لن يلغي أهميته.. الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل دور المعلم في المدرسة

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعد أدوات الذكاء الاصطناعي من أبرز التحولات التي أعادت تشكيل ملامح العملية التعليمية، فلم تعد التكنولوجيا خيارًا ثانويًا بل أصبحت عنصرًا أساسيًا في الفصول الدراسية والمنصات التعليمية، ومع هذا الانتشار المتسارع، بات دور المعلم محل نقاش واسع، وسط تساؤلات متزايدة حول مستقبل التعليم البشري في ظل صعود الذكاء الاصطناعي.

دور المعلم يتغيّر لا يختفي

الذكاء الاصطناعي لا يُقصي دور المعلم، بل يعيد تشكيله، فالأدوات الذكية اليوم تُستخدم لتصحيح الواجبات، وإنشاء الاختبارات، وتحليل أداء الطلاب، وتقديم ملاحظات دقيقة في وقت سريع، وهذا يعني أن المعلم يستطيع أن يوفّر وقتًا وجهدًا كان يُستهلك في مهام متكررة، ويعيد توجيه طاقته لما هو أهم مثل دعم الطلاب نفسيًا وتربويًا، وتحفيزهم، وتعزيز مهارات التفكير النقدي لديهم

تعليم مخصص حسب مستوى كل طالب

واحدة من أبرز مزايا الذكاء الاصطناعي في التعليم هي القدرة على تخصيص المحتوى، فالتطبيقات الذكية يمكنها تحليل أداء الطالب بدقة، وتحديد نقاط القوة والضعف لديه، ثم اقتراح دروس أو تمارين تناسب مستواه.

ولم يعد جميع الطلاب مضطرين للسير بنفس الوتيرة، بل أصبح بإمكان كل طالب أن يتعلّم حسب قدراته وظروفه، وهذا يحسّن من نتائج التعلم ويقلل من الفجوة بين الطلاب.

مخاوف حقيقية رغم الفوائد

ورغم هذه الفوائد الواضحة، لا يخلو الأمر من تحديات، هناك تخوّف من أن تقلل التكنولوجيا من التفاعل الإنساني داخل الصف، وهو عنصر أساسي في العملية التعليمية، فالمعلم لا ينقل المعلومة فقط، بل يربّي ويوجه ويحتوي ويشجّع.

كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي يتطلب بنية تحتية رقمية قوية، وهي غير متوفرة في جميع البيئات، مما قد يفاقم الفوارق التعليمية بين المناطق الغنية والمحرومة.

مستقبل التعليم بين الإنسان والآلة

الذكاء الاصطناعي لن يلغي وجود المعلم، لكنه يفرض عليه التكيّف مع أدوات جديدة، وتعلّم مهارات حديثة، واستخدام التكنولوجيا بذكاء لدعم طلابه، فالمستقبل لن يكون خاليًا من المعلمين، بل سيكون مليئًا بمعلمين أكثر إبداعًا ومرونة، التكنولوجيا وحدها لا تكفي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق