عندما تشعر بالملل في لحظات الانتظار الطويلة؛ ترفع يديك إلى السماء وتنتظر العطية ولا تصبر، لا ترى علامة واحدة على قرب استجابة دعواتك، ولكن هل تعلم أن جوهر الدعاء الحقيقي هو انتظار الإجابة رغم أنه لا علامة واحدة تدل على قرب الإجابة؟، قلبك الذي يتذبذب بين الرجاء والخوف، هو في لحظاته تلك، يمارس عبادة خفية.. هي عبادة انتظار الفرج، واليقين بأن الله- سبحانه وتعالى- سيستجيب.
ما معنى الصبر عند الدعاء؟
يقول ابن القيم في كتابه الفوائد: «الصبر عند الصدمة الأولى، وفي وقت الدعاء هو ثقة أن الله يسمع، وأنه سيمنحك ما هو خير»، فالصبر في جوهره ليس فقط حبس النفس عن الشكوى؛ بل هو ثبات القلب على الثقة في وعد الله، وأن الله سيفرجها على عبده في القريب العاجل.
نصائح لاستجابة الدعاء
هناك عدة نصائح إذا اتبعتها؛ يمكن أن يستجاب دعائك بكل سهولة، فالنصيحة الأولى لقبول الدعاء هي حضور القلب حضورًا تامًا، واليقين بأن الله- عز وجل- سيستجيب بأمره، كما ورد في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه الألباني: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة».
والنصيحة الثانية هي العمل الحلال والاستمرار على الطاعة والكسب الطيب، وتحري أوقات الاستجابة مثل الثلث الأخير من الليل، حيث ورد في الحديث الذي رواه البخاري عن أَبِي هريرة أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني اللاب يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له»، فاختيار أوقات الدعاء كلها تعين على قرب الإجابة.
كيف نتعامل مع تأخر الإجابة؟
في لحظات انتظار استجابة الدعاء؛ يشعر الكثير من الناس بالقلق والحزن، ولكن يمكن معالجة التأخر؛ بترديد الدعوات والإلحاح على الله، فإن الله- سبحانه وتعالى- يحب العبد الملح في دعائه، الواقف على بابه، الخاشع لعظمته، الراجحي لعفوه وغفرانه، كما أن تأخر الإجابة لا يعني الرفض، بل هو تدبير خفي؛ حيث يقول ابن عطاء الله السكندري في كتابه الحكم العطائية: «لا يكن تأخر العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجبًا ليأسك، فهو ضمن لك الإجابة فيما يختاره لك، لا فيما تختاره لنفسك».
أنواع استجابة الدعاء
بيّن النبي- صلى الله عليه وسلم- أن الدعاء لا يُرد، بل يستجاب على أحد ثلاثة أوجه: إما أن يعجل لك ما سألت، أو يدخر لك في الآخرة، أو يصرف عنك من السوء مثل ما دعوت به، هذا الحديث الذي رواه أحمد وصححه الحاكم والذهبي، ويمكن الاستعانة بالدعوة التي وردت في الآية القرآنية في سورة آل عمران: «ربنا أفرغ علينا صبرًا وتوفنا مسلمين».
0 تعليق