في خطوة جديدة من جوجل تم الكشف عن نموذجها المتقدم "سك جيميناي" (Sec-Gemini) الذي يمثل دمجاً مبتكراً بين الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الأمنية، ويهدف هذا النموذج إلى تحسين كفاءة فرق الأمن السيبراني في مواجهة التهديدات الرقمية وفهم الحوادث الأمنية بشكل أسرع وأكثر دقة.

دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل التهديدات

يعتمد "سك جيميناي" على تكامل تقنيات نماذج اللغة الكبيرة (LLM) الخاصة بـ Google Gemini، ويجمع بينها وبين قواعد بيانات معلوماتية حديثة مثل Google Threat Intelligence (GTI) وMandiant Threat Intelligence ، وهذا التكامل يمكن النموذج من تقديم تحليلات دقيقة للحوادث الأمنية بشكل أسرع من النماذج التقليدية مع ربط الثغرات بالجهات الفاعلة المحتملة.

أداء قوي في مواجهة التهديدات

أثناء اختبارات النموذج على معايير رئيسية مثل CTI-MCQ وCTI-RCM، أظهر "سك جيميناي" أداءً قويًا في تحليلاته الأمنية، والنموذج أثبت فعاليته في تصنيف التهديدات، وهو ما يسهم في تمكين المحللين الأمنيين من التعرف على المخاطر بسرعة وبتفاصيل أدق مما يعزز استراتيجيات الدفاع ضد الهجمات.

إعادة التوازن في عالم الأمن السيبراني

من خلال هذا النموذج يعيد الذكاء الاصطناعي التوازن بين المدافعين عن الأنظمة والمهاجمين، كما يوضح محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني، أن هذا التوازن كان مفقودًا لفترة طويلة، حيث يتعين على المدافعين حماية جميع الجوانب بينما يستغل المهاجمون ثغرة واحدة فقط، ولكن مع "سك جيميناي" يمكن للفرق الأمنية العمل بشكل أسرع وأكثر كفاءة في كشف التهديدات.

اتجاهات السوق نحو الذكاء الاصطناعي في الحماية

تظهر نتائج دراسة حديثة أجرتها Google Cloud بالتعاون مع Cloud Security Alliance (CSA) أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن السيبراني آخذ في الازدياد، وبعض الشركات الكبرى مثل NVIDIA وRed Hat بدأت بالفعل في تبني هذه التقنيات في بنيتها الأمنية لمواكبة التهديدات المعقدة.

فرص المستقبل والتحديات

على الرغم من أن "سك جيميناي" لا يزال في مرحلة التجربة فقد تم إتاحته لعدد محدود من المؤسسات والمنظمات لأغراض البحث، ويمثل هذا النموذج خطوة استراتيجية نحو المستقبل حيث يمكن أن يتحول إلى أداة أساسية في الدفاع عن البيانات الرقمية وحمايتها من الهجمات المتزايدة.