loading ad...
يصدم أي شخص يقوم بتحليل النقاشات التي تحصل في الفضاء الرقمي العام في الأردن -منصات التواصل الاجتماعي- من حجم الجهل، والتخوين، وعدم تقبل الرأي الآخر، والأهم من ذلك، عدم الانطلاق من مفاهيم مضبوطة، وصحيحة عند البعض، وبذلك لا يخرج النقاش في غالب الأحيان عن كونه جدلًا بيزنطيًا، وبدلًا من أن يقرب يبعد، ولا يحقق الغرض الحقيقي لأي حوار عاقل في الحياة، وهو الوصول إلى نقطة التقاء، أو اتفاق، أو عوامل مشتركة. اضافة اعلان
يمر الأردن، مثله مثل أي بلد في العالم، بمطبات محرجة قد تشكل نقطة حاسمة، أو مشكلة كبيرة يجب التعامل معها بحكمة وذكاء، ولو قرأنا التاريخ البشري، فنجد أنه للأسف عبارة عن مجموعة من الأزمات التي تتخللها فترات استقرار وراحة، وهذا يعني أن الحكمة، والعقلانية، والاعتدال يجب أن تسود دائمًا كي نبقى في المنطقة الآمنة، ونصل إلى ما نريد دومًا، ونخرج من الأزمات بأقل الخسائر، كي نقوى على مجابهة التحديات، وما أكثرها.
من خلال تحليل عدد من النقاشات المحتدمة في منصات التواصل الاجتماعي حول القضايا التي تهم الأردنيين، نلاحظ ما يأتي:
أولا: عدم وضوح مفهوم الوطنية لدى الكثيرين، فهناك من يعتقد أنها مجرد أن تكون من عائلة معينة، أو منطقة أو طائفة، وهذا خلل واضح، فالوطنية الحقيقية قائمة على احترام القانون والدستور، والقيام بالواجبات المطلوبة منك، وأن تكون صاحب شخصية تجمع ولا تفرق، وألا تتعدى على حقوق الآخرين، بينما يعتقد البعض أن السب والشتم، والقيام بأعمال ضد القانون هي رجولة، وقوة، وأن الهتاف للوطن -عند البعض- يسمح للشخص بأن يتصرف كما يشاء.
ثانيا: غياب أبجديات الحوار الإيجابي، وسيادة لغة التخوين، وكأن كل طرف يمتلك الحقيقة المطلقة، وغيره مجرم في حق الوطن، وهذا يعطي انطباعا عن غياب المناهج المدرسية التي تدرب الطالب في بدايات عمره على الحوار، وكذلك على عدم تسيد خطاب الاعتدال في المنزل، والحياة العامة، وللأسف، فإن هذا قد يكون له تبعات سلبية على الوطن ككل، إذ إن الأوطان تبنى على الأفراد القادرين على التواصل مع الآخرين، والحوار، والنقاش المؤدي إلى الحلول الوسط في العادة.
ثالثا: انتشار خطاب الكراهية بشكل كبير، وبناء على خبرتي الشخصية ببعض الناس، فإنهم قد يمارسونه بحسن نية، لعدم معرفتهم أنه خطاب كراهية، ولأنهم ضحايا ثقافة قائمة على الافتخار الزائد الكاذب بما لا يجب أن نفتخر به، وغياب مفهوم الإنجاز، والعقلية القائمة على الانشغال بالإنتاج بدلا من الكلام الذي لا يضيف طوبة في بناء الوطن، وكأننا نكرر ما قام به بعض أجدادنا القدماء في الجاهلية عندما ملأوا الفضاء قصائد فخر، ومديحا بأنفسهم، وعلائلاتهم، ونسبهم، من دون أن يتمكنوا من المساهمة الحقيقية في الحضارة العالمية، أو حتى أن يتركوا لنا بناء نفتخر به أمام الآخرين، وعندما جاء الإسلام بدأت بعض هذه العصبيات بالتغير، وبعضها ما يزال موجودا للآن في العالم العربي، بل والإسلامي أيضا.
هذه إطلالة سريعة على عالم النقاش الرقمي في الأردن، وقد قارنته بما يحصل في دول عربية كثيرة، وللأسف أن هناك تشابها في بعض مفاصله، مع ضرورة الإشارة إلى أنني ركزت هنا على الجوانب السلبية في النقاشات، مع معرفتي، واطلاعي على النقاشات الإيجابية وما أكثرها، ولكننا يجب أن نضع أيدينا على الوجع، كي لا نفقد في بلدنا بعض أهم ما أعطانا القوة والصمود، وهو الاحترام المتبادل، وحفظ الكرامة الإنسانية، والاعتدال بكل ما في الكلمة من معنى، وتسييد منطق الحكمة في المواقف الصعبة.
يجب وضع حد للمهاترات وخطاب الكراهية في منصات التواصل الاجتماعي من خلال إعادة بناء ثقافة إيجابية للحوار، من جهة، ومن جهة أخرى التعامل القضائي مع هذا الخطاب بغض النظر عمن يمارسه، والتركيز على إشاعة حرية التعبير الحقيقية، والأخذ بيد المجتمع للوصول إلى الديمقراطية التدريجية البعيدة عن الخطوات غير المدروسة، وعدم الالتفات لمن يحاربها، فمهما واجهنا من أهوال، فإن التجارب أثببت أن الشعوب التي تنعم بالحرية الحقيقية هي الأقدر على مواجهة الصعاب، وما أكثرها في محيط ملتهب، وعالم يتجه إلى اليمينية الشوفينية، والمكارثية القاتلة، واستعمار متحفز ليعيد سيرته الأولى في نهب الشعوب، وفي المقابل، فإن هناك قلة من المواطنيين في بلدنا العزيز الأردن، ووطننا العربي الكبير ممن لا يفرقون بين حب الوطن، وإيذائه في بعض الأحيان.
يمر الأردن، مثله مثل أي بلد في العالم، بمطبات محرجة قد تشكل نقطة حاسمة، أو مشكلة كبيرة يجب التعامل معها بحكمة وذكاء، ولو قرأنا التاريخ البشري، فنجد أنه للأسف عبارة عن مجموعة من الأزمات التي تتخللها فترات استقرار وراحة، وهذا يعني أن الحكمة، والعقلانية، والاعتدال يجب أن تسود دائمًا كي نبقى في المنطقة الآمنة، ونصل إلى ما نريد دومًا، ونخرج من الأزمات بأقل الخسائر، كي نقوى على مجابهة التحديات، وما أكثرها.
من خلال تحليل عدد من النقاشات المحتدمة في منصات التواصل الاجتماعي حول القضايا التي تهم الأردنيين، نلاحظ ما يأتي:
أولا: عدم وضوح مفهوم الوطنية لدى الكثيرين، فهناك من يعتقد أنها مجرد أن تكون من عائلة معينة، أو منطقة أو طائفة، وهذا خلل واضح، فالوطنية الحقيقية قائمة على احترام القانون والدستور، والقيام بالواجبات المطلوبة منك، وأن تكون صاحب شخصية تجمع ولا تفرق، وألا تتعدى على حقوق الآخرين، بينما يعتقد البعض أن السب والشتم، والقيام بأعمال ضد القانون هي رجولة، وقوة، وأن الهتاف للوطن -عند البعض- يسمح للشخص بأن يتصرف كما يشاء.
ثانيا: غياب أبجديات الحوار الإيجابي، وسيادة لغة التخوين، وكأن كل طرف يمتلك الحقيقة المطلقة، وغيره مجرم في حق الوطن، وهذا يعطي انطباعا عن غياب المناهج المدرسية التي تدرب الطالب في بدايات عمره على الحوار، وكذلك على عدم تسيد خطاب الاعتدال في المنزل، والحياة العامة، وللأسف، فإن هذا قد يكون له تبعات سلبية على الوطن ككل، إذ إن الأوطان تبنى على الأفراد القادرين على التواصل مع الآخرين، والحوار، والنقاش المؤدي إلى الحلول الوسط في العادة.
ثالثا: انتشار خطاب الكراهية بشكل كبير، وبناء على خبرتي الشخصية ببعض الناس، فإنهم قد يمارسونه بحسن نية، لعدم معرفتهم أنه خطاب كراهية، ولأنهم ضحايا ثقافة قائمة على الافتخار الزائد الكاذب بما لا يجب أن نفتخر به، وغياب مفهوم الإنجاز، والعقلية القائمة على الانشغال بالإنتاج بدلا من الكلام الذي لا يضيف طوبة في بناء الوطن، وكأننا نكرر ما قام به بعض أجدادنا القدماء في الجاهلية عندما ملأوا الفضاء قصائد فخر، ومديحا بأنفسهم، وعلائلاتهم، ونسبهم، من دون أن يتمكنوا من المساهمة الحقيقية في الحضارة العالمية، أو حتى أن يتركوا لنا بناء نفتخر به أمام الآخرين، وعندما جاء الإسلام بدأت بعض هذه العصبيات بالتغير، وبعضها ما يزال موجودا للآن في العالم العربي، بل والإسلامي أيضا.
هذه إطلالة سريعة على عالم النقاش الرقمي في الأردن، وقد قارنته بما يحصل في دول عربية كثيرة، وللأسف أن هناك تشابها في بعض مفاصله، مع ضرورة الإشارة إلى أنني ركزت هنا على الجوانب السلبية في النقاشات، مع معرفتي، واطلاعي على النقاشات الإيجابية وما أكثرها، ولكننا يجب أن نضع أيدينا على الوجع، كي لا نفقد في بلدنا بعض أهم ما أعطانا القوة والصمود، وهو الاحترام المتبادل، وحفظ الكرامة الإنسانية، والاعتدال بكل ما في الكلمة من معنى، وتسييد منطق الحكمة في المواقف الصعبة.
يجب وضع حد للمهاترات وخطاب الكراهية في منصات التواصل الاجتماعي من خلال إعادة بناء ثقافة إيجابية للحوار، من جهة، ومن جهة أخرى التعامل القضائي مع هذا الخطاب بغض النظر عمن يمارسه، والتركيز على إشاعة حرية التعبير الحقيقية، والأخذ بيد المجتمع للوصول إلى الديمقراطية التدريجية البعيدة عن الخطوات غير المدروسة، وعدم الالتفات لمن يحاربها، فمهما واجهنا من أهوال، فإن التجارب أثببت أن الشعوب التي تنعم بالحرية الحقيقية هي الأقدر على مواجهة الصعاب، وما أكثرها في محيط ملتهب، وعالم يتجه إلى اليمينية الشوفينية، والمكارثية القاتلة، واستعمار متحفز ليعيد سيرته الأولى في نهب الشعوب، وفي المقابل، فإن هناك قلة من المواطنيين في بلدنا العزيز الأردن، ووطننا العربي الكبير ممن لا يفرقون بين حب الوطن، وإيذائه في بعض الأحيان.
0 تعليق