Local

-OneArabia

في منطقة الباحة، تزدهر ثمار النبق البري على أشجار السدر، ذات الصلة الوثيقة بالثقافة والبيئة المحلية. هذه الأشجار، التي كانت في السابق مجرد مصدر للظل، أصبحت الآن مصدرًا للغذاء للإنسان والحيوان. كما أنها تساهم في إنتاج عسل السدر وصناعة المنتجات الخشبية كالأبواب والأكواب.

أكد مدير المركز الوطني للغطاء النباتي ومكافحة التصحر في منطقة الباحة، محمد بن سعيد الزهراني، أن هذه الأشجار يمكن أن يصل ارتفاعها إلى أكثر من خمسة أمتار. وتنمو في السهول الفيضية والوديان والمدرجات. وتعمل شجرة السدر كمصدات للرياح، وتساعد على منع انجراف التربة، مع توفير الظل. كما أن أزهارها حيوية للنحل لإنتاج عسل عالي الجودة.

تشتهر أودية الباحة بأشجار السدر. ومن أبرزها وادي البدع ووادي نخل في محافظة القرى، ووادي الخيطان في محافظة بلجرشي، ووادي ماعل، ووادي آباد، ووادي ثراد في محافظة العقيق، ووادي مليل في محافظة المخواة. ويعمل المركز جاهدًا على إعادة تأهيل هذه المناطق من خلال تعزيز الغطاء النباتي وحماية أشجار السدر من التلف.

أوضحت الدكتورة نادية سعيد الزهراني من جامعة الباحة أن ثمرة السدر البري، المعروفة باسم النبق، غنية بالعناصر الغذائية، فهي تحتوي على الكربوهيدرات، والفلافونويدات ذات الخصائص المضادة للبكتيريا، والتانينات، والمعادن الأساسية كالكالسيوم والبوتاسيوم. كما يُقدم النبق فوائد مضادة للأكسدة بفضل محتواه من فيتامين ج.

أشار البروفيسور عبد الرحمن بن علي الزندي من جامعة الباحة إلى الأهمية البيئية لأشجار السدر. فتنوع المناظر الطبيعية في المنطقة، من جبال ووديان وسواحل، يدعم تنوع الغطاء النباتي. وتُعد شجرة السدر رمزًا تراثيًا هامًا هنا، إذ تتكاثر بالبذور أو العقل من أغصان ناضجة مزروعة في تربة رطبة.

تتميز أشجار السدر بقدرتها على مقاومة الجفاف والبرد والحرارة والرطوبة، كما أنها لا تحتاج إلا إلى القليل من الماء. في تهامة الباحة، تعيش بعض أشجار السدر منذ أكثر من 1500 عام. تُستخدم أزهارها في إنتاج العسل، بينما تُستخدم ثمارها (النبق) وأوراقها في صناعة الزيوت والصابون ومستحضرات التجميل.

يُعدّ أواخر الصيف وأوائل الخريف الوقت الأمثل لزراعة هذه الأشجار. تُساعد طرق زراعة الأنسجة في المختبرات على إكثارها بكميات كبيرة بكفاءة.

With inputs from SPA

Story first published: Sunday, April 20, 2025, 19:46 [GST]