيق قيم الحياة الكريمة والحرية وحقوق الإنسان.
وقال إن فجر القيامة الذي بزغ في أول أيام الأسبوع ومع إشراقة الشمس، سيبقى شعاع نور وأمل في عالم يموج بالصراعات، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتواصل مشاهد الدمار والتشريد والجوع ومعاناة الثكالى والمفجوعين.
وأضاف إن رسالة القيامة تدعونا جميعا، أفرادا وقيادات، إلى السعي نحو ترسيخ السلام وتحقيق العدالة والكرامة الإنسانية، وبناء مجتمعات متحضرة تقوم على العلم والمعرفة والقيم الأخلاقية والروحية التي نادى بها السيد المسيح، مؤكدا أن الشهادة لقيمة الحياة تتجلى في العمل من أجل حياة أفضل للجميع، تتسم بالسعادة والرضا والسلام الداخلي.
وأكد أن قيامة السيد المسيح هي دعوة متجددة لتجديد قلوبنا وزرع الحب والإيمان في عالمنا، سائلا الله أن يعم الفرح والسلام والمحبة بين الناس.
من جهتها، أكدت الأخت نادين شعبان من راهبات الوردية أن عيد الفصح المجيد لا يعد مجرد مناسبة دينية، بل هو إعلان للحياة الجديدة، وانتصار الرجاء على الموت والخطيئة.
وقالت إن مظاهر الاحتفال بعيد الفصح تبدأ أولا بالمشاركة في القداس الإلهي، إلى جانب اللقاءات العائلية والزيارات الاجتماعية، والتي يرافقها دائما فرح داخلي نابع من السلام، ومن يعيش الفصح بعمق، يختبر معاني الغفران والمصالحة والحب غير المحدود، وتنعكس هذه القيم في الحياة اليومية، من خلال الغفران، وإعادة الانطلاق من جديد، واختيار النور في وجه الظلمة.
وتحدثت عن التغيرات التي طرأت على طقوس الاحتفال بالفصح مقارنة مع الماضي، موضحة أن "الاحتفالات سابقا كانت تتمحور حول التحضير الروحي من خلال الصوم والصلوات والقداديس، أما اليوم، ومع تسارع وتيرة الحياة وتطور التكنولوجيا، فقد تغيرت بعض العادات".
وتابعت إن هذه التغيرات أوجدت فرصا جديدة لعيش الإيمان بأساليب معاصرة، وأن الشباب أصبحوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لنشر محتوى يعكس معاني العيد، عبر مقاطع قصيرة وأسئلة تفاعلية حول زمن الصوم والفصح.
وأكدت أن هذا التوجه "يعكس رغبة الشباب في التواصل مع إيمانهم بلغتهم وأسلوبهم، وهو أمر مفرح جدا، لأنه يبرهن أن القيامة ليست مجرد حدث تاريخي، بل مسيرة مستمرة في حياة كل مؤمن". بترا
0 تعليق