Local

-OneArabia

اكتشفت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي أول مقبرة تعود للعصر الحديدي في منطقة العين. يعود تاريخ هذا الموقع إلى 3000 عام، ومن المرجح أنه يحتوي على أكثر من 100 مقبرة مليئة بمقتنيات جنائزية. تُقدم هذه الاكتشافات رؤى جديدة حول التراث الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتُبرز حرص دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي على فهم المجتمعات القديمة في شبه الجزيرة العربية.

دأب علماء الآثار على استكشاف منطقة العين لأكثر من 65 عامًا، مكتشفين قرى وحصونًا ومعابد وأفلاجًا وبساتين نخيل تعود إلى العصر الحديدي. إلا أن مواقع الدفن والعادات ظلت غامضة حتى الآن. كان للعصر الحديدي دورٌ حاسم في تشكيل مشهد واحة العين. وقد حفّز اختراع نظام الأفلاج قبل 3000 عام الاستيطان والنمو الزراعي، مما أحدث نقلة نوعية في الواحات.

شُيّدت المقابر بحفر عمودي بعمق مترين تقريبًا، ثم حفرها جانبيًا لإنشاء حجرة بيضاوية الشكل. بعد وضع الجثث ومتعلقات القبر بداخلها، سُدّت المداخل بالطوب اللبن أو الحجارة. يُفسر غياب العلامات السطحية بقاء هذه المقابر مجهولة الهوية لفترة طويلة.

على الرغم من أعمال النهب والتخريب السابقة التي ألحقت الضرر بالرفات البشرية، إلا أن بعض قطع المجوهرات الذهبية لم تُلفت الانتباه. تشمل المقتنيات الجنائزية قطعًا مزخرفة بدقة، مثل الفخار والحجر المنحوت والأعمال المعدنية. تتميز أطقم الشرب بأواني ذات فوهات وأكواب صغيرة، إلى جانب أسلحة من سبائك النحاس، مثل رؤوس الرماح ومخابئ رؤوس السهام.

تُقدم هذه المقبرة المحفوظة جيدًا لمحةً نادرة عن الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية خلال مرحلةٍ مهمة من مراحل التنمية في المنطقة. وقد حرص علماء العظام المتخصصون على التعامل بعناية مع الاكتشافات خلال عمليات التنقيب والترميم. وستوفر التحاليل المختبرية تفاصيل عن العمر والجنس والصحة، بينما قد يكشف تحليل الحمض النووي عن الروابط العائلية وأنماط الهجرة.

تشمل المقتنيات الشخصية التي عُثر عليها عبوات مستحضرات تجميل مصنوعة من الصدف، وقلائد وأساور من الخرز، وخواتم، ومشارط، وآثار جعبات كانت تُستخدم لتوجيه الأسلحة. تُشكل هذه الاكتشافات جزءًا من "مجموعة آثار ما بعد الحياة"، تُبرز براعة حرفية عالية الجودة من تلك الحقبة.

الالتزام بالتراث الثقافي

يهدف مشروع المناظر الجنائزية في العين، الذي انطلق عام ٢٠٢٤، إلى دراسة المقابر التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ والتي اكتُشفت أثناء مراقبة بناء السياج الحدودي. ويتماشى هذا مع التزام دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بالبحث العلمي المستمر في مواقع التراث العالمي لليونسكو في العين.

صرح معالي محمد خليفة المبارك قائلاً: "هذا الاكتشاف المهم يُغيّر فهمنا لبلدنا العريق، ويُسهم في تعزيز وعينا بعادات الدفن في العصر الحديدي. فهو يُقدّم لنا أدلةً ملموسة تُقرّبنا من حياة ومعتقدات وتطور حضاري لشعوب المنطقة قبل 3000 عام".

يُبرز هذا الاكتشاف الجهود المبذولة للحفاظ على التراث الثقافي لأبوظبي للأجيال القادمة. ومع ازدياد المعرفة بالمجتمعات السابقة من خلال هذه الاكتشافات، يُعزز هذا الاكتشاف الهوية الثقافية ويُشارك قصصها عالميًا.

With inputs from WAM

Story first published: Tuesday, April 22, 2025, 2:32 [GST]